دمشق.. هدف يجمع “جبهة النصرة” و “داعش”..والجيش السوري في المرصاد

دمشق.. هدف يجمع “جبهة النصرة” و “داعش”..والجيش السوري في المرصاد

أخبار سورية

الاثنين، ٢٠ أكتوبر ٢٠١٤

يبدو ان الهدوء الذي يشوبه الحذر في جنوب دمشق لن يبقى كذلك في الايام المقبلة مع التطورات المتسارعة في تلك المنطقة، فجبهة النصرة التي دخلت عاملاً رئيساً فيها بعد حرب “داعش – الجبهة الاسلامية” باتت هي من يُقرّر طبيعة الميدان مع إنكفاء “الجبهة الاسلامية”.
“الهدف دمشق”.. يُجمع الطرفان “جبهة النصرة” و “داعش” ان وجهة البوصلة يجب ان تكون نحو العاصمة السورية إنطلاقاً من مناطق سيطرتهم في جنوبي العاصمة. هنا، تتغيّر قواعد الإشتباك المتبعة في شرق البلاد، فسيناريو “القلمون” -الحلف بين “داعش – النصرة”- يتكرّر بوجه جديد. سُحبت “النصرة” السجادة من أسفل قدمي “زهران علّوش” وباتت تُنسّق مع خصمها وخصمه اللدود لدواعٍ “أمنية”. رُمي بـ “علوش” خارجاً ووضعت “دمشق” سقفاً أعلى للحلف الجديد.
سرت في الايام الماضية معلومات حول إمكانية تحوّل جنوب دمشق لقاعدة العمل الاساسية لذراعي “القاعدة”، الشقيقين اللدودين، توازياً مع الإنهيار الواضع في صفوف المسلحين شرقي العاصمة. هنا، لا مكان لـ “الجهة الاسلامية” التي باتت على مذبح الإتهام بما يحصل ليس فقط شرق العاصمة، بل في غوطتها الشرقية من الإنكسار الحاد والخسائر الكبيرة، فالمعارضة، تسعى للتعويض في جنوب العاصمة في محاولة بأوجه جديدة للابقاء على معادلة “حصار العاصمة” فاعلة، لكن دون إشراك مسبّبات الهزيمة.
“النصرة” و “داعش” متفقتان على الأهداف العليا، هنا في جنوب العاصمة يُحضر ويجهز للحظة يقولون انها “الصفر” للبدء في محاولة جديدة للحرب على قلب العاصمة دمشق. “يلدا” و “الحجر الأسود” قاعدتنا لهما، ما بينهما “سبنية” و “مخيم اليرموك” الذي يمتلك فيه التنظيم قوة لا بأس فيها. في الميدان، يتقاسم الطرفان السيطرة، فـ “النصرة” تحفظى بوجود قوي في “يلدا” على الرغم من وجود “الجبهة الإسلامية” واليرموك تتقاسمه مع “داعش” و “الجيش الحر” التي تمتلك مجموعات كبيرة فيه، إلى “الحجر الأسود” حيث نطاق سيطرتها الأخير الأساسي جنوب العاصمة. الإتجاه نحو “سبينة” التي يُسيطر عليها “الجيش السوري”، حيث تتحدث المعلومات عن تحضيرات واسعة لـ “النصرة – داعش” للتقدم بهجوم عليها.
في ميزان “تحالف الاصدقاء – الاعداء” مصالح ومكتسبات تسعى كلاً من “النصرة” و “داعش” للحصول عليها. هما تسعيان لتعزيز الوجود في محيط العاصمة وتقوية ما يمكن تقويته، فضلاً عن انها تريد خلق حالة بوجه “علوش” و “الجيش السوري” معاً، تكون في سيناريو مشابه لـ “القلمون” حيث يبعدان عن مشاكل ومعارك شرق البلاد. الغاية تُبّرر الوسيلة، فالخشية من الذوبان والتقهقر تؤدي إلى السير في طريق الحلف، كسباً للمواقع.
“التحالف” لم يصل بعد إلى التعاون الميداني على الارض في المناطق، فكلاً من الحركتين لا تزالان تعملان بشكلٍ منفرد، فيما لا زالت الهدنة بينهما مفتوحة، لكن التنسيق والتحاور والتفاهم يتم عبر القيادات العليا مروراً بالقيادات الميدانية التي تحضّر لشكل التعاون والحلف القادم. “الجحر الأسود” مثلُ يحتذى لهذا الحلف، فـ “داعش” ربما لم تنسى جميل “النصرة” لها ايام المعارك مع “الجبهة الإسلامية”، حيث بادرت الأولى إلى حماية “داعش” بوجه خليفتها “الجبهة الإسلامية” وحماية مقراتها وإيواء العناصر في مواقعها ومنه “الجبهة الإسلامية” من التعرض لهم.. يومها، اسس المدماك الأول لما هو قادم.
“الجيش الحر” ليس بعيداً عن هذه الأجواء، فهو يترقب دوره في ميزان القوة الجديد بعد رفضه من “علوش” الذي يشن الحرب على بكافة الإتجاهات. حلف الإعداء يُمكن ان يتسّع ليضم “الحر” وفصائل أخرى ايضاً.

الحدث نيوز