المعركة الأطول في الحرب السورية: اتفاق يخرج مسلحي داريا إلى إدلب

المعركة الأطول في الحرب السورية: اتفاق يخرج مسلحي داريا إلى إدلب

أخبار سورية

الجمعة، ٢٦ أغسطس ٢٠١٦


جولة مفاوضات جديدة، كانت هذه المرة حاسمة بين الجيش السوري و «حزب الله» من جهة ومسلحي مدينة داريا من جهة ثانية، أكبر مدن الغوطة الغربية قرب العاصمة دمشق، انتهت بالاتفاق على إخراج المسلحين منها ونقلهم إلى مدينة إدلب، بالإضافة إلى إخلائها من المدنيين ونقلهم إلى مناطق إيواء، في سيناريو مطابق لسيناريو حمص القديمة، وذلك بعد حصار طويل تعرضت له داريا بدأ منذ منتصف العام 2012 وضاق بشكل تدريجي مع عمليات الجيش السوري في محيط المدينة.
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن الرائد أبو جمال، قائد «لواء شهداء الإسلام» الأكبر بين الجماعتين المسلحتين الرئيسيتين في داريا، قوله إن «عملية الإجلاء ستبدأ اليوم الجمعة وتستمر ليومين أو ثلاثة»، في حين رجحت بعض المصادر أن تستمر عمليات الاجلاء نحو أربعة أيام.
وينص الاتفاق على نقل المسلحين البالغ عددهم نحو 700 مسلح إلى إدلب تحت إشراف أممي، وتسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة لقوات الجيش السوري التي ستتسلم البلدة، في حين سيتم نقل المدنيين إلى دور إيواء في بلدة صحنايا المجاورة، كما ستتم «تسوية أوضاع عدد من المسلحين الراغبين بذلك»، وفق مصدر سوري مسؤول.
وكانت قوات الجيش السوري والفصائل التي تؤازرها قد شنت عملية عسكرية للضغط على داريا خلال الأسبوع الماضي، كما أمهلت مسلحي المدينة 24 ساعة لإخلائها قبل شن عملية عسكرية واسعة، وهو ما انتهى بقبول المسلحين بالتوقيع على الاتفاق الذي تم بإشراف أممي جَنَّب البلدة المزيد من الدمار.
وكانت المدينة شهدت جولات مفاوضات عدة في أوقات سابقة، إلا أنها انتهت بالفشل بسبب تعنت بعض قياديي «لواء شهداء الإسلام»، ومسلحين تابعين لـ «جبهة النصرة» الذين رفضوا تسليم المدينة، إلا ان الحصار المطبق الذي تفرضه قوات الجيش السوري والاشتباكات المتواصلة في محيط ادلب ساهما هذه المرة في انجاح الاتفاق.
الصحافي الميداني ماهر المونس الذي زار داريا الأسبوع الماضي، أوضح في اتصال هاتفي مع «السفير» أن هذا الاتفاق سينهي «بؤرة التواجد للفصائل المسلحة في الغوطة الغربية، كما سيكون قد قطع شوطا كبيرا باتجاه خان الشيح وريفي درعا والقنيطرة. وتمثل داريا نقطة وصل إجبارية للإمداد اللوجستي الآتي إلى الغوطة الغربية من ريف درعا أو ريف القنيطرة، كما تطل على مطار المزة ومحور غرب العاصمة».
وتعتبر داريا إحدى «ايقونات» الحرب السورية بالنسبة للفصائل المسلحة، حيث شهدت المدينة أولى حركات التمرد على الحكومة، كما شكلت إحدى أكثر المناطق التي استعصت على الجيش السوري، وتعتبر الجبهة التي ظلت مشتعلة لأطول فترة في الحرب الدائرة في سوريا حتى الآن. وفي هذا السياق يقول المونس: «ذكر اسم مدينة داريا بالاسم من قبل المندوب الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا خلال الاتفاق على وقف إطلاق النار في شهر شباط الماضي، حيث رفضت الحكومة السورية ضم المدينة إلى الاتفاق بسبب تواجد مقاتلي النصرة المصنفين كجماعة إرهابية، في حين أصر وفد الرياض حينها على ضمها، الأمر الذي يمكن أن يدل على أهمية داريا بالنسبة للمعارضة».
في سياق متصل، تواصل قوات الجيش السوري عملياتها على محور مدينة دوما، حيث وقعت اشتباكات عنيفة في محيط قرية حوش نصري، في حين كثفت طائرات الجيش السوري غاراتها على محاور عدة في المنطقة، بالتزامن مع استمرار الهجمات المسلحة التي كان قد أعلن عنها «جيش الإسلام» والتي حملت اسم «معركة ذات الرقاع»، من دون أن يكون لهذه المعركة أي أثر ميداني يذكر.