تفجيرات غزّة: حضور مريب لـ«داعش» يتقاطع مع الاحتلال

تفجيرات غزّة: حضور مريب لـ«داعش» يتقاطع مع الاحتلال

أخبار عربية ودولية

الاثنين، ٢٠ يوليو ٢٠١٥

أثارت التفجيرات التي استهدفت خمس سيّارات، ثلاث منها تعود لأعضاء من حركة «حماس»، واثنتان لأعضاء في حركة «الجهاد الإسلامي»، في حي الشيخ رضوان وسط مدينة غزّة، فجر أمس، موجة من الاتهامات والتساؤلات حول الطرف المتورّط، فيما تُشير أصابع الاتهام لضلوع الاحتلال الإسرائيلي بهذه التفجيرات، رغم مُلاحظة شعار تنظيم «الدولة الإسلاميّة» المعروف بـ «داعش» مرسوماً على جدار مُقابل مكان الحادث.
شعار التنظيم المرسوم لم يمنح الأجهزة الأمنيّة في القطاع حافزاً كبيراً لاتهامه في الضلوع بالحادث، لعدّة أسباب، أبرزها أن «حماس» وقّعت مؤخراً اتفاق مُصالحة بينها وبين التيّارات السلفيّة في القطاع، يقضي بإنهاء كافة أشكال العنف بين الطرفين، إضافة إلى أنّ المُستهدف من العمليّة هذه المرّة ليس الأمن الداخلي التابع لـ «حماس»، أو الشرطة، كما التفجيرات التي وقعت في القطاع خلال الفترة الأخيرة، بل كانت الأجنحة العسكريّة الفاعلة في المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، التي لا تتدخّل في السياسة والقضايا الداخلية.
ووفق المحلل السياسي حسن عبدو، فإنّ الجهد الاستخباري المبذول لتنفيذ العمليّة لا يتناسب وقدرات طرف محلّي من قطاع غزّة، سواء كان «داعش» أو غيرها، حيث تم تفجير خمس سيارات خاصة بقيادات عسكرية في نفس التوقيت والمنطقة. وما يزيد اللغط، أنّ «سرايا القدس»، الذراع العسكري لـ «الجهاد الإسلامي»، كانت ضمن دائرة المُستهدفين، وهي ليست جزءاً من الصراع الداخلي الفلسطيني، وجهدها السياسي والعسكري محصور بالاحتلال فقط.
وهذا ما ألمح إليه البيان المُشترك لـ «كتائب القسّام»، و «سرايا القدس»، والذي جاء فيه أنّ «من فجّر مركبات المجاهدين وقيادات من كتائب القسام وسرايا القدس هي بعض الأيادي الآثمة التي تحاول النيل من المقاومة بالتساوق مع الاحتلال». وأوضح البيان أنّ هذه الأفعال الإجرامية تحمل عنواناً واحداً، وهو التساوق مع الاحتلال وخدمة أهدافه، وأن الأدوات المأجورة المنفّذة تضع نفسها في مربع الخيانة.
القيادي في حركة «حماس» الدكتور يحيى موسى شدّد في تصريحات لـ «السفير» على أنّ «الجهة التي تستهدف المقاومة الفلسطينيّة هي العدو الإسرائيلي، وأي طرف آخر يضع نفسه في هذه الخانة». وأشار إلى أنّ «هذه التفجيرات التي استهدفت مركبات قياديّين في كتائب القسّام، الذراع المُسلّح لحماس، وسرايا القدس الذراع العسكري للجهاد الاسلامي، تهدف لخلط الأوراق في الساحة الفلسطينيّة، في الوقت الذي بدأت تخرج فيه أسرار المعارك التي دارت على تخوم غزّة بين المقاومة وجنود الاحتلال إبان الحرب الأخيرة صيف العام الماضي».
وفي معرض ردّه على الاتهامات التي أشارت لتنظيم «داعش» بالوقوف خلف التفجيرات، قال موسى إنّ من قام برسم شعار «داعش» على جدار مُقابل مكان التفجير يسعى لتضليل قوى الأمن. نافياً في الوقت نفسه الحديث الذي يدور عن وجود تيارات سلفيّة مُتعصّبة في قطاع غزّة، ومنها تنظيم «داعش».
أما القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي، خضر حبيب، فأكّد على أنّ «التفجيرات التي استهدفت سيّارات قادة في الفصائل الفلسطينيّة لا تأتي جُزافاً، هناك طرف مُعادٍ يعمل لصالح وأجندة العدو الإسرائيلي، ويريد الزج بحركة الجهاد الإسلامي في هذا الأمر». وأضاف في حديثه لـ «السفير»: «نحن لا نريد أن نتهم أي جهة ونستبق الأحداث قبل صدور نتائج التحقيقات، لكن في تقديري نحن نتوقّع كل ما هو سيئ من الاحتلال الإسرائيلي، لكن لو كانت الجهة الضالعة في التفجيرات داخليّة، فسيكون لنا ولشعبنا الفلسطيني موقفاً واضحاً من ذلك، وسنحاسب الجُناة».
وشدد حبيب، على أنّ المُستفيد الوحيد من هذه التفجيرات هو الاحتلال الإسرائيلي، والمتضرر هو الشعب الفلسطيني، في الوقت الذي باتت فيه المُقاومة مُستهدفة من العدو وعملائه، ويسعى فيه الشعب الفلسطيني للوحدة الوطنيّة، ولمّ شمل البيت الفلسطيني. مُضيفاً: «هناك أعداء كثيرون يريدون خلط الأوراق في الساحة، ونحن نُطالب بكشف الجناة، والضرب بيد من حديد على هؤلاء العابثين».
بين سيل الاتهامات التي وُجّهت للاحتلال تارة، وتنظيم «داعش» تارة أخرى، يبقى المواطن الغزّي بانتظار الكشف عن مُلابسات الحادث الحقيقيّة، ومعرفة الجهات التي تقف خلف توتير الأوضاع الأمنيّة في القطاع، خاصة أن غزّة شهدت خلال الفترة الماضية موجة من التوتّر والانفلات الأمني بين حركة «حماس» والتيارات السلفيّة، وأبرزها تنظيم «داعش» الذي هدد «حماس» في غير مرّة.
وكان الملك السعودي سلمان التقى رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل، في جدة أمس الأول، في لقاء نادر بعد عامين من التوتر. وترأس مشعل وفدا من «حماس» وذلك في زيارة إلى السعودية استغرقت يومين لأداء مناسك العمرة في مدينة مكة.
وذكرت «واس» أن «الوفد هنّأ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي العهد وولي ولي العهد بعيد الفطر المبارك». وأضافت ان الوفد اشاد بـ «المواقف الإيجابية لقيادة المملكة تجاه قضية فلسطين».
وذكرت «حماس»، في بيان، أن الوفد، برئاسة مشعل وعضوية نائبه موسى أبو مرزوق والقياديين صالح العاروري ومحمد نزال، قام بزيارة الى السعودية «استغرقت يومين، أدى خلالها مناسك العمرة وصلاة العيد في المسجد الحرام، والتقى خلالها الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن نايف وولي ولي عهده الأمير محمد بن سلمان».