100 % ارتفاع الإيجارات في جديدة عرطوز وغياب للقيم الإنسانية

100 % ارتفاع الإيجارات في جديدة عرطوز وغياب للقيم الإنسانية

أخبار سورية

الأحد، ٢١ سبتمبر ٢٠١٤

يقولون التجارة شطارة، ولكن لم أتخيل في يوم من الأيام أن ينعدم الحس الإنساني والأخلاقي عند البعض وخاصة أولئك الجشعين وتجاز الأزمة الذين يستغلون المواطن العادي والمهجر من بيته والباحث عن تأمين الحد الأدنى لأسرته والعيش بحياة كريمة.
 
اليوم وبعد تهجير عدد كبير من أبناء محافظة القنيطرة كانت الوجهة إلى عرطوز وجديدة عرطوز البلد والفضل لأسباب كثيرة من أهمها التفاؤل بالعودة القريبة ووقوع تلك القرى على طريق القنيطرة، ولكن المصيبة أن الكثير من أبناء القنيطرة وقعوا في براثن الجشع والاستغلال من فئة ضعاف النفوس الذين رفعوا أسعار الشقق بنسبة وصلت  إلى 100 – 150% في جديدة البلد وبحيث كانت الشقة المؤجرة بـعشرة آلاف ليرة ارتفعت  إلى عشرين وخمس عشرين ألفاً و«ويلي موعاجبه ينطح... « فهذا أبو عبد الله الذي هُجر من منزله من القنيطرة التجأ  إلى أحد الأصدقاء ولكن البحث عن شقة للإيجار كان شغله الشاغل حتى عثر على شقة بمساحة 100 م2 تقريباً والأجرة 30 ألفاً (و ليرة تنطح ليرة) ولكن لم تنته الحكاية عند الاتفاق على الأجرة فصاحب المنزل يريد أجرة ستة أشهر مقدما مع تأمين مقداره 20 ألفاً والمكتب الذي وجد الشقة طلب أيضاً عشرين ألفاً فالمجموع 220 ألف ليرة دفعها أبو عبد الله عدا ونقدا، إذا كان هذا حال أبو عبد الله فأحد أبناء المحافظة وأشقاؤه الخمسة استأجروا شقتين متجاورتين بمبلغ خيالي في قرية ريفية وصل  إلى 80 ألف ليرة، والحقيقة أن الشقة المفروشة في جديدة لا يظن البعض أن الأثاث الموجود فيها من دول أوروبا وأنها محتوياتها مصنوعة من الذهب والفضة وإنما عادية جدا حتى البعض من أبناء القنيطرة يرون أن محتويات بيوتهم التي هُجروا منها أفضل بكثير من البيوت التي استأجروها.
واللافت في الموضوع أن كثيراً من أبناء جديدة عرطوز البلد والمشهود لهم بحسهم الإنساني أصابتهم الدهشة والاستغراب من حالة فلتان تأجير الشقق بشكل غير مسبوق حيث لم تصل أجرة شقة إلى 25 ألف ليرة، وهناك كثير من العائلات المهجرة من دروشا وخان الشيخ يقيمون في شقق مؤجرة بمبلغ قليل مقارنة بما وصلت إليه الشقق حاليا، أما الأكثر غرابة فهو أن البعض من أصحاب الشقق طلبوا من المستأجرين زيادة الأجرة أو الإخلاء فورا، حيث قام أحدهم بإخلاء منزله من المستأجر وقيمة الأجرة 15 ألف ليرة ليعطيه لآخر بـ35 ألف ليرة.
أما في تجمع جديدة الفضل فقد بقيت الأمور تحت السيطرة ولم تتعد أجرة البيت عشرة آلاف ليرة نتيجة ضغط الأهالي على أصحاب البيوت، إضافة  إلى معرفتهم بعضهم ببعض وهناك صلات قربى تربطهم ولكن حاليا من المستحيل أن تجد شقة فارغة في تجمع جديدة الفضل، فجميعها تغص بالعائلات حتى إن كثيراً من المنازل تسكنها أكثر من عائلة.
ملخص القول: نعلم أن موضوع العرض والطلب هو الذي يحكم قانون الإيجار وبحيث صاحب الشقة يؤجر مسكنه بالسعر الذي يريده ولكن أين القانون الإنساني والأخلاقي، وأين مخافة الله، فسورية على مدى التاريخ كانت فاتحة أحضانها للأشقاء والأصدقاء، والسوريون فتحوا مساكنهم للأشقاء اللبنانيين وقبلهم العراقيون وقبلهم الكويتيون، واليوم أبناء جلدتهم يستغلون أبشع استغلال، والحقيقة أننا لا نريد أن يعطي أبناء جديدة عرطوز منازلهم حسنة أو صدقة لأبناء القنيطرة إنما السعر المعقول والمنطقي، ولا يسعنا إلا أن نقول في النهاية رفقاً بإخوانكم من أبناء القنيطرة و«ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء».