حقيقة ما يجري في “عين عرب”..!

حقيقة ما يجري في “عين عرب”..!

أخبار سورية

الثلاثاء، ٢٣ سبتمبر ٢٠١٤

عين العرب ، أسمها العربي في زمن الإعلام العربي الأعور والأعمى ، لا يدل على واقعها ، ولا على ما يجري فيها ، لأنها مجرد أسم للتسخين الإعلامي ، وأغلب من ينقل أخبار معاركها من فطاحل الإعلام ومحدثي النعمة الصحفية لا يعرفون لماذا عين العرب كردية أو غالبيتها كرد ، ولماذا أسمها ” كوباني حتى ، ولن ندخل في تفاصيل الأسماء لأن أغلبها محدث بعد عام 1963 وثورة الثامن من آذار في سورية .
تكاد عشرة أيام تمضي ، وعين العرب تحت العين الإعلامية والنار الداعشية ومن خلفها حليفها التركي ، المتربص بالكرد وبالأخص بحزب العمال الكردستاني ، يراقب الأتراك سير العمليات التي لم يدخلوا في حلفها الدولي ضد الإرهاب مع ماما أمريكا وشريكها الناتوي .
كما يراقب الترك معاهد السلام التي تترنح مع حزب العمال الكردستاني في تركيا والتي هدد الحزب بوأدها أن لم يتوقف الدعم التركي لتنظيم داعش ضد الكرد في عين العرب كما صرح مراد قرييلان وجميل بايك من قنديل .
وقد كثرت التكهنات بما يجري هناك من معارك وهجوم كبير لداعش ونزوح مخيف لأهالي القرى المحيطة بالمدينة ، قالوا وقالوا وكتبوا ونقلوا وتوقعوا لكن ما هي الرواية الكاملة التي نحاول من خلال تواجدنا في مناطق قريبة على الأرض أن نجمع صورتها .
الحلف الأمريكي ومن خلفه دول الناتو الأوربية ومعهم رئيس أقليم شمال العراق وحكومة العبادي العراقية أعلنوا حربهم ضد الإرهاب الداعشي في سورية والعراق ، ولا تزال المشاورات والتجاذبات السياسية تدور في أروقة الفنادق ، ومن تحت طاولة السياسية بدأت المساومات ، أمريكا تريد منطقة عازلة في شمال شرق سورية ، تركيا ترفض الحلف لأنها تخشى داعش ، وقد أخذت رهائنها مقابل الدعم اللوجستي والطبي والسلاح المهرب من خلف الحدود وهي المنفذ الوحيد لداعش بعد أن اصبح طريق العراق معبداً بالطيران الحربي .
لكن مرت الأيام العشرة ولم ينكسر الكرد ومن خلفهم حزب العمال الكردستاني ، ضربت داعش بكل قوتها وعدها وعتادها ، نزح أهالي القرى بعشرات الآلاف لكن المدينة بقيت صامدة تقاوم وتقاوم ، ارتفعت وتيرة المساومات ومسعود البرزاني ينتظر أنكسار عدوه اللدود العمالي ليتقدم ومعه حلفائه الغربيين كمخلص للكرد هناك أي يريدونها سنجار 2 ، ليتدخل الطيران الأمريكي ويفرض حضر جوي ومن خلفه العسكر الناتوي ليدخل ويخلص الكرد ويضع الأسلاك الشائكة وتكون محط رجله الأولى في الأراضي السورية بعد أن يطلب منه الكرد التدخل تحت وطأة الخلاص والنار الداعشية .
هذا كانت الخطة التي أرادها مجلس الحلف الدولي وتركيا التي تدفع الغالي والنفيس للقضاء على القوة الكردية التي أنهت عمليتها مع الجيش العربي السوري في ريف القامشلي بنجاح تام ونظفت قرابة الثلاثين قرية على الحدود العراقية وقطعت خطوط أمداد داعش في ريف القامشلي والحسكة ، واقترب الجيش السوري من القضاء على اخر معاقل التنظيم في ريف الحسكة بعد السيطرة على حي غويران وبقاء جبهة جنوب الحسكة تحت النار .
اليوم تغير بعض الشيء في معادلة المساومة والمعارك ، وحدات حماية الشعب تصمد وتأخذ المبادرة مع تغطية جوية من نسور الجو في الجيش العربي السوري ، الذي قصف لليوم الثالث على التوالي معسكرات داعش ونقاط تمركزها في محيط صرين وجسر قرقوزاق وقرى عين العرب الشرقية ، ولتتقدم وحدات الحماية في الجبهة الغربية ، ومن رأس العين وريفها الغربي بدأت الأخبار تتوارد عن حملة تمشيط ومناوشات في عدت نقاط منها ثماد والمبروكة وعن نية الوحدات المضي إلى تل أبيض لفك الحصار عن عين العرب من أصعب جبهة وهي الشرقية.
دخل النازحين إلى تركيا وعبر المقاتلين من تركيا إلى عين العرب ، قوات الكريلا النخبوية لبت نداء النفير العام ، شباب بعمر الزهر تطوع من رأس العين والدرباسية وعامودا للدفاع عن عين العرب التي نسيها العرب كما نسي سورية قلب العروبة النابض من قبلها وسفكوا دم أبنائها على مذبح العمالة والخيانة ومن قبلها بيروت وجنوبها وبغداد وعراقنا وفلسطين القضية التي يدعون أنها مركزية ولكنها أصبحت منسية .
أما عن عدد قتلى داعش فقد تجاوز المئات حسب مصادر خاصة لـ “الحدث نيوز” ، وقد أكدت ذات المصادر أنه قد حصلت مجرزة في عربات التنظيم وخاصة في قرى الريف الشرقي خلال العمليات العسكرية وذلك بفضل الصواريخ الحرارية التي وصلت بعد شق الأنفس وليرتفع عدد قتلى التنظيم في ريف رأس العين إلى ما فوق الخمسين وفي ريف القامشلي كذلك خلال العمليات العسكرية والقصف المدفعي والجوي للجيش العربي السوري .