البادية السورية | الجيش على أطراف القريتين.. والحربي يجبر داعش على استخدام الحمير

البادية السورية | الجيش على أطراف القريتين.. والحربي يجبر داعش على استخدام الحمير

أخبار سورية

الثلاثاء، ١ ديسمبر ٢٠١٥

محمود عبد اللطيف
عمليات مكثفة للجيش العربي السوري في محيط مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي، المعلومات تتحدث عن تقدم ملموس للجيش في المرحلة الأخيرة بالاستفادة من سيطرته على مهين وما بعدها من المناطق الزراعية والقرى الصغيرة نحو عمق البادية.
مصادر ميدانية أكدت لموقع عربي برس سيطرت الجيش على الأطراف الغربية لمدينة القريتين، التي تعد واحد من أهم النقاط الأساسية بالنسبة لتنظيم داعش على طرق الإمداد الرابطة بين مناطق تواجده في تدمر ومحيطها، مع بادية حمص وحماة باتجاه الرقة، وبحسب المصادر فإن خسائر التنظيم خلال الـ 24 ساعة الماضية على المستويين البشري والمادي كانت كبيرة، بعد هجوم واسع للجيش السوري من ثلاث محاور على المدينة.
ولفتت مصادر أهلية لموقع عربي برس إن التنظيم قام بنقل عدد من جرحاه إلى بلدة "السخنة" شرقي تدمر، فيما قام بدفن عدد من قتلاه شرقي المدينة، وذلك مع استمرار العملية الجوية للمروحيات الروسية مستهدفة خطوط دفاع التنظيم، فيما تواصل وحدات المشاة تقدمها باتجاه المدينة.
إلى ذلك، استمرت عمليات الجيش العربي السوري في محيط مدينة تدمر، وحقق الجيش تقدما جديدا في منطقة الدوة غربي تدمر، في حين كان قد سيطر خلال الأيام الماضية على عدد من النقاط الحاكمة والحيوية في الجهتين الجنوبية والجنوبية الغربية، وأهم هذه النقاط تمثل بالسيطرة على الجزء الأكبر من مرتفعات الهايل، التي تكشف كافة الطرق التي تؤدي إلى قلب مدينة تدمر، بما في ذلك الطرق الصحراوية القديمة.
التنظيم حاول التخفيف من ضغط الجيش السوري على جبهتي القريتين وتدمر من خلال محاولة التقدم شرقي حقل جبل شاعر النفطي، إلا أن وحدات الجيش المتمركزة في المنطقة تصدت للهجوم موقعة عددا من القتلى والجرحى في صفوف المهاجمين قبل انسحابهم مرة أخرى إلى عمق بادية حمص.
المعارك تشير إلى ان الهدف الأولي للجيش السوري من المعارك هو استعادة السيطرة على تدمر، وتشير المعلومات إلى أن المنجز العسكري السوري التراكمي في الآونة الأخيرة، يفضي إلى أن المعركة داخل تدمر لن تطول، إلا أن خطوط تنظيم داعش في محيطها هي المشكلة، إذ يكثف التنظيم من تحصيناته في محيط المدينة، فيما يزج بأعداد كبيرة من مقاتليه في المعارك الدائرة حالياً في محيط المدينة.
وتشير المصادر إلى حالة الفوضى التي يشهدها التنظيم داخل مدينة تدمر دفعته إلى إعدام عدد من مقاتليه الأفغانيين الفارين من المعارك، ونتيجة لحالة من الغضب التي سرت بين مجموعات داعش داخل المدينة، قام شرعيو داعش بادعاء إن من تم إعدامهم كان بسبب الخيانة والتواصل مع ما يسميهم التنظيم بـ "الصحوات" و "جبهة الجولاني" والمقصود هنا هو المليشيات غير المبايعة لتنظيم داعش إضافة إلى تنظيم "جبهة النصرة".
وفي سياق منفصل، أكدت مصادر أهلية لموقع عربي برس إن التنظيم بات يواجه مشكلة في نقل تجارته إلى مدينة الرقة بسبب كثافة العمليات الجوية على مدار الـ 24 ساعة المستهدفة لقوافل داعش التجارية، وكان التنظيم قد أعلن عن رفع قيمة نقل "صهريج النفط" أو اي سيارة أخرى من تدمر إلى الرقة إلى "400” دولار بعد أن كانت تقف عن الـ 150 دولار للنقلة الواحدة، إلا أن هذه الإغراءات لم تشد أي من مالكي الصهاريج وسيارات الشحن في المدينة.
ولفتت المصادر إلى أن التنظيم بات يواجه مشكلة كبيرة في وصول قوافل الإمداد من الرقة التي تهد معقله الأساسي في سوريا، أو من مناطق غربي دير الزور، ويعتمد في الآونة الاخيرة على نقل هذه الإمدادات ليلاً، وباستخدام عربات بدائية، وباستخدام قطعان المواشي للتمويه وذلك تجنبا للفت أنظار الطيران الحربي.
وأوضحت المصادر إن مسافة الـ 30 كم الفاصلة بين السخنة و تدمر، يقطعها عناصر التنظيم ليلاً، وبالاستفادة من أدلاء محليين يقومون بإرشاد عناصر التنظيم على المسير في "الوديان الطبيعية"، وهو سيناريو كان التنظيم قد استخدمه خلال الهجوم على مدينة الحسكة خلال الصيف الماضي، إذ اعتمد حينها على "الحمير" في نقل الإمداد إلى داخل المدينة، قبل أن تطرد وحدات الجيش السوري مجموعات التنظيم من النقاط التي تسللت إليها.
عربي برس