أنزور يدعو الكرد إلى عدم «التشاطر» على دمشق والرهان عليها لأنها منبع الثقة

أنزور يدعو الكرد إلى عدم «التشاطر» على دمشق والرهان عليها لأنها منبع الثقة

أخبار سورية

الأربعاء، ١٦ يناير ٢٠١٩

دعا نائب رئيس مجلس الشعب نجدة إسماعيل أنزور القيادات الكردية إلى الكف عن «محاولات التشاطر» على دمشق، لأن ذلك «سيضر بمن يدعون تمثيلهم»، وشدد على أهمية أن يراهنوا على منبع الثقة وهو دمشق، خصوصاً أنهم باتوا يعرفون بالتجربة أن لا ثقة بالأميركي وأن التركي يشكل تهديداً حقيقياً لهم.
وفي تصريح لـ«الوطن»، في تعليقه على تصريحات قيادات كردية أول من أمس بأن المحادثات الأخيرة بين الكرد والحكومة السورية «لم تأت بنتيجة»، قال أنزور: «الثقة، هذه مفردة مهمة جداً في علم السياسة، والفرق بين الشطارة أي المهارة والتشاطر أي الملاعبة فرق كبير، إذ إن التشاطر قد يضر بصاحبه، وقد يكون قد فات الأوان ونحن في حالتنا هذه، ونحزن كثيراً أنه للأسف سيضر بمن يدعون تمثيلهم».
وأضاف: «وبشكل أوضح هذه القيادات الكردية ليس من مصلحتها محاولة التشاطر والادعاء أن ذلك يحقق مصلحة إخوتنا الأكراد، هذا كمثال الشخص الذي يتشاطر على والديه ويدعي أنه حقق مصلحته على حساب باقي إخوته، إذ إن دمشق هي القلب وليس من مصلحتهم هذه المحاولات، والأنكى من ذلك أنهم باتوا (يعرفون) وبالتجربة الملموسة أن لا ثقة بالأميركي وأن التركي يشكل تهديداً حقيقياً، إذاً على ماذا الرهان؟». وتابع أنزور: «إذا كانوا مهرة في اقتناص اللحظة السياسية، عليهم الرهان على منبع الثقة، أي على دمشق وليس على أحد آخر، وأي شيء آخر وحتى لو أننا نعرف أن هناك انقسامات في الآراء بين تلك القيادات، إلا أن الحصيلة، هي هذا المخرج الهزيل من التشاطر الذي نتمنى أن يتضاءل، لأن ذلك ليس في مصلحتهم مطلقاً وهذا التردد هو انعكاس مباشر للانقسامات الحادة في أميركا، وتبعية بعض من هذه القيادات لجهات مختلفة في أميركا ولكن هذا لن يطول وسوف تتمكن القوى الأكثر عقلانية من فرض ذاتها».
وربط أنزور بين تصريحات القيادات الكردية وتصريحات الرئيس الأميركي دونالد لترامب التي هدد فيها تركيا في حال شنت عملية عسكرية في شرق الفرات.
وقال: «طبعاً هناك رابط ولكن إلى متى يمكن الوثوق بهذا التصريح أو ذاك وهم يعرفون أن انقساماً بات يلامس الصراع لدى النخب التي تحكم أميركا، كيف لك أن تضع مصير من تدعي حبك لهم وأنك تسعى لمصلحتهم بين دول لا يمكنك الوثوق بها، سوى أن هذا الأمر وطنياً غير سوي، لذلك دمشق وفقط دمشق هي من يحقق مصلحة الجميع من دون استثناء». وحول تغريدات ترامب اللاحقة على «تويتر» التي تحدث فيها عما سماه إقامة «منطقة آمنة» بعمق 20 كم في شمال سورية تفصل بين الكرد والحدود التركية وترحيب النظام التركي بها قال أنزور: «هذه المداعبة لأردوغان لن تصرف في الجغرافية السياسية القابلة للحياة، التركي يترسمل من الأميركي من دون أن يكون أي شي على حسابه، وهذا ليس في مصلحة سورية، وهو بشكل مضاعف ليس في مصلحة أهالي الشمال، لذلك عليهم أن يعيدوا حساباتهم تجاه دمشق».
وحول المشهد في منطقة «خفض التصعيد» في شمال غرب البلاد التي تضم إدلب وأجزاء من أرياف حماة وحلب واللاذقية ومصير «اتفاق إدلب» والسيناريوهات المقبلة هناك مع سيطرة تنظيم «جبهة النصرة» على معظم المنطقة هناك قال أنزور: «هذه منطقة في حال تم حل التشابك فيها، فإن وجه المنطقة سيتغير كلياً وفق شكل ومضمون هذا الحل، لذلك تركيا تدرك عميقاً هذا الأمر وهي تحاول أن تحاصص فيها بالسياسة، إلا أن الأمر على المدى المتوسط والبعيد هو ليس في مصلحتها أيضاً».
وأضاف: «المصلحة الوحيدة التي تخدم كل المنطقة من دون تردد، هي في عودة الدولة الوطنية إلى بسط سيادتها الكاملة على كل شبر من الأرض، وغير ذلك، هو استثمار في الإرهاب وليس مكافحة له، وقد أثبتت التجربة أن ذلك سيضر الذي يحاول أن يمارس هذه اللعبة، الأميركي يفعلها لأنه محمي بسبب المحيط الذي يفصله عنا، أما التركي، أين له من الهروب من كل هذه الحدود المشتركة».
واعتبر أنزور «أن أي محاولة لإدارة هذه الجيوش من الإرهابيين وليس محاربتها والقضاء عليها، اعتقاداً من التركي أن ذلك سوف يزيد من حصته في السياسة، قد يحقق شيئاً ما على المدى القصير جداً، إلا أنه سيكون ضرره كبيراً جداً عليه، أما عن السيناريوهات، الأكيد أن هذه المنطقة، ككل التي سبقتها لن يسمح بأن يبقى الإرهاب متحكم بها وبأهلنا الذين يتوقون إلى عودة الحياة إلى كل مكان فيها كما كانت قبل الحرب».