دُخان "الدخانية" أعمى علّوش و"غيّبه" .. ومقاتليه يحزمون حقائب هربهم من دوما

دُخان "الدخانية" أعمى علّوش و"غيّبه" .. ومقاتليه يحزمون حقائب هربهم من دوما

أخبار سورية

الثلاثاء، ٩ سبتمبر ٢٠١٤

على عكس ما حاول البعض تسويقه بعد دخول ميليشيات "لواء الإسلام" إلى حي "الدخانية" المتاخم لحيي جرمانا والدويلعة منذ ثلاثة أيام، يُحارب هذا التنظيم اليوم للخروج من مصيدة وصل إليها على قدميه، بعد أن اكتشف نفسه داخل قفص أمني وعسكري مفاتيحه بيد واحدة فقط هي يد الجيش العربي السوري، الذي طوق المنطقة خلال ساعات قليلة سبقت محاولة عناصر التنظيم تحصين الأبنية التي دخلوها وأسروا العوائل التي كانت تسكنها لتكون درعاً بشرياً لهم في حال قامت القوات العسكرية بعملية اقتحام سريعة، إلا أن حساباتهم لم تكن دقيقة هذه المرة، عندما فوجؤوا بإخلاء الحي من سكانه وقوات الدفاع الوطني التي كانت مكلفة بحمايته، وليفرض بعدها حصاراً خانقاً عليهم من جهات الحي كلها.. وخاصة من جهة "وادي عين ترما" المنفذ الوحيد لهم في حال فشل الهجوم باتجاه "جرمانا والدويلعة وكشكول".
في المقال السابق قلنا أن عصابات «زهران علوش» الذي يقود "معركة الدخانية" كما أسماها في آخر اتصال مع عناصره في دوما يوم السبت، ومعه المدعو «هشام الوزير» الذي يعتبر "يده اليمنى"، تحاول أن تخفف الضغط الناري الذي فتحه الجيش السوري عليهم في جوبر بالدرجة الأولى، والغوطة الشرقية ثانياً بعد سقوط المليحة وبعدها حتيتة الجرش، والتي لحقها سقوط خطوط الدفاع الأولى للميليشيات في زبدين ودير العصافير، كل ذلك سيدفع «علوش» سلفاً للتفكير بالقيام بأي عمل يخفف الضغط عن ميليشياته المحاصرة هناك، وسيدفعه أيضاً للتهور كما فعل في "الدخانية" وهذا أمر متوقع كون الحي يشكل خطوط مشتركة مع بلدة عين ترما، حيث لم يكن هناك قوات بأعداد كبيرة للدفاع عنها في حال شنّت الميليشيات التي تتخذ من عين ترما حصناً لها أي هجوم عليها، وبالتالي فإنه من الطبيعي أن تناور القوات الموجودة وهي تابعة للدفاع الوطني، ريثما تأتي المؤازرة وتبدأ عملياتها العسكرية.
ولم يكن مفاجأً أيضاً أن يقوم هؤلاء بأسر بعض العوائل الساكنة في البنى المتاخمة لعين ترما، ليكونوا درعاً بشرياً يصدّ أي هجوم متوقع للجيش السوري، فهم وبحسب كلام «علوش» يوم السبت لعناصره، قال أنه يريد أن يجرّ قوات الجيش لعملية سريعة تودي بحياة هؤلاء المدنيين، ومن ثم الانسحاب السريع من المنطقة للتفرغ لاحقاً للتسويق الإعلامي بأن قوات الجيش السوري ارتكبت مجزرة كبيرة بحق المدنيين في حي الدخانية، لكن كما قلنا آنفاً حساباته لم تكن دقيقة هذه المرة، عندما تفاجأ بسرعة إخلاء المدنيين من باقي الحي، والتزام القوات المدافعة عن الحي بالمناوشات البعيدة وحصر تواجد ميليشيات «علوش» ضمن نطاق ضيّق ريثما تصل قوات الجيش السوري التي فعلاً استطاعت خلال وقت قصير جداً تطويق الحي وتأمين مدنييه، مع الحفاظ على وتيرة الاشتباكات للحفاظ على حياة "الأسرى" بيد الميليشيات.
تزامناً مع ماسبق، كان «علوش» الذي انقطع الاتصال معه بحسب مصدر في دوما منذ ليل السبت، أمر عناصره باقتياد بعض النساء والرجال إلى دوما، وفعلاً تم اقتيادهم إلى هناك ليصلوا إلى دوما بعد منتصف ليل السبت الأحد، ليتم الإفراج عنهم ليل الأحد عبر تركهم يسيرون باتجاه أحد حواجز الجيش السوري هناك الذي قام باستقبالهم على الفور وتأمينهم، بينما بقي ثلاثة أشخاص فقط في دوما للتحقيق، بحسب ما أكد مصدر أهلي في دوما لعربي برس.
ويضيف المصدر، أن ظهر الأحد تم اتخاذ قرار الإفراج عن معظم الأسرى باستثناء ثلاث ريثما يكتمل التحقيق معهم، وذلك بسبب قلة الطعام لديهم، وأنهم لايملكون ما يتقاسموه مع هؤلاء الأسرى، لذا جاء القرار بإطلاق سراحهم دون الرجوع لـ«علوش»، بعد انقطاع الاتصال معه حيث يعم التخوف من قبل عناصره أن يكون قد قتل في الضربات العسكرية التي وجهها الجيش لأماكن تحصنهم في الدخانية.
ماسبق لم يؤثر على سير المعارك في الغوطة الشرقية وجوبر، حيث تحقق وحدات الجيش السوري تقدّماً كبيراً في كلتا الجبهتين، مع "إغلاق ناري" لجهة عين ترما منعاً لأي انسحاب قد يقوم به «علوش» مع عناصره، والحفاظ على حصاره هناك ريثما ينهي الجيش عملياته العسكرية في الحي.
في الحقيقة المحاولات "الانتحارية" التي تحاول الميليشيات القيام بها بالتزامن مع تضييق الحصار عليهم من قبل الجيش السوري على الجبهات الموزعة في محيط دمشق، نستطيع القول أن تلك الميليشيات اقتنعت أخيراً بأن لامنفذ لها سوى الانتحار جماعةً، خاصة وأن الماكينة الإعلامية التي ترافق "غزواتهم" لم تعد تؤتي ثمارها على مواقع التواصل الاجتماعي هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى وهي الأهم، أن قسماً كبيراً من العناصر المسلحة سلّمت بسقوط جوبر وقرب سقوط الغوطة الشرقية كاملةً، ليبدؤوا اليوم التفكير جلياً بضرورة إخلاء معقلهم في "دوما"، وتسليم "أسرى عدرا العمالية" دون مقاومة والهروب بما أمكن إلى أي جهة خارج سوريا، خوفاً من وصول الجيش السوري إليهم ... على الأقل هذا ما تؤكده مصادرنا في دوما خاصة خلال اليومين الماضيين.