لماذا الرقة الآن... وماذا تريد اميركا ؟؟

لماذا الرقة الآن... وماذا تريد اميركا ؟؟

أخبار سورية

الاثنين، ٣٠ مايو ٢٠١٦

جمال محسن العفلق
لا يختلف اثنان على ما يسمى داعش من ناحية التأسيس والتمدد والدعم فهذه القطعان التي كبرت براعية دولية ودعم كبير لم تأتي من فراغ ولم يتم دعمها عبث ، حتى السياسين العرب المعتدلين كانوا يتجنبون ادانة جرائم هذه القطعان ولا يفكرون بنقدها وهذا ايضا لم يكن لجهل لديهم بالحقيقه انما تنفيذ لاوامر السفراء الامريكين في المنطقة ، والحديث عن تنظيم ارهابي كان يجد وسائل الاعلام لنشر صور وافلام الجرائم التي كان يقوم بها بكل دم بارد ليس نابع من قوة ذاتيه يملكها انما هو نتيجة دعم عالمي لم تحظى به دول حليفة للولايات المتحده . لقد اتخذ التنظيم مدينة الرقة السورية عاصمة له ولم يستطع التحالف الدولي المكون من ستين دوله ان يبعده او يلحق به اي خسائر ، واليوم نجد الامريكي يتحالف مع الاكراد لتحرير الرقة من قطعان داعش ولكن هذا الشكل الاعلاني الذي اخترتة الاداره الامريكية ، فماذا عن الواقع ؟؟ لقد فشلت كل المراهنات الامريكية على العملاء والممولين ولم يستطع حلفاء اميركة الاقليمين ولا العملاء الذين باعوا وطنهم بالدولار من تحقيق اي انتصار عملي على الارض ، فأقصى ما يمكن الحديث عنه من انجازات للمعارضة السورية المقيمة في تركيا انها استطاعت ادارة عمليات القتل المنظم في سورية وكل ما يمكن تسجيله لهذه الجماعات اينما وجدت انها كانت تدير اعمال خاصة تحت حماية دولية من سرقة اثار وتهريب مخدرات وتجارة عملة بالاضافه الى التجارة المزدهره في البشر وخصوصا ادارة عمليات نقل اللاجئين من تركيا الى اوربا على متن قوارب الموت . وهذا لا يزعج الغربيين ولا اميركا مادام يصب في عملية تخريب وتدمير سورية ولكن هناك حسابات اخرى لدى الامريكي تفرض علية استخدام سياسة العصا والجزرة مع الحلفاء قبل الخصوم فدعم الاكراد اليوم ودعم تويع مناطق نفوذهم بغطاء عسكري امريكي هو رسالة لتركيا الحليف الاقرب لاميركا وصاحبة الحلم التوسعي واعلان عودة الخلافة الاسلامية . كما ان هذا الدعم يحمل رسالة الى السسعودية انها فشلت في تعهداتها في قلب نظام الحكم في سورية وتحويله الى نظام تابع للادارة السعودية من خلال دعم وصول الاسلاميين الى سدة الحكم . ففي وثيقة البروتوكول الموقعه بين المعارضة السورية ووزير خاريجة قطر في عام 2012 والتي لم ينكرها احد نجد الاجابة على الدور المطلوب من المعارضة السورية ولماذا يدفع لها المال حيث نجد ان الوثيقة تحتوي على بنود تسليم ادارة سورية الى قطر اي بمعنى اخر الى اميركا وحل الجيش وتخفيضة الى عدد خمسون الف كما تلزم الوثيقة الموقعين على تمرير خطوط الغاز القطري وعدم المطالبة بالاراضي المحتله الا من خلال التفاوض مع الكيان الصهيوني ونسيان لواء اسكندرون واعطاء مساحات لتركيا . ولا نحتاج لادلة تثبت صحة هذه الوثيقة فالواقع يثبت صحتها حتى وان لم تكن موجوده ، ولكن هذه الوثيقة ببنودها توحي لنا ان الاعتماد كان على المعارضة في الخارج اعتماد كلي والواضح ان اعد هذا الاتفاق كان يتوقع انهيار الدولة السورية خلال ايام او اسابيع من توقيع تلك الوثيقة ، التي مضى عليها الان اربع سنوات ولم تحقق المعارضة ولا داعميها اي شيء على ارض الواقع باستنثاء الخراب والموت . واليوم تجد الادارة الامريكية نفسها مجبره على العمل العلني من خلال دعم حالة انفصال تشبة تماما تلك التي حدثت في العراق وهذا ليس بمشروع سري ولكن ما سيترتب عن هذا المشروع لن يتوقف عند سورية والعراق ففي تركيا يوجد اكراد كما في ايران فالهدف الامريكي المعلن هو تقسيم المقسم واعادة رسم خارطة جديده للمنطقة تخدم مصالحها وبالتاكيد هي تريد مصالخ الكيان الصهيوني الذي يسعى لاعلان يهودية ما يسمى اسرائيل وطرد كل من هو غير صهيوني ويهودي من الاراضي الفلسطينية . ان المشروع الامريكي المتوقف حاليا رغم ادعاء الولايات المتحده ان هناك تقدم على الارض في معارك الرقة ينكر وجود قوات عربية تحارب داعش وهو عمليا نوع من التحضير لمعارك قادمة قد تكون اسوء من المعارك مع قطعان داعش فالولايات المتحده تعلم تماما ان الاراضي السورية هي ملك كل السوريين ولم تكن مقسمة في يوم من الايام حسب العرق او الدين ولهذا نجد الولايات المتحده تحضر لحروب جديده ستكون تحت اسم تحديد مناطق النفوذ لكل طائفه او عرق او مجموعه وهذا مشروعها ولكن ماذا عن مشروعنا نحن ؟؟ ان الاجابة عن مشروعنا اليوم يحملها الجيش السوري والمقاومة الذين يقاتلون على كل الجبهات ويتواجد الجيش السوري حسب الامكانات في الاماكن الاكثر سخونه وعلى كامل المساحة السورية وهذا المشروع المقاوم الذي يدعمه الشعب السوري والقوى المقاومة بالمنطقة ، حيث الحرب مستمره ومازلنا نراهن على افشال المشروع الامريكي الصهيوني ونراهن على حقيقة ثابتة اننا اصحاب هذه الارض ولنا الحق بالحياة عليها ومن حق شعوب المنطقة ان تقرر مصيرها كما تريد هي ، وان كانت الولايات المتحده استطاعت من خلال المال الملوث بالدم شراء ذمم بعض الناس فهي لن تستيطع شراء ضمير كل من امن بالمقاومة وحق المقاومة في رد الظلم والدفاع عن الوجود فالصراع اليوم ليس على امتار هنا او هناك انما هو صراع انساني يمثل حق الانسانية في الحياة الحره وتتحمل المنطقة اليوم كل اعباء محاربة الارهاب وصانعيه بالنيابة عن العالم الحر وعن كل من يحترم انسانيتة . من الطبيعي ان يعمل عدونا على مشروعه ولكن من الطبيعي اكثر ان نعمل على مقاومة هذا المشروع التسويات السياسية الممكنه قد يتم العمل عليها ولكن اذا اصر عدونا على الحرب لا خيار لنا الا الحرب ولن يكون خيارنا تسليم مفاتيح المدن لقطعان من العملاء غرقوا في وهم المجد الكاذب والدخول على متن دبابات اعداء الانسانية والحق