سياسة حافة الهاوية في حلب.. الى أين تتجه التطورات؟

سياسة حافة الهاوية في حلب.. الى أين تتجه التطورات؟

أخبار سورية

الاثنين، ٢ مايو ٢٠١٦

تقول مصادر سورية بأن روسيا ستعيد زخم التغطية الجوية إلى ما قبل قرار الانسحاب، ويبدو أن هذا قرار له من الدلائل السياسية والإعلامية أكثر من دلالته العسكرية، وهو ما استُبق بتصريحات روسية بعضها أشبه بالقرارات القاطعة، حيث قال نائب وزير الخارجية الروسية: لن نضغط على دمشق لوقف الأعمال القتالية في حلب، فالروس يدركون أو أنهم أدركوا بعد تجربة جنيف وحلب، أن الولايات المتحدة تريد الاستفادة  القصوى من استمرار استنزاف الجيش السوري، وأن الحلول السياسية التي لا تناسب مصالحها الأساسية وأهدافها من العدوان لن تمررها بسهولة ويسر على طاولة التفاوض، وهذا ما عبّر عنه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، حين قال إن "الطبع يغلب التطبع"، في إشارة إلى السلوك الأمريكي، حيث إنها سياسة  بلا عهود ولا مواثيق وانتهازية للدرجة القصوى.
بعد الزيارة  التي سيقوم بها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اليوم إلى جنيف، وهي الزيارة ذات الهدف المعلن لتثبيت وقف اطلاق النار وشمول حلب فيه، تم الإعلان عن زيارة للمبعوث الأممي ستيفان ديمستورا إلى موسكو الثلاثاء لنفس الغاية، وستكون زيارة ديمستورا بعد لقائه كيري في جنيف، ومن الواضح أن ديمستورا سيحمل إلى موسكو التصور الأمريكي لشمول حلب في الهدنة. كما وتتوارد أنباء  من موسكو عن محادثات فاعلة لضم حلب إلى اتفاق وقف الأعمال القتالية. ومع الأخذ بعين الاعتبار التحرك التركي على الحدود السورية حيث تتحدث الأنباء عن حشود عسكرية غير مسبوقة مع نشر بطاريات صواريخ أمريكية بحجة حماية الأراضي التركية من كاتيوشا داعش، فيما يقول اللواء الأمريكي "بيتر جيرستين" إنها لدعم "المعارضة المعتدلة للسيطرة على الرقة"، فيما يستنتج وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو أن "المنطقة الآمنة" بوجود هذه الصواريخ ستصبح أمراً واقعاً، كل هذا يعني التصوير العملي لسياسة حافة الهاوية.
إن عويل النادبات ونحيب المستأجرات الذي تمارسه قنوات الفجور النفطي والصحافة النفطية، يقنع الكثير من الحاضرين بأنها هي الثكلى، فيما هي مجرد مستأجرة للمناسبة، فديكور سياسة حافة الهاوية في حلب يتطلب عويلاً ونحيباً، ولكننا لم نرَ ذلك النحيب يوم قام الإرهاب بسرقة المصانع الحلبية لصالح إردوغان، وحين تم سؤال "المعارض" عمر كوش عن الأمر قال" نقلناها إلى تركيا حمايةَ لها من قصف طائرات النظام". ولا أدري كم سيكون من السخيف تفنيد مثل هذا الهراء. كما لم نره  حين قام الإرهاب بقصف الأحياء الآمنة والمدارس والمساجد والمعاهد والمستشفيات، بالصواريخ والقذائف التي ترسلها الدول التابع لها ذلك الإعلام. أليس من المستهجن- المستهجن بالنسبة للإنسانيين أقصد وليس للاإنسانيين أمثالنا- أن يدعو ما يُسمى بـ"رئيس الائتلاف السوري" أنس العبدة كل  المقاتلين للتوجه إلى حلب، فيما يقطع الجميع بأن من يتواجد في حلب هو جبهة النصرة، ومن المفترض أن النصرة مصنفة دولياً بالإرهاب، والدعوة لنصرتها في العرف القانوني هي أيضاً إرهاب، ولكن بالنسبة للولايات المتحدة و"إسرائيل" المهم هو قتال الجيش السوري بغض النظر عن ماهيته، فهذا أمر قابل للاستدراك لاحقاً. وأما بالنسبة للباكين على أسوار حلب النادبين من مثقفين وجماهير، المهم أن "النظام" يقتل شعبه بغض النظر عن ماهية هذا الشعب، داعش كان أو النصرة، شيشانيا أو بلجيكيا، وهذه أيضاً قضية قابلة للاستدراك بعد رحيل النظام، يتجنسون أو يفنون بعضهم بعضا ومن غلب حَكم.
إن ما يجري في حلب هو استمرار للعدوان على سوريا، وما يتم الآن من سياسة حافة الهاوية هو  لترسيم حدودٍ أمنيةٍ بالنار، بهدف ترسيخ حدود سياسية لاحقاً، وهو الهدف الرئيسي للعدوان، حيث التقسيم  على أسس طائفية ومذهبية وعرقية. وفيما يستمر هذا السعار الإعلامي كما يستمر نزيف الدم، واستناداً إلى مفهوم الدولة السورية عن  الحل السياسي، ومفهومها عن ماهية الدولة وحدود الوطن، نستطيع الجزم بأن هذا العدوان مهما أوتي من أدوات الاستمرار، مصيره الانزواء في صفحة معتمة من صفحات  التاريخ، وأن اللحظة المؤاتية لبدء معركة تحرير حلب آتية لا ريب فيها، ولن تكون  نهاية عام 2016 كبدايته.
شاهد نيوز