الجيش يٌسقط في المهد سيناريو «داعشي» خطير مُتعدّد الشُعب مركزه وسط سورية

الجيش يٌسقط في المهد سيناريو «داعشي» خطير مُتعدّد الشُعب مركزه وسط سورية

أخبار سورية

الخميس، ٢٤ يوليو ٢٠١٤

بدأ تنظيم “الدولة الإسلامية” منذ أسابيع طويلة التمدّد في البادية السورية وصولاً لريف حمص الشرقي محاولاً السيطرة على هذا الجزء الصحراوي الإستراتيجي المرتبط بشرق سوريا ويحوي ثروات معدنية هائلة.
طوال أسابيع تمدّد عناصر التنظيم، وتجلى تمدّدهم بالسيطرة على حقل “الشاعر” الغازي وإرتكابهم مذبحة بحق جنود وموظفين سوريين وصل عددهم إلى 270 شخصاً، قالت مصادر “الحدث نيوز” انّها حصلت بتواطؤ من قبل “ضابط”. كان الهدف من ذلك ليس فقط السيطرة على “الحقل” الذي يعد أكبر حقل غاز في سوريا، بل السيطرة على كامل المنطقة مع حقل غازي آخر “حقل المهر” القريب وإتخاذ المنطقة كمنطلق للهجوم على مدينة حمص.
“الدولة الإسلامية” بقيت طوال فترة الصراع السوري بعيدة عن منطقة غرب البلاد، حتى خلال وجود المعارضة في هذه المنطقة، لم يكن لـ “داعش” موطيء قدم فعلي في مدينة حمص اي وجود عسكري ضخم يمكن ان يؤدي لبسطها السيطرة على المنطقة، لكن المعارك والحصار من قبل الجيش أدى لتقويض قوتها بالاضافة للفصائل الاخرى وحال ذلك دون تمدّدها في المدينة عبر قضم تلك التنظيمات. أحلام “الدولة” لم تغادرها فحاولت العودة من باب “الريف الشرقي”، هذه المرة محاولة السيطرة على المدينة مُجدّداً، في سيناريو قيل انه شبيه لما حصل في “نينوى” العراقية.
إستغلت “داعش” سيطرتها ونفوذها في مناطق “شرق سوريا” خصوصاً دير الزور لكي تتمدّد نحو “البادية السورية” فبدأت بإرسال القوات العسكرية والمسلحين والعتاد الحربي عبر سيارات رباعية الدفع لايجاد موطيء قدم لها في “صحراء تدمر”. بات بعد كل هذه العلامات مشروع التمدّد الداعشي في ريف حمص الشرقي واقعي، وبات للتنظيم بعد أسابيع قوة عسكرية فاعلة.
تقول مصادر ميدانية لـ “الحدث نيوز” انّ اصواتاً كانت ترتفع في صفوف القوات المسلحة السورية في حمص تطلب من “القيادة” إرسال مؤازرة وقوات عسكرية إلى تلك المنطقة بعد ظهور نواة “داعشية” ما يتم بناؤها في المنطقة، ويتم رصد تحركات مشبوهة. كانت ترد بشكل دوري مناشدات من حامية “الشاعر” لتعزيزها وانها تستشعر خطر ما قادم. يقال انّ الاصوات هذه لم تجد أذناً صاغية، وطوال أسابيع من المناشدات لم يحصل شيء سوى التجاهل حتى وصل الأمر إلى حدوث المجزرة التي حصلت في “الحقل” بحق الجنود بعد عملية سيطرة عبر معركة بين مسلحي التنظيم وعناصر حماية الموقع استغرقت ساعات، قبل انتهائها بسيطرة “الدولة الإسلامية” على الحقل وآباره الممتدة على مساحة 13 كلم. قدرت أعداد المسلحين المشاركين في الهجوم بما يزيد على 2000 مقاتل، قتل منهم ما يزيد على 40. تشير مصادر “الحدث نيوز” إلى انّ عملية الهجوم “تمّت بحشد قوات “داعشية” من ريف دير الزور، ريف حماة، وريف حمص الشمالي”.
بعد الوقوع في المحظور، تحركت قوات من “المهام الخاصة” وأخرى تحتشد من “حزب الله” و الجيش السوري للبدء بسيناريو عسكري بعد إدراك ما الهدف من الذي حصل. قوات “المهام” نجحت بالسيطرة على أجزاء هامة من “الحقل” فضلاً عن ما ورد عن سيطرة على مرتفعات أساسية كـ “جبل الشاعر” المطل بشكل مباشر على الحقل، اي انّ الحقل عاد لسيطرة الجيش عسكرياً، يعتبر ذلك ضربة قوية للسيناريو “الداعشي” الذي كان يُحضر في هذه المنطقة لكن ما حال “الريف الشرقي”؟.
تُبلغ مصادر ميدانية “الحدث نيوز” انّ “التمدّد الداعشي” في الريف الشرقي لحمص ومنطقة البادية توقف، يواجهه حشداً عسكرياً سورياً مدعماً بوحدات قتالية من حزب الله. “المنطقة تترقّب معركة ساخنة”، هذا ما يخلص إليه المصدر بانياً على حركة “الدولة الإسلامية” وأهدافها من التحرك العسكري في “البادية”.
الهدف دون أدنى شك هو حمص، فوفق المصدر، فإن “داعش” تحاول بناء منظومة إستراتيجية تدعم قواتها التي تنوي التقدم عبرها نحو مدينة حمص وقراها المحاذية من الشرق، وجنوب الشرق، فأعين التنظيم شاخصة على المدينة ذات الموقع النوعي غرب البلاد، القريب من الحدود اللبنانية، والقريب من دمشق ايضاً، فهي تحاول إيجاد موطيء قدم لها في تلك المنطقة.
ترى المصادر انّ هدف “داعش” من الهجوم على “الحقل” لم يكن “الحقل” نفسه، بل كان تعزيز تمددها في المنطقة وخلق خط إمداد لها وتأمينه، لتأمين مشروعها للتمدّد نحو “حمص” في وقت لاحق. وفق خطة “داعش” المفترضة من سياق التمدّد، فإن منطقة “البادية” تعتبر خط إمداد ومؤازرة عسكرية يجب السيطرة عليه، يتم تدعيمه بخط حماية خلفي عبر خط إمداد عسكري – لوجستي مفتوح من “دير الزور” ذات الثقل، فتصبح منطقة البادية السورية (ريف حمص الشرقي) مرتبطة بشكل مباشر بخط عسكري مؤمن من دير الزور، تصبح بعدها قاعدة إنطلاق لـ “داعش” للهجوم نحو “حمص” ودعم القوات ومؤازرتها عبر هذا الخط (دير الزور، البادية، حمص)، اي يؤمن التنظيم ديمومة معاركه التي يراها طويلة.
هدفت “الدولة الاسلامية” ايضاً من خلال تمددها في “الريف الشرقي” او “البادية” إلى “خنق” عمليات الجيش السوري في حلب وما بقي من أرياف حمص، كما كانت تخطّط لشلّ خط دعم “سلمية – حلب” الذي يشكل احد روافد الجيش السوري العسكرية للمعركة في الشام. لعب التنظيم على “الأهداف الإستراتيجية” وهو يتميّز عن سائر الجماعات بهذا الأمر اللافت.
قوات الجيش السوري إستدركت الموقف وفهمت ما هو مُخطّط. بدأت حشوداً عسكرية وصفت بـ “الضخمة” لاستعادة السيطرة على الريف الشرقي وتعزيز القوة العسكرية هناك بهدف حماية ظهر المدينة وإخراج “الدولة الإسلامية” منها، وإسقاط مشروع “غزو حمص” في مهده، فيما تترقّب الأيام القادمة إنتهاء عملية الحشد والتحضير وبدء عملية أكثر من هامة في هذا الجزء من البلاد، يمكن ليس فقط ان تؤمن “البادية” من جهة “الريف الشرقي” بل تُهدّد “دير الزور” من خاصرتها الغربية.
توازياً، ذكر مصدر عسكري لـ “الحدث نيوز” قبل أيام، بأن “جميع الطرق المؤدية إلى منطقة جبل الشاعر و حقل الغاز فيه باتت مؤمنة و تحت سيطرة الجيش العربي السوري و الإستعداات جارية لعملية عسكرية واسعة النطاق لاستعادة المنطقة من أيدي الجماعات الإرهابية المسلحة و ساعة الصفر تقترب”.

جغرافياً:

تعتبر منطقة “البادية السورية” متصلة جغرافياً بريف دير الزور الغربي و ريف حمص الشرقي، وتعتبر مدينة “تدمر” صلة الوصل بينهما.
ترتبط ايضاً البادية بريف مدينة الرقة ايضاً، ولها إمتدادات نحو منطقة “سلمية” في حماة (شمال)، كما انها تكشف طريق “حلب – الرقة”.