عمليات الجيش الاستباقية ترجئ مراراً … «ملحمة حلب الكبرى» بنسختها الثانية

عمليات الجيش الاستباقية ترجئ مراراً … «ملحمة حلب الكبرى» بنسختها الثانية

أخبار سورية

الأربعاء، ٢٦ أكتوبر ٢٠١٦

نفذ الجيش العربي السوري عمليات استباقية أخرت ما سمته الميليشيات المسلحة «ملحمة حلب الكبرى» بنسختها الثانية لفك الحصار عن مسلحي الأحياء الشرقية من المدينة ولأربعة أيام متتالية جرى تمديد مواعيدها من دون انطلاق شرارة المعركة حتى تحرير الخبر مساء أمس.
ونفذ الجيش أمس رمايات مدفعية مكثفة على مدخل المدينة الغربي في بلدتي المنصورة وكفر داعل دمرت خطوط هجومهم الأمامية التي جهزوها للانطلاق نحو حلب في الوقت الذي تولى فيه الطيران الحربي السوري والروسي الإغارة على أرتال التعزيزات القادمة من الريف الغربي لحلب ومن أرياف إدلب باتجاه خطوط التماس في الجبهة الغربية التي تتبع لميليشيا «حركة نور الدين الزنكي» ويتوقع أن تنطلق منها «الملحمة» نحو حلب ودمر 3 أرتال بمن فيها من المسلحين، وفق قول مصدر ميداني لـ«الوطن». وأضاف المصدر: إن سلاح الجو في الجيشين السوري والروسي دك مراكز وتجمعات مسلحي ميليشيا «جيش الفتح» في المحور الجنوبي الغربي في الراشدين الرابعة والخامسة وأرض الجبس وخلصة وزيتان وخان طومان ومحيطها والعيس والزربة وأوتستراد حلب دمشق وريف المهندسين الثاني وقتل وجرح عشرات المسلحين في المحور الذي رشح لبدء عمليات «ملحمة حلب الكبرى» عند الإعلان عن انطلاقها فجر ليل السبت المنصرم من «الزنكي».
وكان القائد العام لميليشيا «الزنكي» توفيق شهاب الدين أعلن عن بدء عمليات «الملحمة الكبرى»، وللمرة الثانية بعد شن هجمات الأولى في آب الماضي حققت خرقاً في منطقتي الكليات الحربية والراموسة، لكسر الحصار الذي يفرضه الجيش السوري وحلفاؤه على الأحياء الشرقية لحلب منذ أكثر من شهر مع تبدل الموازين لمصلحة الجيش وسيطرته على العديد من المناطق التي ضيقت الخناق أكثر فأكثر على المسلحين ومن دون أن يلوح في الأفق موعد انطلاق عمليات «الملحمة».
وأكد خبراء عسكريون لـ«الوطن»، أن المسلحون أعدوا العدة جيداً الأسبوع الماضي أثناء سريان هدنة الجيشين الروسي والروسي لثلاثة أيام انقضت الجمعة الفائتة لشن هجمات جديدة وبأسلوب «ملحمة حلب الكبرى» بنسختها الأولى انطلاقاً من المحور الجنوبي الغربي لحلب بغية كسر الحصار مجدداً على شرقي حلب مستفيدين من تعليق الضربات الجوية لخمسة أيام متتالية فوق المدينة لكن عمليات الرصد المستمرة في المحور ذاته وضرب حشود المسلحين خلخلتها ولم تهيئ الأرضية المناسبة لانطلاق العملية.
وبيّن الخبراء أن مباغتة الجيش العربي السوري وحلفائه لمسلحي «جيش الفتح» بقيادة «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) في المحور الجنوبي الغربي بعملية عسكرية فور انقضاء موعد الهدنة مساء الجمعة قوّض أحلامهم بإمكانية شن هجمات واسعة مستفيدين من الثغرة التي ما زالت قائمة نحو المدينة في مدرسة الحكمة ومشروع الـ1070 شقة سكنية قبل أن يعمد الجيش إلى إغلاقها بشكل كبير إثر سيطرته على كتيبة الدفاع الجوي الإستراتيجية جنوب غرب الكليات الحربية وتل بازو ذي الموقع الحيوي والمشرفين على مساحات واسعة من الريف الجنوبي الغربي، الأمر الذي وجه بوصلة المسلحين باتجاه الريف الغربي بعد استحالة شن هجوم من الريف الجنوبي الغربي بأرتال من العربات المصفحة والانغماسيين.
ودفع ذلك بميليشيا «الزنكي»، التي اندمجت عسكرياً في 24 الشهر الماضي مع ميليشيا «جيش الفتح»، إلى تبني عملية «الملحمة الكبرى» الجديدة من دون أن تقمع الميليشيات المسلحة الوازنة بالانخراط في صفوفها لشن الهجمات وخصوصاً «فتح الشام» التي لا تقبل بأن تقود ميليشيات أخرى عملياتها العسكرية وميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية» التي وردت معلومات عن انسحاب الكثير من قواتها المتمركزة في المحور الجنوبي الغربي إلى أرياف إدلب حيث لا يزال يدور صراع بين مسلحيها وميليشيا «جند الأقصى» الموالية لتنظيم القاعدة والتي بايعت مؤخراً «فتح الشام».