الجولاني صندوق بريد لإيصال الرسائل التركية ـ السعودية..كيف ستكون ردة فعل موسكو؟

الجولاني صندوق بريد لإيصال الرسائل التركية ـ السعودية..كيف ستكون ردة فعل موسكو؟

أخبار سورية

الثلاثاء، ١٣ أكتوبر ٢٠١٥

تحت وطأة الجحيم الروسي المصبوب على رؤوس الجماعات الإرهابية ومنها جبهة النصرة، تحول عناصر تلك الجبهة إلى قط محشور في الزاوية، قائد النصرة أبو محمد الجولاني أراد أن يوصل رسالةً إلى موسكو على ما يبدو أنها أمريكية وخليجية المنشأ، بحيث تحول الجولاني إلى مجرد صندوق بريد!.

فقد دعا الجولاني إلى شن هجمات في روسيا، من خلال تسجيل صوتي نشر ليل أمس، رداً على تدخلها العسكري الجوي في سوريا، مناشداً المقاتلين في بلاد القوقاز مساندة السوريين، قائلاً: «إذا قتل الجيش الروسي من عامة أهل الشام، فاقتلوا من عامتهم وإن قتلوا من جنودنا فاقتلوا من جنودهم»، مضيفاً: «المثل بالمثل، ولا نعتدي». بحسب مزاعمه!.

الرسالة مفادها أن الرؤوس "الروسية" الشقراء باتت تثير لعاب الإرهابيين، وقد تشهد الفترة القادمة عمليات إرهابية انتحارية في الداخل الروسي، باعتبار تلك الجماعات عاجزة عن الوصول إلى الجنود والطيارين الروس المتواجدين في سوريا حالياً، اللهم إلا إن تم تزويد النصرة بصواريخ مضادة للطائرات وهي بطبيعة الحال ستكون أمريكية، أو من أجل السخرية قد تلجأ واشنطن إلى تزويد هؤلاء بصواريخ روسية مضادة للطيران ضد الطائرات الروسية، ولذلك قيمة معنوية في الحرب السياسية.

بالعودة إلى كلمة الجولاني يظهر أن هدفها تخويف موسكو وثنيها عن مشاركتها في الحرب ضد الإرهاب بالطريقة التي تقوم بها الآن، الأمريكي محقون لأن الروسي لم ينخرط في حلف عالمي يقوده العم سام، ولأن موسكو شكلّت حلفها الخاص بها والذي حقق نتائجَ في مدة زمنية قياسية مقارنةً بمضي عام ونصف على بدء طيران التحالف الدولي لغاراته على داعش في كل من سوريا والعراق.

الروس يدرجون الجبهة على لائحة التنظيمات الإرهابية، الأمريكيون كذلك لكن على مضض، لا سيما وأن معتدلي "واشنطن" كمعاذ الخطيب وميشيل كيلو زعما أن النصرة جزء من نسيج المجتمع السوري وما أسموها بـ "الثورة" حيث رفضا وقتها إدراج النصرة على لائحة التنظيمات الإرهابية، واشنطن استجابت لتلك الدعوات، هي لم تحذف الجبهة من لائحة الإرهاب، لكنها عمدت إلى غض الطرف عنها، وأبقت تركيزها على داعش فقط، أما الروس فليسوا كذلك.

يُضاف إلى ما سبق وجود دعم تركي واضح للنصرة، لا سيما وأن المناطق الحدودية مع تركيا تسيطر عليها تلك الجبهة كما نُشرت العديد من التقارير الإعلامية التي تشير إلى هروب أعداد كبيرة من عناصر النصرة مؤخراً نحو الأراضي التركية، فضلاً عن تقارير سابقة تحدثت عن وجود مكاتب للنصرة ترفع أعلامها السوداء في مدينة إسطنبول!.

إذاً فإن وقوع أي عمليات إرهابية تستهدف المصالح الروسية في الداخل الروسي أو في الخارج، ستكون بمثابة الوقود المصبوب على النار المشتعلة، بمعنى أنه سيدفع الروس إلى تكثيف مشاركتهم الحربية، وقد تصل ردة الفعل الروسية إلى توجيه رسائل قاسية لكل من النظامين التركي والسعودي الداعمين لتلك الجبهة.