معركة حلب الكبرى: الجيش يبدأ تغيير خارطة السيطرة شمالاً

معركة حلب الكبرى: الجيش يبدأ تغيير خارطة السيطرة شمالاً

أخبار سورية

الثلاثاء، ٢ فبراير ٢٠١٦

بدأ الجيش السوري عملية تغيير خارطة السيطرة الميدانية في ريف حلب الشمالي حيث وضع على رأس سلم أهدافه فك الحصار عن قريتي نبل والزهراء. ويأتي ذلك توازياً مع عمليات عسكرية واسعة يشنها الجيش في أرياف حلب الجنوبية والشرقية لتنضم الأجزاء الشمالية إلى العملية التي بات يصطلح تسميتها “معركة حلب الكبرى”.
وتمكن الجيش السوري مدعوماً بحزب الله وقوات إيرانية تابعة للواء “فاطميون” من إحراز تقدم كبير على جبهة باشكوي تزامناً مع تحقيقه سيطرة على مزارع قرية دوير الزيتون وقرية تل جبين شمال دوير الزيتون وايضاً سيطر على حردتنين وباشكوي ورتيان حيث باتت القوات على بعد 3 كلم فقط من بلدتي نبل والزهراء المحاصرتين، فيما تنحصر المعارك في الوقت الحالي في مزارع الملاح الهامة.

وبحسب المعلومات، بدأ الجيش عمليته هذه في وقتٍ مبكر من صباح يوم أمس الأثنين عبر قصفٍ تمهيدي واسع عبر سلاحي الصواريخ والمدفعية توازياً مع غارات شُنّت على مواقع المسلحين في المناطق، فيما شمل القصف المدفعي أرض الملاح ودير الزيتون وتلجبين على محور باشكوي التي مهّدت لقوات المشاة للسيطرة على قرية دور الزيتون و معامل تلجبين.

ودمر سلاح الجو في الجيش السوري آليات وتجمعات للمسلحين خلال عدة غارات مركزة تجاه مواقع المسلحين  في محيط تل جبين وحردتنين وتجاه خطوط امدادهم القادمة من عندان وحريتان ومنطقة معامل اسيا بريف حلب الشمالي.

ومع هذا التقدم استشعرت الفصائل المسلحة داخل مدينة حلب خطر الاتفاف عليها ومحاصرتها وفتحت اشتباكات واسعة داخل احياء البلدة القديمة داخل مدينة حلب في احياء العامرية وسيف الدولة. واطلقت المجموعات المسلحة وابل من قذائف الهاون على الاحياء التي يسيطر عليها الجيش السوري داخل المدينة حيث سقطت في حيي شارعي النيل وتشرين وفي محيط القصر البلدي وشارع المهلب ونقابة المهندسين والمتحف ما ادى الى مقتل 9 مدنيين، لكن التطور الأبرز كان إعلان “النفير العام” لدى سائر الجماعات المسلحة التي إنبرى أعضاؤها لدعم محاور القتال في الريف الشمالي.

وأكدت مصادر محلية أن 12 فصيلاً مسلحاً بينهم “جبهة النصرة” و”أحرار الشام” أعلنوا عبر مآذن المساجد في القرى التي لازالت تحت سيطرتهم “النفير العام” وتنادى هؤلاء للتوجه نحو المحاور، خاصةً بعد تهاوي بعضها أمام زحف جنود الجيش.

وأسفرت المعارك عن مقتل واصابة العشرات من عناصر المجموعات المسلحة عرف من بينهم المسؤول العسكري لـ “كتائب رجال الله” التابع لـ”فيلق الشام” المدعو “عمر قطيش” ونائبه “أبو حمزة الحلبي” على جبهة قرية تل جبين في ريف حلب الشمالي. وإعترفت المجموعات المسلحة بخسائرها البشرية على صفحاتها الالكترونية التابعة لها، من بينهم احمد حاتم عترو التابع لـ “جبهة النصرة” وعبد اللطيف أحمد عترو وعبد المنعم زيدان كما قتل أيضا أحد المسؤولين العسكريين في “جيش الشام” المدعو أبو صالح الديري” خلال الاشتباكات مع الجيش السوري في ذات المحور فضلاً عن إصابة أحد المسؤولين العسكريين في جبهة النصرة الملقب “أبو دجانة الشامي” بنيران الجيش السوري على جبهة قرية تل جبين في ريف حلب الشمالي.

يذكر أن الجيش السوري بدأ العام الماضي عمليات عسكرية لتشكيل الطوق حيث تمكنت من السيطرة على مساحات واسعة واتمام الطوق عدة ساعات قبل أن تتراجع إلى مواقع خلفية إثر هجوم عنيف من قبل الفصائل المسلحة التي تلقت حينها دعما كبيرة عبر تركيا.