باريس حذرت من جعل الأكراد «ضحايا» للحرب … ترامب يهدد أوروبا: إعادة دواعشكم وإلا «فالإفراج عنهم»

باريس حذرت من جعل الأكراد «ضحايا» للحرب … ترامب يهدد أوروبا: إعادة دواعشكم وإلا «فالإفراج عنهم»

أخبار سورية

الاثنين، ١٨ فبراير ٢٠١٩

جدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب دعوته للدول الأوروبية لإعادة مواطنيها المنضوين في تنظيم داعش الإرهابي من سورية ومحاكمتهم، وهدد تلك الدول بأن بلاده قد تضطر «للإفراج عنهم»، على حين حذرت فرنسا من جعل الأكراد ما سمته «ضحايا» بعد الانسحاب الأميركي. وكتب ترامب في تغريدة على موقع «تويتر» بحسب وكالة «رويترز» للأنباء: إن «الولايات المتحدة تطلب من بريطانيا وفرنسا وألمانيا والحلفاء الأوروبيين الآخرين استعادة أكثر من 800 مسلح من تنظيم داعش أسرناهم في سورية من أجل محاكمتهم».
وأضاف: إن «الخلافة على وشك أن تسقط. البديل لن يكون جيداً لأننا سنضطر للإفراج عنهم»، مؤكداً أن «الولايات المتحدة لا تريد أن ينتشر هؤلاء المسلحون في تنظيم داعش في أوروبا التي يتوقع أن يتوجهوا إليها».
وأوضح ترامب: «نفعل الكثير ونخصص وقتاً كبيراً لينهض الآخرون ويقومون بعملهم. نحن ننسحب بعد الانتصار مئة بالمئة على الخلافة».
وبينما رأى مراقبون أن إعلان الانتصار على التنظيم، يمهد الطريق أمام ترامب لتنفيذ قراره بسحب كل القوات الأميركية من شمالي سورية بحسب وكالة «ا ف ب» للأنباء، إلا أن نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، قال السبت: إن بلاده «ستواصل ملاحقة» فلول التنظيم رغم قرب انسحاب قواتها من سورية.
أمس الأول ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، أن نحو 200 مسلح من التنظيم سلموا أنفسهم يوم الجمعة لـ«قسد» ضمن «صفقة غير معلنة»، نصت على استسلام 440 داعشياً على دفعتين الأولى تشمل 240 والثانية 200 معظمهم من جنسيات أجنبية، تزامناً مع التحضير الأميركي للإعلان عن تطهير كامل الضفاف الشرقية للفرات من التنظيم. ورصدت وسائل التواصل الاجتماعي على مدار الشهرين الماضيين خروج الآلاف من شرق الفرات وبينهم عوائل التنظيم من جنسيات مختلفة باتجاه مناطق سيطرة «قسد».
من جانبها، كتبت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي، أمس في مقال نشرته صحيفة «لو باريزيان» الفرنسية، بحسب «أ ف ب»: إن «إعلان الانسحاب الأميركي (من سورية) خلط الأوراق (… ) في المنطقة. لا أحد يعلم حتى الآن إلى ماذا سيفضي».
وأضافت بارلي: «من واجبنا القيام بكل شيء لتفادي جعل مسلحي قسد ضحايا»، وتابعت: «شركاؤنا على الأرض، «قوات سورية الديمقراطية – قسد»، أعطوا الكثير. إننا ندين لهم بالكثير».
وأشارت «أ ف ب» إلى أن وزارة الدفاع الأميركية طلبت من حلفائها تشكيل «قوة مراقبين» في شمالي شرقي سورية لضمان أمن الأكراد، لكن هذا الطلب لم يلق تجاوباً خلال مؤتمر ميونيخ للأمن الجمعة، وقال مصدر حكومي فرنسي، وفق الوكالة: إن أعضاء التحالف الدولي يرفضون هذا الأمر مبدياً أسفه لـ«سياسة الأمر الواقع» التي تنتهجها واشنطن. واعتبر المصدر الفرنسي، أن الحل البديل هو اتفاق بين الدولة السورية والأكراد. وأضاف: «لكن هذا لن يتم بالضرورة، فدمشق تريد استعادة سيادتها. من هنا أهمية الروس في اللعبة». في الغضون، وصل قائد القيادة المركزية الذي يشرف على القوات الأميركية في الشرق الأوسط، الجنرال جوزيف فوتيل، إلى العراق في زيارة تهدف إلى إجراء محادثات مع مسؤولين أميركيين وعراقيين من المتوقع أن تركز على ضمان إلا يعاود تنظيم داعش الظهور بعد سحب القوات الأميركية من سورية.
وبحسب «رويترز»، فإنه من المنتظر أن يستمع فوتيل لتقارير ميدانية عن المرحلة الأخيرة لاستعادة الأراضي الباقية تحت سيطرة التنظيم الذي كان يسيطر من قبل على مساحات شاسعة من الأراضي في سورية. ومن المتوقع، أن يبحث فوتيل مع المسؤولين في بغداد الأثر الذي يمكن أن يحدثه الانسحاب الأميركي من سورية على العراق حيث تحول التنظيم المتشدد بالفعل إلى أسلوب الكر والفر بعد أن خسر كل الأراضي التي كان يسيطر عليها.
وفي وقت سابق، قال فوتيل: إنه لا يتوقع أن يؤدي قرار الرئيس ترامب سحب أكثر من ألفي جندي من سورية إلى تغيير ملموس في مستوى القوات الأميركية في العراق حيث تنشر الولايات المتحدة أكثر من خمسة آلاف جندي. وقال: إن هذا العدد سيبقى «ثابتاً بشكل عام».