الجيش يحكم الطوق على عمق «الغوطة الشرقية».. «حرب جهادية» في دوما والحسم بعدرا

الجيش يحكم الطوق على عمق «الغوطة الشرقية».. «حرب جهادية» في دوما والحسم بعدرا

أخبار سورية

الثلاثاء، ٢٣ سبتمبر ٢٠١٤

بالتوازي مع تقدم الجيش العربي السوري على أكثر من محور في الغوطة الشرقية بريف دمشق، مسيطراً على عدد من الكتل والأبنية استراتيجية في الدخانية وفي عمق جوبر، إضافة إلى إحكام السيطرة الكاملة على أبنية ومعامل ذات أهمية كبيرة في عدرا البلد التي بدأ فيها أول من أمس عملية عسكرية واسعة فاجأ خلالها ميليشيات "جيش الإسلام" و"جبهة النصرة" وأسفرت عن انهيارات في الصفوف الأمامية لدفاعات ونحصينات المسلحين، بدأت الخلافات والإنشقاقات بين صفوف الميليشات المسلحة في دوما تظهر للعلن من جديد، حيث يتهم كل فصيل الآخر بالخيانة ويحمله مسؤولية خسارة نقاط تمركز لهم.
مصدر عسكري ذكر لشبكة عاجل الإخبارية أن مشاة الجيش العربي السوري تمكنت من إحكام الطوق على مدينة عدرا البلد بالكامل، حيث بدأت بعد ظهر اليوم بالتقدم داخل البلدة موسعة نطاق سيطرتها من عدة اتجاهات وموقعة أعداداً كبيرة من المسلحين قتلى ومصابين.
من جهته، أكد خبير عسكري متقاعد في الجيش العربي السوري أن لعدرا البلد أهمية استراتيجية كبيرة لعدة أمور كونها تمثل قلب الغوطة الشرقية وبالسيطرة عليها ستقطع شرايين المسلحين وتحد من تنقلاتهم بين عدرا العمالية ومنطقة دوما التي يتمركز فيها مسلحو "جيش الإسلام" بقيادة زهران علوش المدعوم سعودياً، إضافة لقطع طريق إمداد المسلحين عن جوبر.
الخبير أضاف أن الجيش اعتمد على استراتيجية وتكتيك عسكري محددة، فبما أن المسلحين حشدوا قواتهم في المناطق الساخنة كجوبر والدخانية فإن خطوطهم الخلفية ستكون ضعيفة، الأمر الذي جعل عملية عدرا البلد تتسم بالسرعة والسهولة، حيث سيطر على "معامل الغاز والفيم للمنظفات والديكرون والبغدادي والرنكوسي والإنشاءات المعدنية والنقل الداخلي، وكتل الأبنية جنوب بناء المرسيدس" وذلك بعد ساعات من إطلاقه للعملية العسكرية، موضحاً أن الجيش في حال سيطرته على بلدات تل الصوان والنشابية والبلالية فسوف تصبح منطقة دوما مطوقة بشكل شبه كامل، وتحت مرمى نيرانه.
ومع تقدم الجيش على أكثر من جبهة ومحور في ريف العاصمة دمشق، تتصاعد الخلافات والانشقاقات بين صفوف المسلحين، حيث كان آخرها اغتيال أحد قياديي ميليشيا "جيش الأمة" المشكل حديثاً في الغوطة الشرقية بريف دمشق المدعو بشير الأجوة، الأخير وهو الناطق الإعلامي باسم ميليشيا "لواء أسود الغوطة" المنضوي تحت راية "جيش الأمة"، قتل بعد إصابته برصاص قرب منزله في دوما.
من ناحية أخرى  أصدرت ميليشيا "جيش الأمة" في الغوطة الشرقية بياناً اتهمت فيه ميليشيا "جيش الإسلام" الذي يقودها "زهران علوش" بالوقوف وراء مقتل الأجوة، خصيصاً أنه لم يمر 24 ساعة على التهديد الذي وجهه علوش إلى ميليشيا "جيش الأمة"، والذي قال فيه صراحة "أنه لن يسمح بأن يكون هناك رأسين لجسد واحد، في إشارة ضمنية إلى تشكيل جيش الأمة".
ودعا البيان الذي وزع على الأهالي في منطقة دوما مسلحي "جيش الإسلام" إلى الانشقاق من الأخير وإلا سيعتبر كل من يبقى ضمنه هدفاً له، وذلك بسبب العمل الإجرامي الذي قام به علوش بقتله بشير الأجوة ومرافقه أحمد الحصري. كما قامت ميليشيا "لواء أسود الغوطة" التابع لـ "جيش الأمة" بمنع رتل مؤازر لميليشيا"جيش الإسلام" من التوجه إلى مدينة عدرا.
أمام ذلك كله، ذكرت مصادر محلية من داخل مدينة دوما لشبكة عاجل الإخبارية أن بعض القادة في الميليشيات التي تقاتل في المناطق الساخنة باتت الآن متخوفة من خيانة علوش وإنسحابه من معركة الدخانية كما فعل في الملحية وجوبر.