حلب ...المعركة الأخيرة بدأت

حلب ...المعركة الأخيرة بدأت

أخبار سورية

الأحد، ٢٥ سبتمبر ٢٠١٦

الهدنة انتهت, والعمليات العسكرية تم إطلاقها باتجاه الأحياء الشرقية, التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة والمحاصرة من قبل الجيش السوري وحلفائه . حيث بدأت العمليات بقصف مدفعي وصاروخي عنيف, بالإضافة لتسجيل أكثر من 100 غارة سورية وروسية على مناطق انتشار الجماعات المسلحة .
وكانت اليونيسيف قد أعلنت تضرر محطة ضخ باب النيرب وتوقفها عن العمل, وهي التي تضخ مياه الشرب لنحو 250 ألف شخص في الأحياء الشرقية من المدينة, وهو ما دفع الجماعات المسلحة لإيقاف ضخ الماء من محطة سليمان الحلبي التي تضخ الماء باتجاه الأحياء الغربية من المدينة التي تسيطر عليها الدولة السورية, ويقطنها نحو 1.5 مليون شخص .
ناشطون إعلاميون تابعون للجماعات المسلحة أعلنوا سقوط عشرات المدنيين بسبب القصف العنيف, وتحدثوا عن صواريخ تسبب ارتجاجات قوية بعد سقوطها, وأظهرت مقاطع فيديو نشرها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صواريخ تخترق الأرض لبضعة أمتار قبل أن تنفجر محدثة حفراً كبيرة, بالإضافة إلى ارتجاجات في المنطقة, كما وصف أحد الناشطين شدة القصف بيوم القيامة قائلا " اللهم أقم القيامة لأننا نعيشها كل يوم "
وكان ما يسمى جيش الفتح قد شن هجوماً كبيراً لكسر حصار الجماعات المسلحة في الأحياء الشرقية, واستطاع الدخول إلى الكليات العسكرية, وفتح ثغرة سرعان ما استطاع الجيش السوري استعادة زمام المبادرة واستعادة الكليات العسكرية وإغلاق الثغرة وإعادة تشديد الحصار على المسلحين في الأحياء الشرقية .
وقام الجيش السوري بإلقاء ألاف المنشورات فوق الأحياء الشرقية داعياً المسلحين لتسليم أنفسهم, كما ألقى منشورات أخرى للمدنيين الراغبين بالخروج من الأحياء المحاصرة معلناً فتح معبر آمن للمدنيين
وبعد يومين من التمهيد المدفعي والصاروخي بدأ الجيش السوري عملياته البرية, واستطاع في الساعات الأولى التقدم بمنطقة " الشيخ سعيد " بالإضافة لمعلومات عن انسحاب المسلحين من منطقة مشفى الكندي, وهو ما نفته المواقع المعارضة .
يذكر أن حي "الشيخ سعيد" يتصل بالراموسة عبر أوتستراد طويل ، ويمثل بداية الدخول إلى الأحياء الشرقية ،حيث يتصل بمنطقة الفردوس وجسر الحج والسكري شرقاً, وبمنطقة الصالحين وباتجاه قلعة حلب شمالاً ، أما جنوباً تتمكن من الوصول إلى طريق عام حريبل وريف حلب الجنوبي بالكامل .
كما استطاع الجيش السوري بمساندة قوات فلسطينية تسمى " لواء القدس " من السيطرة على مخيم حندرات بالكامل, وبعد عدة ساعات قامت مجموعات مسلحة بإعلان إعادة السيطرة على المخيم وقتل وجرح عشرات العناصر من لواء القدس, وأسر عنصر واحد, كما تحدثت عن اغتنام سيارة دفع رباعي مركب عليها رشاش 14.5 .
مصدر ميداني نفى ل"آسيا" الأخبار التي تروجها المجموعات المسلحة و قال أن المخيم مازال بالكامل تحت سيطرة قوات " لواء القدس " وأن تلك الأخبار تندرج تحت مسمى "الحرب الإعلامية" لرفع معنويات مقاتليها على الجبهات الأخرى
ومخيم حندرات للاجئين الفلسطينيين شمالي حلب الذي يمتد على مساحة 6 كلم مربع، شكل رقعة اشتباكات مستمرة طيلة الأشهر الماضية بين الجيش السوري ومقاتلي "لواء القدس" من جهة, والجماعات المسلحة من جهة أخرى .
وتأتي أهمية المخيم لجغرافيته المرتفعة التي جعلت منه نقطة حساسة شمال حلب, لقربه من طريق الكاستيلو ودوار الجندول الذي يشكل عقدة الوصول إلى أحياء حلب الشرقية.
ومع سيطرة الجيش السوري وحلفائه على المخيم، يكون قد وسّع طوق الأمان لطريق الكاستيلو، فضلاً عن إشرافهم بالنيران على مشفى الكندي ودوار الجندول ومعامل الشقيف, وبالتالي شلّ حركة المسلحين هناك, وقطع طرق إمدادهم, مما يزيد الخناق عليهم في الأحياء الشرقية لحلب.
ويضاف إلى ذلك، تحييد حي الشيخ مقصود الذي يسيطر عليه مقاتلون أكراد القريب من معامل الشقيف عن قصف المجموعات المسلحة.
العمليات العسكرية مازالت بيومها الثالث ويومها الأول برياً, وتطورات المعارك تتسارع مع عزم الجيش السوري المدعوم روسياً بإنهاء ملف أحياء حلب الشرقية, وإعادة توحيد مدينة حلب, وذلك ما لم توقف عملياته هدنة جديدة, ربما يتفق عليها الطرفان الروسي والأمريكي .