ماذا بعد المليحة.. خطة القلمون حاضرة في الغوطة الشرقية

ماذا بعد المليحة.. خطة القلمون حاضرة في الغوطة الشرقية

أخبار سورية

الثلاثاء، ١٩ أغسطس ٢٠١٤

أتى الإنجاز العسكري للجيش السوري في إستعادة السيطرة على المليحة يحمل دلالات بالجملة ويؤشر الى المرحلة المقبلة. كانت المليحة بالنسبة الى المجموعات المسلحة خط الدفاع الأساسي عن الغوطة الشرقية.
الخطط العسكرية عند المسلحين تقوم على أساس بناء خط دفاعي أول صلب ومتين، يتبعه خطوط عسكرية أقل أهمية. هكذا أثبتت التجارب في القصير والقلمون وحلب.
بعد حصار وتقدم تكتيكي مدروس باشر الجيش السوري عملياته في المليحة. إختار ساعة الصفر للعملية الشاملة بعد يومين من إعلان المجموعات المسلحة توحيد المجموعات المقاتلة في المليحة وكل الغوطة الشرقية للقيام بعمليات توسعية بكل إتجاه: نحو العاصمة دمشق و المطار بشكل أساسي.
هنا بدا ان نجاح الجيش السوري أتى في عز الجهوزية والإستنفار عند كل المجموعات المسلحة.
عوامل عدة ساهمت بإنهيار جبهات المسلحين. الجيش السوري نفذ عمليات هادفة. إطّلع من مخبرين متواجدين في صفوف المجموعات على مخططات وخلافات سادت بين قيادات المسلحين.
جاء مقتل متزعم إحدى المجموعات الناشطة على خط دوما - المليحة عدنان خبية  ليثير تبادلاً للإتهامات حول الجهة التي تقف وراء إغتياله.
 جبهة النصرة هي المتهم  بالإغتيال لأن خبية كان يؤيد الإنسحاب من المليحة بعد أن تقدم فيها الجيش. قيل انه عقد إجتماعاً مشتركا للفصائل المسلحة في دوما، وهي التي  كانت تقود عمليات المليحة مع غرفة العمليات التي تقودها كل من "جبهة النصرة" و"الجبهة الاسلامية" وطالبهما بتغطية إنسحاب المسلحين من المليحة. رفضت الجبهة وحرضت عليه بإعتباره "عميلا للنظام".
 لم يكن خبية أول المستهدفين. الإغتيالات تتوالى في إطار تصفيات متبادلة بين "جيش الإسلام" و "النصرة" ومجموعات أخرى.
لم يعد يأمن أحد على نفسه في كل مناطق الغوطة.
إتهامات حول تعامل مع الجيش سراً وإفشاء خطط المسلحين. خلاف على توزيع الأموال الآتية من الخارج. و تضارب في الصلاحيات والسلطة الميدانية.
بعد حصار الجيش لمجموعة من "النصرة" في المليحة تكررت نداءات الإستغاثة. لم يتدخل "جيش الإسلام" بقيادة زهران علوش.
كان المسلحون يفرون من المليحة خوفاً من وصول الجيش السوري الى أماكن تجمعاتهم. شهدت الساعات الأخيرة قبل تحرير المليحة عمليات هروب واسعة إلى حد جرى فيه التهديد بإعدام كل من يهرب من المليحة.
هبطت المعنويات في صفوف المسلحين. وصلت تلك الأنباء الى الجيش السوري الذي كان يستمع عبر أجهزة اللاسلكي  على إستغاثات المسلحين وشتم "النصرة" لزهران علوش وإتهامه بالخيانة والتعامل مع "النظام". فورا باشر الجيش السوري عمليات محكمة موزعة بأكثر من إتجاه.
 في الساعات الأولى فرت مجموعات بكاملها تاركة مجموعات أخرى خلفها.
إلى أن أحكم الجيش السوري السيطرة الكاملة وحرر المليحة.
 سقط الخط الدفاعي الأول الذي بناه المسلحون.
 لكن عين الجيش ترصد الخطوط الآتية التي ستوصل الوحدات العسكرية الى جوبر بعد عين ترما.
 المعلومات تصل الى الجيش عن فرار مسلحين من مواقع و مراكز عدة وإشتباكات تجري في عدد من مناطق الغوطة الشرقية بين "النصرة" و "جيش الإسلام". في وقت شهدت فيه مواقع التواصل الإجتماعي حرباً متبادلة بين المجموعات إستغلها تنظيم "داعش" للقول : نحن الحل.
ماذا بعد المليحة ؟
تتحدث مصادر عسكرية عن مفاجآت ستشهدها الأيام المقبلة. الجيش أعد خططاً لإقتحامات قد تكون بإتجاه عين ترما - جوبر او بإتجاه كفر بطنا او بإتجاه آخر نحو زبدين. كل الخيارات العسكرية متاحة.
 ربما يشن الجيش السوري أكثر من عملية بنفس الوقت لإشغال المسلحين.
 قد يبادر الى شن هجوم لإستعادة عين ترما وحين تأتي إمدادات المسلحين إليها يبدآ الهجوم في كفربطنا.
طالما سقط الدفاع الأول في المليحة رغم أنفاقها التي دلت الى وجود مدينة سفلية تحت المدينة، يعني ان كل الجبهات قابلة للسقوط.
 يساعد الجيش السوري مواطنون أو مخبرون ضمن المسلحين يقدمون معلومات إستخباراتية.
 البيئة تغيرت والكل يخشى من وصول "داعش" للإستقرار بفعالية بالريف الدمشقي. يشعرون ان المقاتلين ضمن وحدات زهران علوش او "النصرة" او "الجبهة الإسلامية" سينهارون بسرعة أمام "داعش" وهو ما يزيد أزمات الغوطة.
الحل بدخول الجيش والعودة الى حضن الدولة.
بعد المليحة أصبحت جوبر في عين الجيش السوري كمقدمة نحو زملكا و عربين ثم دوما لاحقا.
 الجيش ينفذ خطة إبعاد القذائف عن دمشق وإستعادة الريف الى الدولة بالعمليات العسكرية أولا ثم المصالحات.
بعد المليحة ستكر السبحة، لن يستطيع المسلحون الصمود طويلاً كما يتوقع الجيش .
 ألم تحصل عمليات مشابهة في الشهور الماضية في القلمون وتتدرج إنجازات الجيش السوري؟  التجربة ذاتها تتكرر.
هناك ما يجعل الجيش أكثر من اي مرة سابقة واثقاً جداً بالعمليات الهجومية المقبلة. فلننتظر.