شعبية التـداوي بالأعشاب والزيوت الطبيعية فـي ازديـاد ..انخفاض أسعارها شجع على شرائها.. واختصاصيون يحذرون منها

شعبية التـداوي بالأعشاب والزيوت الطبيعية فـي ازديـاد ..انخفاض أسعارها شجع على شرائها.. واختصاصيون يحذرون منها

أخبار سورية

السبت، ٤ فبراير ٢٠١٧

سراب علي
أصبح الميل للتداوي بالأعشاب والزيوت الطبيعية عند أغلبية الناس عادة، فالإقبال على محال بيع النباتات والأعشاب والزيوت الطبيعية (الطبية) في محافظة اللاذقية يزداد منذ سنوات، حيث يقبل بعض المرضى للعلاج بها بعيداً عن الأدوية وارتفاع أسعارها، كما يقبل عليها آخرون رغبة منهم في الحفاظ على لياقتهم البدينة ونحافتهم وسط قناعة مشتركة بينهما أنه إذا لم يستفيدوا فلن يصابوا بالضرر، إلا أن الاختصاصيين يجمعون على أن العلاج بالأعشاب ليس بديلاً عن الطب الحديث والأدوية.

قصي إبراهيم التقيناه عند أحد المحال يشتري بعض الزيوت والأعشاب المجففة قال إنه يزور هذه المحلات بين فترة وأخرى وقد وجد فيها فائدة كبيرة، لكنه مع ذلك يتعامل معها بحرص فلا يشتري من المحلات غير المعروفة ولا يتعامل إلا مع الأشخاص الذين يثق بهم، كما ترتاد أخته الشابة زينة محل بيع زيوت طبيعية قناعة منها أنها مفيدة للبشرة وتحافظ على جمالها بفضل هذه الزيوت وأسعارها ليست مرتفعة، كما المستحضرات والزيوت الطبية التي تباع في الصيدليات.
ويجد الرجل الستيني جابر علي أن الأعشاب الطبيعية المجففة والخلطات العشبية المصنوعة منها مفيدة جداً للجسم ويعتمد عليها منذ عشرين سنة ولم تسبب له أي أذية، و يرى أن التداوي بالأعشاب أفضل بكثير من استخدام الأدوية التي أثبتت عدم فعاليتها كما أن العسل أفضل دواء لمساعدة الجروح على الشفاء والبصل أفضل دواء لمعالجة الحروق.
هدفهم الربح  
ليس كل من امتهن مهنة «العطارة» وابتاع الزيوت والأعشاب هدفه تقديم الفائدة للناس، بل يطغى الهدف المادي عند الكثير من أصحاب هذه المحال، والقلائل الذين هدفهم تقديم الفائدة وخدمة الناس، ويرى علاء حلوم أن الربح المادي هو ما يسعى هؤلاء إلى تحقيقه غير مهتمين بالفائدة التي يجب أن يحصل عليها الناس وأكثرهم لا يملكون الخبرة في صناعة الأعشاب بل يتناقلونها من بعضهم، و يوافقه الرأي حسام علي، مضيفاً أنه لا يتعامل إلا مع من أخذ المهنة عن خبرة وأتقنها، فيما تعتمد السيدة عبير الوز على هذه الأعشاب كثيراً وهي تستخدمها في أوقات نضوجها كي تحقق الفائدة لها مثلما تفعل والدتها، وتعتمد على زيوت بعض الأعشاب للاعتناء ببشرتها، وهناك محل محدد تشتري منه الزيوت لأنها لا تثق بكل الزيوت التي تصنع وتباع عند العطارين كما تقول.
الطبيعة خير علاج
المهندس (عبدالله .ج) صاحب محل عطارة حافظ على مهنته أباً عن جد وهو مقتنع أن الأعشاب الطبيعية ستظل رحمة كبرى إذا ما قورنت بالأدوية والمستحضرات التي تباع في الصيدليات التي تتعب النفس والبدن معاً، يقول: بدأت بصناعة الأعشاب والزيوت الطبيعية منذ عدة سنوات معتمداً على الأعشاب والنباتات التي تنتجها منطقتنا الجبلية، ومستفيداً من كل نوع في صناعة العديد من الزيوت التي لها فائدتها لكل ألم ومرض كما الزوفا والبابونج والزنجبيل والميرمية والعشرق، ونشتري بقية الأعشاب من منطقة الغاب، فصابون الغار أكبر مطهر ومعقم للجسم والجروح وزيت الغار والزنجبيل إذا ما مزجا مع بعضهما لهما فائدة كبيرة في إزالة أوجاع المفاصل، والعسل يعد الدواء الحقيقي لمعظم الأمراض وخصوصاَ في فصل الشتاء حيث التهاب البلعوم والحنجرة والرشح وغيرها.
وعن الأسعار أشار إلى أنها مناسبة، وليست باهظة الثمن مؤكداً أن صناعة هذه الزيوت تتم بإشراف مهندس زراعي خبير، مشيراً إلى أن من يرتاد محله هم من الناس المثقفين والعاديين.
بدوره رامي الخطيب صاحب أحد محال الأعشاب الطبيعية أشار إلى أن الطلب ازداد عليها خلال الخمس سنوات الماضية، وأغلبهم من المهجرين مؤكداً أن الآثار الإيجابية التي تتركها الأعشاب على الجسم كبيرة، فهي تحفز جهاز المناعة وتساعد الجسم على مقاومة المرض، وبعضها يستخدم كمهدئ.
لماذا يقبلون على استخدامها؟ تجيب الاختصاصية النفسية منال أحمد: يلعب الموروث الثقافي للمجتمع والعادات والتقاليد دوراً كبيراً في استخدام الأعشاب والزيوت الطبيعية كبديل عن الأدوية، ويستخدمها معظمهم كما يقولون لانخفاض تكلفتها والثقة الكبيرة في الشخص الذي يقدم لهم النصيحة بسبب الإيحاء النفسي من قبل المجربين، وهذا أدى، كما لاحظنا، لانتشار شعبيتها بالرغم من أن من يقدم النصيحة ومن يبيع هذه المواد غير مختص. وأضافت: نحن بحاجة إلى تصحيح ثقافة المفاهيم في مجتمعنا، وأكدت أن الأعشاب لا يمكنها معالجة الأمراض المزمنة كما يدّعي أصحابها مشيرة إلى ضرورة الاعتماد على التشخيص الطبي عند الأطباء المختصين واستخدام الدواء المناسب.
لها انعكاسات سلبية
كما حذّرت الدكتورة ريم حسن اختصاصية جلدية وأمراض تناسلية من استخدام الأعشاب لأن صناعتها تحتاج إلى خبراء ومختصين، وقالت: استخدام أعشاب وزيوت طبيعية في علاج الحاصات البقاعية يؤدي إلى انعكاسات سلبية واستخدام الزيوت التي يصنعها العطارون ويدّعون فعاليتها تؤذي بصلة الشعر، وتصبح حاصة دائمة فلا ينمو الشعر نهائياً، ولو عولجت بالأدوية الطبية الموجودة في الصيدليات لكان علاجها بسيطاً، وأكدت أنه ليس للبشرة أو لنوع الجلد علاقة بفعالية تلك المواد وبالتالي لا يمكن لهذه الأعشاب أن تغني عن الأدوية والمستحضرات الطبية الموجودة في الصيدليات لأنه لا تتم عليها تجارب في المخابر الطبية، لذا يفضل عدم استخدامها ونصحت في حال استخدامها بضرورة استشارة المختصين، والتأكد من أنها آمنة وأنها صنعت تحت إشراف مختصين، وضرورة أن يلجأ الناس إلى الشيء الموثوق والاعتماد على الوصفات الطبية لتلافي الضــرر والأذى الممكن حــدوثه عنـــد استخــدامهــا مادامت يـوجـــد أدويـــة في الصيدليــات.