هل تركيا و السعودية جادتان بالانضمام لتحالف يضم دمشق ؟

هل تركيا و السعودية جادتان بالانضمام لتحالف يضم دمشق ؟

أخبار عربية ودولية

السبت، ٤ يوليو ٢٠١٥

د. ليندا نجّار

هل الروسي مؤمنٌ فعلًا أنّ التركي والسعودي جادان بالانخراط في تحالف يضم دمشق، وأنّ الأمريكي توقف عن مناوراته الخبيثة هو أيضًا وصار صادقًا في إيجاد الحلول السلمية في سورية وفي مواجهة ودحر الإرهاب؟
للإجابة على هذا السؤال الشائك، يجب التركيز أولًا على أنّ هذه المقترحات والأفكار التي سماها سيد الدبلوماسية السورية "المعلم" أنها "معجزة إن تحققت" لم تصدر عن مصدر روسي من الدرجة الثانية كـ"بوغدانوف"، بل على لسان بوتين ولافروف وهما من عمالقة روسيا المخضرمين في السياسة.

يتحدث السعودي إذن، ويتحدث التركي كذلك مع الروسي بلغة مختلفة في الفترة الأخيرة وقبلهما الأمريكي.. أي أنّ كل من هؤلاء يوحي للروسي أنه يريد الابتعاد عن دعم الإرهاب في سورية، والسبب هو أنه لا يمكن بالصيغة العلنية الرسمية، دعم أعمال باتت مفضوحة على كل وسائل الاعلام في العالم بمشرقه ومغربه، أنّ ما يحدث في سورية هو دعم علني لأطراف إقليمية تتآمر مع القاعدة بمسمياتها المختلفة لغاية يائسة تتمثل بإسقاط النظام في سورية وتمرير المشاريع في المنطقة، ولكل مشروعه وغايته في محاولة تقاسم الكعكة..

يختلفون أحيانًا أو في معظم الأحيان، باختلاف الوجهة التي تدعم.. فيتقاتلون أحيانًا ويتفقون أحيانًا أخرى في محاولةٍ لإحراز تقدمٍ على الأرض. يرون أنّ ذاك الإنجاز المزعوم لن يتحقق دون توحّد الجبهات، فتتوحّد الجبهات دون طائل، وتأتي الإنجازات الميدانية دون المستوى الاستراتيجي الذي يغير الموازين في الصراع الدائر.
انفضاح الأمر من جهة واليأس من الوصول الى النتيجة المرجوّة، أي تحقيق الهدف من جهة أخرى، وكذلك انعكاسات الأمر على حدودها وحتى داخل تلك الدول المتآمرة، دفعت الأتراك والدول الغربية الى التخوّف من امتداد النار والتوحش الى الداخل. كذلك مصر والخليج، خصوصًا السعودية  التي تتخبط اليوم أيضًا في مشكلة أخرى مستعصية هي اليمن، التي فتحت عليها الحرب فباتت تبحث عن الدعم من القوى العظمى لإيجاد المخارج، في حين أنّ التركي خسر جزءًا من قوته في الانتخابات ويتخوف من النفوذ الكردي الذي هو نتيجة طبيعية لضعف الدولة السورية أو بالأحرى لمحاولات إضعافها.

كل ذلك لا يعني أنّ ما يحدث هو انسحاب حقيقي من اللعبة. يدرك الروس أنّ شيئًا ما قد اختلف في حديث كل هذه الأطراف، ويدركون أيضًا أنهم غير فرحين بما آلت اليه الأحداث من حيث عدم قدرتهم على تحقيق الهدف في إسقاط النظام. من هنا تكون التصريحات الروسية هي من قبيل إطلاق بالون اختبار للنوايا الحقيقية لتلك الأطراف، وتتعدى مرحلة الاختبار الى مرحلة الإحراج للقائمين على السياسات في تلك الدول، وتطالب تلك التصريحات الروسية من بين السطور الدولة السورية بالمرونة في رد الفعل على تلك التصريحات. وبذلك يكون قد حقق الروسي اختراقًا في الملف السوري قد ينجح إن نجحت النوايا، أما إن فشلت فيكون قد كشف الطرف المعتدي وعرّاه تمامًا أمام كل الحكومات والشعوب الحرة.
الموقف الروسي لا يراهن على الأمر، ولن يتوقف عن دعم أسباب الصمود في سورية. أما التغيير الذي يرعب الجميع وبات وشيكًا، فهو توقيع الاتفاق النووي الإيراني الوشيك مع الغرب والذي سيغير الكثير من المعادلات الإقليمية لأنه سيعني خروج إيران منتصرة بثوابتها واعتراف الغرب العلني بذلك ولأول مرة. ويكفي الإطّلاع على مدى القلق السعودي وأكثر منه الإسرائيلي من هذا الاتفاق، لنعرف المكسب الحقيقي لمحور المقاومة من هذا الاتفاق. نحن في الربع ساعة الأخيرة من المعركة، وفي المرحلة الأكثر توحشًا ودموية، وأبشركم بقرب إعلان الانتصار.
سلاب نيوز