«داعش» تتحضّر لطرد «جبهة النصرة» من إدلب!

«داعش» تتحضّر لطرد «جبهة النصرة» من إدلب!

أخبار سورية

الثلاثاء، ٣١ مارس ٢٠١٥

لم يتقبّل تنظيم “داعش” ان تقوم منافسته، جبهة النصرة، بالسيطرة على مدينة إدلب شمال غرب سوريا.

التنظيم الذي يتخذ من مناطق شرق سورية إمارةً له، يستشعر الخطر من الجزء الغربي من البلاد، مع بروز الدور اللافت لـ “جبهة النصرة” التي يرى فيها منشقةً عن، والتي تتحدث معلومات حول نواياها بإنشاء منطقة “إمارة” خاصة بها غرب سوريا، على شاكلت تلك التي اعلن قيامها “داعش” على نهج الخلافة الاسلامية شرقي البلاد.

المؤكد ان التنظيم المنشق عن “القاعدة” لن يتقل وجود دولة “خلافة” اخرى مشابهة له، سيما وأنه يتخذ لنفسه الحق الحصري بإعلان مثل هكذا دولة بعد ان حكم على “جبهة النصرة” وكل من يؤيدها بـ الردة”، ويسعى لاستئصالهم وحربهم.

وإنطلاقاً من هنا، تكيد “داعش” المكائد للنصرة، خصوصاً مع تسريب نشره نشطاء حملة ‹الرقة تذبح بصمت›، الذين كشفوا أن جهاز ما يسمى الحسبة التابع لتنظيم الدولة الإسلامية، أعلن عقب صلاة يوم الجمعة في مدينة الرقة شمال شرقي سوريا، أنه «سيعيد انتصارات الفرقة 17 ومطار الطبقة العسكري في إدلب قريباً».

من جهته أشار، أحمد بشير الحاج، أحد المقربين من تنظيم “داعش”، على صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي ‹فيسبوك› أن «اقتحام إدلب تم بالتنسيق مع تنظيم الدولة الإسلامية بساعة الاقتحام»، مضيفاً «وما هي إلا أيام ستجدون الدولة الإسلامية تقيم شرع الله في مدينة إدلب».

كما أهدى أحد مقاتلي ‹جيش الفتح› في حديث مع فضائية أورينت «تحرير مدينة إدلب إلى ما وصفهم بإخوتنا المسلمين في جميع البلاد العربية وجميع دول العالم وفي اليمن، وإلى إخوتنا في دولة الإسلام (تنظيم الدولة الإسلامية)»، متمنياً أن «يتوحد الجميع بعد النصر، وألا يبقوا متفرقين ومتشرذمين»، كما أهداه إلى من وصفهم بـ «إخوتنا في جبهة النصرة وحركة أحرار الشام الإسلامية والجيش الحر».

إلا انّ رياح “النصرة” و “داعش” لا تسير كما تشهي سفنهم، خاصة مع الحشودات العسكرية التي يقوم بها الجيش السوري في طرف المدينة من اجل الهجوم في محاولة لاستعادتها مجدداً. ولهذا الغرض، حضر إلى ميدان المنطقة احد امهر قيادات الجيش السوري الميدانية، العقيد سهيل الحسن الملقب بـ “النَمِر”، حيث تشير مصادر انه بات على رأس القوات.

وعلى ما يبدو، فإن “النصرة” لن تتمتع بالسيطرة على إدلب طولياً مع ما يُحضّر لها، لكنها ستسعى للمحافظة على السيطرة هنا، من أجل إبقاء حلمها بإعلام إمارة إسلامية غرب سورية قائماً، خصوصاً بعد ان وضعت هدف هو إعلان المدينة عاصفة لخلافتها.

على مقلب المعارضة الممثلة بـ “الائتلاف الوطني المعارض” لا تسير الرياح افضل، فقد برز إلى المشهد مطالبة منه بإدارت المؤسسات المدنية في المدينة ورفع علمه (علم المعارضة) عليها، لكن ذلك ووجه برفض من قبل “النصرة” وذلك على لسان القيادي الشرعي فيها، السعودي “عبدالله المحيسني” الذي رفض أي حضور لـ “الائتلاف المدني” في مدينة سيطر عليه المجاهدون، كما ان حركة “احرار الشام” تسير على نفس الوتيرة التي تقودها “النصرة”.

إذاً، فإدلب مفتوحة على صراعات متعددة الجبهات بين الجهاديين انفسهم، وبين هؤلاء وما تسمى “المعارضة المدنية”، كما بين الجميع والجيش السوري ما يرشح ان تحتل إدلب واجهة الأحداث في الايام القادمة.