لماذا الرستن ؟

لماذا الرستن ؟

أخبار سورية

الجمعة، ٩ أكتوبر ٢٠١٥

 نقلت وسائل إعلام روسية، خبراً مفاده أن الجيش السوري يستعد لعملية برّية في منطقة الرستن وتلبيسة شمال محافظة حمص، في حين ألقت طائرات سورية قبل ايام مناشير دعت فيها المدنيين في الرستن إلى مغادرة المدينة قبل بدء المعركة، وكان أحد القادة العسكريين السوريين أعلن الأسبوع الماضي أن الجيش السوري يتحضر لمعركة برية جنوب حماة، أي المنطقة التي تشكل إمتداداً لشمال حمص (الرستن وتلبيسة)، والتي تصل إلى محاور شمال شرق حمص.

وتعتبر ناحية الرستن الناحية الوحيدة في محافظة حمص التي لا تزال تحت سيطرة الميليشيات المسلحة منذ إندلاع الأحداث السورية، في حين سقطت ناحية تدمر بيد "داعش" قبل أشهر قليلة، وتشير المعلومات إلى أن الرستن وتلبيسة وريفهما يضمّان نحو 15 ألف مسلح.

كما تعتبر المنطقة الممتدة من شمال حمص إلى جنوب حماة، خطاً بالغ الأهمية في أي معركة في الشمال السوري، كما أن السيطرة عليها من قبل الجيش السوري يُحقق بعض الأهداف التكتيكية أيضاً، إذ أنه يزيل الضغط عن مدينة حمص، ويوقف إطلاق الصواريخ عليها المستمر منذ أشهر، ويساهم بتوسيع رقعة سيطرة الجيش السوري على إحدى أهم محافظات المنطقة الوسطى.

أما في ما يتعلّق بالخط الذي تؤمنه السيطرة على تلك المنقطة، فيجب الإشارة أولاً إلى أن الجيش السوري يعتمد حتى اليوم طريق السلمية ـ أثريا ـ خناصر ليصل إلى مدينة حلب، وهو الطريق الصحراوي طويل جداً، الا ان السيطرة على شمال حمص يؤمن طريق مباشر من مدينة حمص الى حماة وصولاً إلى جنوب حلب. في حين تؤمن السيطرة على ناحية الرستن الاوتوستراد الدولي بين حمص وحماة، الأمر الذي يجنّب الجيش السوري إعتماد طريق الإمدادات الطويل جداً بإتجاه حماة والذي يمرّ بغرب حمص ومن ثم بمدينة مصياف جنوب غرب حماة.

كلّ ذلك يؤدي إلى تأمين طرق إمداد بإتجاه حماة وتالياً ريف إدلب وسهل الغاب، إذ إن الطريق من دمشق إلى إدلب تصبح مفتوحة من دون عوائق، ومما ينهي تشتت الجيش السوري بين الجبهات، ويمهد لإطلاق العملية العسكرية في إدلب وربما في حلب.