المغترب فوزي محمود أبو خير لمجلة الأزمنة: الأمان والأمن في سورية أكثر من أمريكا رغم الأزمة

المغترب فوزي محمود أبو خير لمجلة الأزمنة: الأمان والأمن في سورية أكثر من أمريكا رغم الأزمة

أخبار سورية

الثلاثاء، ٣١ مارس ٢٠١٥

نبوغ أسعد
رجل سوري ذهب ليبحث عن مستقبل لأولاده في سان جوين جانب البحر الكاريبي في الولايات المتحدة الأمريكية، وعاش سنوات عديدة مع أسرته وأولاده إلا أنه وجد أن هناك لا وطن له ولا أمان، فجاء بزوجته وأولاده ليكملوا تعليمهم، وليعيشوا حياتهم بين أهلهم.
قال  فوزي أبو خير: لقد عشت في الولايات المتحدة الأمريكية عشر سنوات كنت أكافح فيها وأناضل من أجل لقمة العيش لأطعم أولادي بشرف وكبرياء، ولقد رفضت الزواج من أجنبية مراراً لأنهم كثيراً ما خيروني بين الحصول على الجنسية وعدم الحصول عليها، فالزواج يعني أنني أحصل على جنسية أمريكية فآثرت على الزواج من امرأة عربية قريبة مني تنتمي مثلي إلى جبل الشيخ، وإن كل ما كان يمثل في ذاكرتي تلك الأشياء التي كنت أقرؤها في وطني عن الانتماء والقيم والحفاظ على آثار الجدود وتاريخنا العربي العريق.
وقال أبو خير: على الرغم من إلمامي بالتراث وثقافة التراث فلم يهتموا بي نهائياً فتنقلت في مهن حرة كثيرة ضمن أبواب التجارة الشريفة والبيع الذي لا تشوبه شائبة، وكنت في الصباح أذهب بأولادي إلى أماكن الدراسة ثم أعود بهم ونظراً لأن أولادي ولدوا هناك حصلوا جميعاً على الجنسية الأمريكية خلافاً للذي تعرضت إليه، فأنا لم أحصل عليها لأنني ضمن ظروف مغايرة. فهم توافر بهم الشرط الذي يعطيهم الجنسية وهو الولادة في أمريكا أما أنا فلم أقبل بشرط الزواج.
وعندما عصفت الأزمة بسورية وأصبح ضعاف النفوس يتركون وطنهم اتفقت أنا وزوجتي وأولادي منذ أن بدأ المتآمرون يلوحون بربيعهم الآثم الذي سموه الربيع العربي أن نأتي إلى سورية لنعيش بين أهلنا وإخوتنا ويدخل أولادي جامعات وطنهم ونعيش كما يعيش السوريون لنا مالهم وعلينا ما عليهم ومنذ اللحظات الأولى التي وصلنا بها إلى وطننا كان الأمان أكثر وفرة والعيش أكثر هناء رغم ما نراه من محاولة للنيل من سورية ولفت أبو خير إلى أن أمريكا ليست كما يظن البعض بلد أمن وأمان إنها محكومة بالمافيات هم من يشتري الناس لغسل دماغهم وليزرعوا بهم جذوة الإرهاب فاللوبي الصهيوني هو الذي يدير مفاصل الولايات المتحدة الأمريكية وهو الذي يعمل على تدريب أبناء الجاليات على القتل والإرهاب والدعارة لا ديمقراطية هناك ولا احترام للإنسان .
أما فداء أبو خير زوجة المغترب فوزي فقالت: كنا نسكن في فيلا جميلة جداً من حيث البنيان والفرش والوصف إلا أننا كنا نعيش داخلها كالسجناء من خروج زوجي إلى عودته نقفل الأبواب المتعددة التي تصل إلى الشارع العام خشية من اللصوص والسارقين فتدرج الأبواب كان الباب الداخلي من خشب ثم يليه باب ألمنيوم ثم حديد هكذا كانت الحياة هناك من دون أن يروج الإعلام لأي شيء يدور أو يعيشه شعبهم فطبيعة الحياة أشد مرارة من هنا رغم أن سورية الآن بأصعب ظروفها وهذا الأمر ينطبق على  الأماكن الأمريكية كافة ولا يتوقف على مكان معين.
وقال سلطان أبو خير الابن الأكبر للعائلة: لقد جئت إلى سورية وسجلت في معهد العلوم السياسية، فأنا محسوب على وطني حيث انتمائي الحقيقي وعقيدتي الوطنية التي تسري في عروقي، فلم أكن أشعر بالنجاح هناك لأن النجاح ليس مرتبطاً بمكان الوجود إنما بالتربية الوطنية الأصيلة، فهناك الصهاينة يسيطرون على مفاصل التعليم ويزورون الحقائق ويسرقون الموروث الشعبي للعرب ويحاولون أن ينسبوا إليهم العادات والتقاليد الأصيلة والجميلة. وأذكر حادثة أن زملائي في المدرسة قالوا ذات مرة الدبكة هي من الموروث الشعبي للصهاينة فأجبتهم هذا موروث سورية والأردن ولبنان وفلسطين والصهاينة هم شذاذ آفاق ليس لهم تاريخ حقيقي  بالمنطقة، وعندما بحثت معلمتي في موروث الشعب السوري أدركت حقيقة ما قلت بعد أن سمعت حديثنا.
 ويرى سلطان أن سورية التي صمدت أمام هذه المؤامرة حوالي أربع سنوات وعجزت دول عظمى أن تسقطها هي دولة واعدة وقوية.
قالت بهية أبو خير ابنة فوزي: إنها تدرس في كلية الإعلام وهي متفوقة ومن الأوائل ونظراً لتفوقها بعد مجيئها من الولايات المتحدة الأمريكية، تم تكريمها بمجلس رئاسة الجامعة من قبل وزير الإعلام ووزير التعليم العالي ورئيس الجامعة لافتاً إلى أن لحظة التكريم كانت تساوي عندها أكبر قدر من السعادة في وطنها.
وقالت ياسمين أبو خير الابنة الثانية :  إنها تفوقت في المرحلة الثانوية في وطنها سورية،  فأوفدتها الدولة لتدرس على نفقتها في جامعة القلمون معتبرة أن هذا الإجراء لا يمكن أن يكون في مكان آخر غير سورية وأنها سعيدة به وسوف تحافظ على درجة تفوقها، وأن ما يدور في سورية هو حافز للاستمرار وليس إلا سحابة صيف ستمضي لأنهم لم يتمكنوا أن يجعلونا مثلهم مهما حاولوا ومهما كلفهم من ثمن.