قرارات لم تتجاوز المكاتب وتصريحات لم تعد “صالحة للتداول” مازوت مفقود في المحطات ومتوفر “حر”.. ومخصصات الباصات على طاولة النقاش

قرارات لم تتجاوز المكاتب وتصريحات لم تعد “صالحة للتداول” مازوت مفقود في المحطات ومتوفر “حر”.. ومخصصات الباصات على طاولة النقاش

أخبار سورية

الأحد، ٥ فبراير ٢٠١٧

لم تعد تصريحات المعنيين الرنانة تؤتي أوكلها عند المواطنين، وخاصة تلك المتعلقة بالقطاعات الخدمية، كونها قرارات وإجراءات ورقية لم تصل إلى أرض الميدان، ولاسيما ما يتعلق بأزمة النقل التي أضحت تسبّب أرقاً كبيراً للمواطن، فحجم المشكلة أكبر بكثير من تلك التصريحات الإعلامية والحلول الترقيعية في ظل الازدحام والاكتظاظ الكبيرين للمواطنين في أغلب مدن ومناطق ريف دمشق في الصباح والمساء وخلال أوقات الذروة، متجمهرين على المواقف لعلهم يحظون بوسيلة نقل سرفيس أو باص حتى لو خاصة تقلهم إلى مركز المدينة والوصول لمؤسّساتهم وجامعاتهم ومدارسهم، متغاضين عن تقاضي الزيادة عن التعرفة المحدّدة مع معاناتهم اليومية ذهاباً وإياباً، ناهيك عن تحكم أصحاب السرافيس وتحمّل أمزجتهم التي تصل في بعض الأحيان حدّ الوقاحة مع الركاب، حسب رأي الكثير من المواطنين الذين نقلوا أوجاعهم عبر “البعث”، وطالبوا الجهات المعنية بإيجاد الحلول السريعة والنزول من سياراتهم الفارهة إلى أرض الواقع المرير مع غياب للسرافيس وقلة باصات النقل الداخلي بسبب الازدحام وصعوبة الحصول على المحروقات -وفقاً لكلام أحد مراقبي الخطوط-، إضافة إلى زيادة أعداد الوافدين في المناطق الآمنة. في حين اعتبر بعض السائقين الذين التقيناهم أن مشكلتهم الأساسية هي المحروقات، ولاسيما أنهم ينتظرون ساعات طويلة أمام المحطة من أجل الظفر بـ 30 ليتر مازوت، لا تكفي لتخديم المواطنين خلال ساعات قليلة، مستغربين توفر المادة في السوق السوداء وبكميات كبيرة ولكن بأسعار تزيد أضعافاً عن السعر المحدد، آملين تزويدهم بالكميات المخصّصة من المازوت في محطات محافظة الريف، علماً أنهم مضطرون بشكل يومي للنزول إلى دمشق والانتظار مع طابور السيارات أمام المحطات.
ويلفت عضو المكتب التنفيذي لقطاع المحروقات في ريف دمشق محمد الخطيب إلى طرح هذا الموضوع في اجتماع اللجان المشتركة للمحروقات، من أجل الوصول إلى صيغة توافقية مع المدينة لحل المشكلة وتأمين المادة لجميع السرافيس، في حين يعتبر السائقون أن قرار منع دخول السرافيس إلى مركز المدينة والاكتفاء بالوصول إلى المواقف المحددة خلق حالة إرباك في العمل، مع مزاجية النقل الجماعي الخاص، ولاسيما أن أغلب باصاته لاتصل إلى المناطق والمدن المفروز إليها، بل يقوم باختصار خطه اعتباراً من نصف الطريق من دون رقابة أو محاسبة، وذلك كما يحصل على خط صحنايا والكسوة وضاحية قدسيا وغيرها من الخطوط التي تمّ تعزيزها ببصات نقل داخلي “عام وخاص” لسد الفجوة، إلا أن القرارات الصادرة من الجهات التنفيذية تمّ اختراقها تحت أعين التنفيذيين، ليكون المواطن ضحية التقصير والإهمال مع التجاوزات، إلا أن هذه التجاوزات استفزت عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل في محافظة ريف دمشق المهندس محمد هلال الذي أكد على المتابعة اليومية لجميع الخطوط من خلال رؤساء لجان السير الفرعية والمعنيين في شركة النقل الداخلي لمعالجة الاختناقات وتأمين المواطنين، مع حجز أي سرفيس أو باص يمتنع عن نقل المواطنين أو يخرج عن الخط المكلف به.
ولفت هلال إلى إجراءات ستتخذها المحافظة استعداداً لوضع برنامج خاص وخطة كاملة لضبط عملية التوزيع وإيصال مادة المازوت لكل مركبة، وذلك وفق البرنامج الزمني لكل خط وعلى ضوء طول الخطوط وعدد السفرات لأداء كل مركبة على حده، حيث تم تجديد البطاقات المعتمدة ليتم توزيعها على المركبات، مبيناً أنه تمّ رفد المحافظة بـ62 باصاً.
وكان محافظ ريف دمشق المهندس علاء إبراهيم طمأن المواطنين بوجود تحسّن قريب لتوفر مادة المازوت، حيث سيتمّ اعتماد خطة جديدة لتوزيع مازوت التدفئة، مبيناً أن المحافظة تسعى مع الجهات المعنية لإنشاء شركة نقل داخلي خاصة بالمحافظة لتخفيف الضغط عن الشركة العامة للنقل الداخلي بدمشق.
يُشار إلى أن نسبة النقص الحاصل في محافظة ريف دمشق تصل إلى 55% أي أن المحافظة بحاجة إلى 321 باص نقل داخلي لسد النقص الحاصل، ولاسيما أنه من خلال الدراسة تبيّن أن النقص المطلوب في المناطق ذات الاحتياج الفعلي 1606 سرافيس، وذلك وفق استبيان قيادة شرطة ريف دمشق خلال الربع الأول للعام الحالي. كما أن عدد الميكروباصات المسجلة في مديرية النقل في المحافظة 9923 ميكرو باصاً، إضافة إلى 725 باصاً مع 2885 سرفيساً، علماً أن الموجود الفعلي من السرافيس حالياً 1789سرفيساً بنسبة 62%.
علي حسون