أي الطرق أقرب الى إدلب؟؟

أي الطرق أقرب الى إدلب؟؟

أخبار سورية

الأحد، ١٥ نوفمبر ٢٠١٥

عمر معربوني - بيروت برس -
بات واضحًا لمن يهمه الأمر أنّ الجيش السوري يمتلك زمام المبادرة، وأنّ الجماعات المسلحة دخلت مرحلة الإنهيار الإدراكي في الجبهات التي فعّل الجيش السوري عملياته فيها، وخصوصًا جبهة ريف حلب الجنوبي ما جعلها تنهار عسكريًا بشكل سريع سيؤثر على معنويات الجماعات المسلحة في باقي الجبهات.
إدلب وسراقب على رأس قائمة الإنتظار، وسيكون للوصول الى الفوعة وكفريا غربًا أهمية توازي الوصول الى سراقب من الناحيتين المعنوية والعسكرية.
1-    معنويًا، الوصول الى الفوعة وكَفَريا سيحرر الجيش السوري من مفاعيل الهدنة المعقودة، ويؤدي الى عودة العمليات في الزبداني وتحريرها بسرعة لإضافة نصر هام على لائحة انتصارات الجيش السوري.
2-    عسكريًا، إنّ التقدم باتجاه سراقب وحدها سيجعل وحدات الجيش السوري مكشوفة الجوانب ما يعرضها للكمائن والهجمات من الميمنة والميسرة، وهو ما سيفرض سلوك ثلاثة اتجاهات هجوم لاحقة.
أ‌-    استكمال الهجوم من جنوب الحاضر الى سراقب، انطلاقًا من محور بانص - رسم صهريج وصولًا الى كفرعميم شرقي سراقب مرورًا ببلدات عباد ومحارم والرصافة.
ب‌-    البدء بالتقدم من الإيكاردا غربًا نحو البوابيّة لشق ممرّ الى تفتناز ومن ثمّ الى طعوم وصولًا الى الفوعة، بالتوازي مع فتح رأس جسر للوحدات المتقدمة باتجاه جب كاس وتل حية غربًا، انطلاقًا من رسم العيس شرق طريق دمشق - حلب مرورًا ببلدتي ام عتبة والشيخ احمد على الطريق مباشرة.
ت‌-     رسم خطوط تماس مؤقتة مع بنش وسرمين وتثبيت نقاط الإرتكاز، وبذلك يكون الجيش السوري قد رسم قوس االتموضع النهائي لتحرير بنش وسرمين ووضع ادلب بين فكي كماشة من الشمال وليس من الجنوب.
هذا الشكل من التقدم سيعتمد على نمط فتح الممرات وتأمين هوامش حماية وحركة للقوات المتقدمة عبرها، وسيشتت الجهد الناري والبشري للجماعات المسلحة اذا ما اخذنا بعين الإعتبار أنّ الكثافة النارية ستكون العنوان الأبرز الذي يسبق تقدم وحدات الجيش السوري، بالتأكيد بعد الإنتهاء من تنفيذ بنك الأهداف الخاص بغرف العمليات ومستودعات الأسلحة ونقاط التجمع.
هذا الشكل من العمليات سيجبر الجماعات المتمركزة في جبل الزاوية ومعرة النعمان على ارسال الدعم على محاور تقدم الجيش السوري المذكورة اعلاه، ما سيخفف الضغط عن جبهة ريف حماه الشمالي التي استطاعت الجماعات المسلحة منذ اكثر من اسبوع ان تستعيد السيطرة على مدينة مورك وقرى سكيك وعطشان فيها، وتبدأ بعملية ضغط على بلدتي معان وصوران على مشارف مدينة حماه.
بموازاة المعركة المتوقعة في محيط ادلب، فإنّ معركة كبيرة ستحصل في ريف حماه الشمالي سيكون لنتائجها الكلمة الفصل في مصير الجماعات المسلحة في ريفي حماه الشمالي وادلب.
اتجاه هجوم آخر اصبحت معالمه واضحة استنادًا الى العمليات الجارية في محيط جب الأحمر وتلة الفرك، والتي بانتهائها قريبًا سيصبح تقدم الجيش السوري الى السرمانية وجسر الشغور سريعًا وصاعقًا، والتقدم الى جسر الشغور بعد السيطرة على السرمانية والتلال الغربية المشرفة على سهل الغاب سيمنح الجيش السوري السيطرة بالنظر والنار ويحمي تقدمه في بلدات سهل الغاب، والتي ستلجأ الى نمط تثبيت الوحدات والبدء بالمدافعة وتحشيد جزء آخر من هذه الوحدات في محور قلعة المضيق للضغط عبر عمليات هجومية على محور كفر نبودة الهبيط، الذي سيكون له أهمية كبرى في الإلتفاف نحو الشرق مع إمكانية وضع الجماعات المسلّحة المتمركزة في ريف حماه الشمالي داخل الطوق.
أما لماذا سيكون التقدم الى ادلب من جبهة حلب، فالمسألة مرتبطة بطبيعة التضاريس والأرض المفتوحة والإندفاع من أعلى الى أدنى، مع إمكانية وضع عدد كبير من المدرعات في الحركة لتحقيق عاملي الصدمة والنار، إضافةً الى أنّ التقدم الى ادلب من جهة سهل الغاب فأريحا يتصف بالوعورة وسيؤخر اندفاع الوحدات ويجبرها على التقدم في ممرات اجبارية يمكن ان تعرضها للكمائن والهجمات من الخواصر.
قد يبدو للبعض مدى تعقيد هذه العمليات وصعوبتها وشموليتها، إلّا أنها باتت كمتغيّرات ميدانية بحكم الحاصلة اذا ما راقبنا خارطة مسير وحدات الجيش السوري بشكل دقيق، مع الأخذ بعين الإعتبار أنّ ما تم ذكره هو مجرد توقع للسيناريو الأكثر واقعية الذي يلجأ اليه أي جيش يعمل على الأرض التي تم ذكر محاورها. كما أنّ معرفة الجماعات المسلحة او عدمها بالخطة الشاملة للجيش السوري لن يؤخر تنفيذ هذه العمليات، لامتلاك الجيش السوري عناصر المبادرة والكثافة النارية والتفوق الجوي وعوامل اخرى ترتبط بالروح المعنوية العالية للجيش والقوات الرديفة له بنتيجة انتصارات ريف حلب الجنوبي الشرقي والغربي، واستعادة السيطرة على مطار كويرس وتشكل معالم انتصارات في اكثر من جبهة بما فيها الغوطة الشرقية لدمشق، حيث سيكون للسيطرة على منطقة مرج السلطان نتائج ايجابية لمصلحة الجيش السوري.