في لمسات حوار موسكو الأخيرة.. اللقاء بمن حضر والدخول للعقلاء فقط

في لمسات حوار موسكو الأخيرة.. اللقاء بمن حضر والدخول للعقلاء فقط

أخبار سورية

الثلاثاء، ٢٠ يناير ٢٠١٥

لا يزال الحوار الذي قررت موسكو عقده على أراضيها يحمل الكثير من الجدليات بين أوساط المعارضة السورية، سواء في الداخل أو في الخارج، وحتى بين الدول المعنية بالموضوع، ففي الوقت الذي أكد فيه العديد من المحللين أن موسكو في دعوتها للحوار قد تجاوزت الكثير من الأخطاء التي تمت من قبل خلال جنيف بنسختيه الميتتين، ناحية التمثيل والدعوات، بالإضافة إلى أمور أخرى، إلا أنّه لا تزال هناك الكثير من المنغصات التي تحول دون إكمال شروط الحوار، سنعرضها بالتفصيل، مع الإشارة إلى الطريق الذي يمكن أن تؤدي إليه..

على مستوى الداخل، اتفقت العديد من الشخصيات المعارضة، ومعها العديد من الهيئات على تفويض من تراه مناسباً من أجل حضور الحوار، ومنها من وضع شروطه ناحية التمثيل، مثل هيئة التنسيق الوطنية المعارضة، كما قال رئيس مكتبها الإعلامي، الدكتور منذر خدام، حيث سيترأس المنسق العام للهيئة، حسن عبد العظيم، وفدها في لقاء موسكو المرتقب نهاية الشهر الحالي، في حال مشاركة وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، وإلا فإن هيئته ستخفض مستوى التمثيل، كما جاء في بيانه، في غضون ذلك، اتفقت الشخصيات الأخرى، على من يمثلها في اللقاء، دون شروط، سوى أن يكون أي حوار سوري تحت سقف الوطنية السورية، وعلى دعم الجيش العربي السوري في مواجهة المجموعات المسلحة، وهو ما قرره مجلس العشائر العربية، الذي فوض الشيخ نواف عبد العزيز الملحم، للتكلم باسم المجلس في لقاء موسكو التشاوري.

وعلى مستوى الخارج، لا يزال التخبط سيد الموقف في قرارات "ائتلاف المعارضة" في الخارج، في وقت أقرّت فيه الهيئة السياسية لـ"الائتلاف" مسودة وثيقة المبادئ الأساسية للتسوية السياسية في سوريا، مؤلفة من 13 بنداً تحدد فيها خريطة طريق للحل السياسي في سوريا ومنطلقات استئناف عملية التفاوض التي توقفت في مؤتمر جنيف 2، وعاد "الائتلاف" وجدد على لسان مدير مكتبه في القاهرة، قاسم خطيب، رفضه المشاركة في الحوار ضمن الآلية الحالية أي في حال بقيت الدعوات شخصية.

ما يهمّ من الاستعراض السابق أنّ موسكو على ما يبدو قد حسمت أمرها، حين وضعت ولو بشكل غير علني قاعدة" الحوار بمن حضر" لكن الأهم من ذلك، "العقلنة" التي من المؤكد فرضها كشرط لدخول قاعة اللقاء التشاوري.. فماذا يعني ذلك؟

ربما تفاجأ البعض حين تم إلغاء الاجتماع المقرر عقده في القاهرة من أجل لم شمل المعارضة السورية، والتوصل إلى صياغة واحدة يتم طرحها في الاجتماع، لكن، الأكثر مفاجأة أن التسوية فيما بين  أعضاء المعارضة السورية في الداخل موحدة، حتى وإن كانت الدعوات الروسية تمت على أساس التمثل الشخصيات لا الهيئات، وبالتالي يمكن القول إنّ إلغاء مؤتمر الحوار في القاهرة لا يعني مؤشر على بداية إجهاض لقاء موسكو، كما تم نشره في العديد من الوسائل الإعلامية، بل على العكس إنما يؤكد مجدداً أنّ موسكو لا تزال تحاول ممارسة كل الأوراق التي تملكها للدفع بالحوار السوري بما يمهد الطريق أمام الحل السياسي، الذي أصبح لا مفر منه، واقتنعت به حتى الدول الداعمة للإرهاب، كما قالت واشنطن سابقاُ، كما أنّ هناك دولاً أخرى لم تمانع عقد الحوار، مثل السعودية، خاصةً وأنّ "الإخوان المسلمين" لن يشاركوا فيه، في وقت تعمل تركيا جاهدة على تفشيل هذا اللقاء، عبر ممارسة الضغوط على المعارضة الخارجية لعدم المشاركة.

إذاً، هو ورقة يمكن استخدامها في المعركة السياسية في مواجهة الدول الداعمة للمسلحين، من شأنه أن يضع الكرة في الملعب الأميركي، ومن لفّ لفها، خاصةً في ظل التطورات الأخيرة التي حصلت على الأقل في جبهة الجولان، من خلال عدوان القنيطرة، والذي من المؤكد أنه سيحرج الولايات المتحدة الأمريكية، بناءً على ضغوطها لن تتوقف عن ممارستها "إسرائيل"، وفي الوقت نفسه يضعف موقف المجموعات المسلحة التي تعتمد على الكيان الصهيوني، ودعمه، أمام الدول الأخرى، ما يعني أنّ القاعدة التي انطلقت منها موسكو في لقاءها المزمع عقده بعد أيام قليلة ستحقق وسيكون اللقاء خطوة على طريق الحل بحضور العقلاء.