إذا تعب الثور!!

إذا تعب الثور!!

افتتاحية الأزمنة

السبت، ٢٨ يونيو ٢٠١٤

لنتخيل ما الذي سيجري لحظة أن يقرّر نقل كوكبنا الذي نحيا عليه إلى قرنِهِ الثاني؟! طبعاً سيشكّل لنا هزّة وصدمة كبيرتين، بحكم مفاجأته لجميعنا، لذلك أطالبكم بإجابات سريعة لا تكون وليدة مفاجأته لنا؛ وحينها قد لا نلحق بالإجابة، ولربما تكون تراكماتنا الماضية وما وصلنا إليه تريد إحداث الفجاءة، لذلك نتحدث عن الذي سيحصل وينبغي علينا أن لا نجده أمراً سيئاً؛ بل هو من الضرورة بمكان كي نحيا حياة أرقى، تسعى لامتلاك الأفضل من قيمتها وقوتها، كما أن التعلق بالأحلام الجميلة أفضل مما نحن عليه، فولادة أيِّ حلم تسكن نظرية التطلّع إلى الأمام، نظراً لأن الصور الواقعية الماضية احترقت أو تحترق من أجل تقدمنا، الصغير الذي يحاول الجلوس على كرسيٍّ كبير يقفز عنه في اللاشعور؛ حيث يعي أنه كبير عليه ومن خلاله يعرف حجمه.
أدعوكم لرؤية العالم من جديد؛ تعالوا لنتسابق فالمشهد يستحق أن نصل إليه، مَن يتأخّر لن يدرك ثقافة الآخر، ولن يمتلك ملامسة ما أدركه الجمْع؛ الذي يشير إلى الأجمل الصائر في أن تكون شخصاً ذاكرة كلما تذكّرك الآخر ابتَسم، فمن يجرؤ، وهل تجرؤ أو تستطيع..؛ أنقدر على الانتقال نحو تحقيق الأحلام دون معرفةٍ وأدوات، وبغير مساعدة من الآخر؟ طبعاً الجواب نقدر إن امتلكنا مفهوم التجربة، وإذا كان لدينا إدارتها بالحكمة وحبّ العمل لها.. بعدها يكون: وداعاً وإلى اللقاء في الأمام، كي نصل لقاءً مع الحياة قادم.
من أنت، من أنا، من نحن من الوراء؟ لنتفكّر في ذلك.. إنه مجرد خيال زرعه أحدٌ ما ملء كوكبنا لا ندري عنه شيئاً، أو وحي من إله غير منظور آمن به الناس، فعنى للوجود قيمة وقوة الموجود؛ من خلال الألم الذي يجعلك تحزن وتكتئب، ومنه أيضاً من يأخذ بك لتفهم وتتعلّم، وتؤمن، وتتغير، وتتذكر السيئ الذي مرّ معك في حياتك، حمل لك لطفاً لم تدركه إلّا إن عُدت إلى التأمل فيه، تتوافق مع ما اكتشفته أولاً ليمنحك قيمة مضافة من الحكمة، ترشدك إلى فعلِ خيرٍ لا تعلم مقداره إلا حين حاجتك إليه، فإذا كنت تعتقد أن كل من يقف على الضفّة الأخرى من النهر الجارف سينهار؛ قدِّرْ أنه ينظر إليك كما تنظر إليه، والبقاء الحتمي للنهر الذي يسير بشكل دائم عنيف أو هادئ ينتظر من سينهار أولاً كيما يجرفه دون أن يدري، فمن تزلّ به القدم أولاً نتاج جمْع حجج قوى الآثام من جراء تراكم الأسقام؛ يأخذ به الزمان بعد أن ينهيه الوقت العارف بانتهاء الأحلام والآمال، كل ذلك سببه أننا لا نخبر بعضنا عن أسوأ ما يحصل حين نرى سلبية في أحدنا، إذ بنا نخبر جميعنا عنه، ولا نخبره، أليس نحن في الاعتراف نجيد التحدث عن بعضنا، ولا نجيد التحدث إلى بعضنا؟!.. فإذا ما دققنا في حواراتنا عن الفاشلين نجدهم يتمتعون بتقديم النصائح، ولا يقدرون على نصح أنفسهم، وهم في ذات عينهم جمهور كبير، فشلوا في الجنس ولم يصلوا إلى النشوة؛ إنما طالوا فقط أطرافها.. أما البناء الأسروي حينما تسألهم عنه تتوافق أجوبتهم مع نظرية الصدفة، والإسهام في بناء المجتمع لا يعلمون عنه إلا الجمع دون اجتماع؛ كمن يبني دون أساس، فكيف بهم لا يتفكرون في تعب الثور، ربما نجحوا في الجمع؛ لكنهم لم يقدروا على أن يبصموا في حياتهم، ولو حدث وفعلوا فهم وهميّون وغير حقيقيين، ونجدهم قد أسهموا في نشر الجهل بحكم حماستهم الشديدة لنشره! فكيف نواجه الذكاء الانفعالي للفقراء؟ فهم لا يؤمنون بالفشل، ماهيّتهم الواقعية تأخذهم لمعالجة الأمور الحياتية، هل نفعل ما نريد برضا وسعادة وتقبُّلٍ لما يراد، أم أننا نحيا أدواراً مرسومة تقود حياتنا بين الخوف والأمل، بين الانكفاء والرجاء؟
نحن جميعنا يخطئ، فكم نتألّم من أخطائنا، أم أننا لا نشعر بها حينما نرتكبها؟ كيف نفكر بالأشياء التي لم نحصل بعدُ عليها؟ هل أحلام الناس متشابهة؟ ولماذا يجب أن يحبّ المرء وجوده، وأن يهذِّب شكله، وأن يظهر عليه هذا الحب كي يصل بسرعة إلى قلوب الآخرين، وتصله أيضاً قلوبهم؟.. فالناس يبحثون دائماً عمّن يحبّهم ضمن نظرية التأثر والتأثير والتصرّف الواقعي اللطيف، فإذا حدث وكان تنشّط الثور الهادئ ونام على الواقف دون أن يهتزَّ له قرن. 
الثور كالأنثى يحمل وتحمِل، ولا تملّ الحمل؛ رغم صعابه وآلامه وإجهاداته، تُربّي ضمن حبِّها النادر المعطاء الذي لا حدود له، وكذلك يفعل الثور بوجوده كفدّان يشقّ الأرض من ظهرها، ويؤكل كما أُكل يوم كان أبيض، وهو في ذات الوقت الحامل للكو