من الأمس إلى اليوم.. مستعمرون قدامى وغزاة جدد بعباءة الإرهاب .. وبندقية سورية بالمرصاد

من الأمس إلى اليوم.. مستعمرون قدامى وغزاة جدد بعباءة الإرهاب .. وبندقية سورية بالمرصاد

أخبار سورية

الخميس، ١٧ أبريل ٢٠١٤

من عبق الماضي يستمد السوريون صفحاتهم المشرقة، وفي الحاضر يسجلون ملاحم العز والفخار، حيث لم تترك الثمانية والستون عاماً التي مضت على إجلاء المستعمر الفرنسي عن وطنهم إلا ذكريات مشرفة حفرت طريقها عميقاً في الوجدان..
فكان أبناؤها حينذاك ثواراً أبطالاً قارعوا الاحتلال بكل بسالة، وقاوموا مشاريعه التفتيتية للبلاد بوحدة وطنية لا نظير لها، واليوم يضحون بأرواحهم ودمائهم وأغلى ما يملكون من أجل سحق الإرهابيين وعملائهم وتطهير سورية من رجس التطرف والتكفير لكي تبقى قلب العروبة النابض كما كانت.‏
فما أشبه اليوم بالأمس.. العدو واحد لكن، بحلة مختلفة ملطخة بالخيانة والتآمر والعمالة والإعلام والتضليل والفبركة والكذب، وعباءة مختلفة ومفصلة على قياس الأعراب القادمين من الصحارى وخيم الشعر المنغمسة بالخنوع والذل.. جاؤوا إلى سورية ظناً منهم أنها لقمة سائغة يسهل هضمها وابتلاعها، فتفاجؤوا أنها شوكة قاسية في حلق كل طامع، ومرغ رجالها أنف ذاك العدو بالتراب بالبندقية وسيف الحق، واليوم أحفادهم يسحقون سليلي هذا العدو، وخلفاءه وداعميه ومن يشد على أيديه بسيف الحق نفسه، ويجعلون إرهابييه نادمين على الساعة التي فكروا فيها بمناصبة العداء لسورية، والدخول إليها بهدف التخريب.‏
سورية كانت ولا تزال تلفظ كل مغتر بنفسه وكل متجبر، وهي نار كاوية لكل من يطأ أرضها خائناً أو محارباً، وتحتضن بحنان كل من يلجأ إليها مستجيراً أو قاصداً البناء والخير، مر عليها الكثيرون من الأصدقاء والأعداء فعرفوا أي بلد تكون، وبأي قوة تصون أبناءها وحضارتها وأحياءها، وأي معادلة صعبة في جدول الحسابات الدولية تشكل، وأدركوا أنها قلعة حصينة عصية على كل غاصب فأعداؤها عادوا يجرون أذيال الخيبة، وأصدقاؤها كانوا كأهل البيت لهم ما لصاحبه.‏
كانت ثورة الشعب السوري الحقيقية في وجه المستعمر الفرنسي ثورة عز وكرامة اختلط فيها الدم السوري فرسم لوحة وطنية رائعة، نالت من أطماع حكام فرنسا، فمن خلف كل صخرة كانت لأبطال سورية حكاية تتوارثها الأجيال يرويها الأحفاد عن بطولات الأجداد على امتداد مساحة الوطن لصياغة أنشودة المستقبل، وتوجيه رسالة إلى العالم عن بسالة ذلك الشعب وإرادته الصلبة، تماماً كما الرسالة التي تصل اليوم عن أنباء اندحار عملاء فرنسا وأميركا وإسرائيل والسعودية وقطر وتركيا وعصابات الإرهاب التي يمدونها بحقدهم وأدوات غدرهم.‏
ذكرى الجلاء ومع أنها تمر هذا العام و وطننا ينزف دماً، إلا أنها ستبقى عنواناً للنصر والعزة والكرامة، وستظل سورية بقيادتها الحكيمة أمل الأمة في مستقبل مشرق تتحقق فيه طموحاتنا وآمالنا، وكما كانت ميسلون بداية معارك الشرف والمقاومة ومقارعة المحتل والشرارة الأولى التي اشتعلت منها الثورات في مختلف المحافظات السورية.. اليوم يسطر جيشنا الباسل أروع البطولات في المناطق السورية ويطهر تلك المناطق من رجس الإرهاب لتعود سورية إلى ألقها ونظارتها، ومعارك القلمون والغوطة وكسب وحمص وحلب ودرعا وإدلب ودير الزور وغيرها خير دليل على ذلك.‏