بعد فشله في القلمون والغوطة عيون داعش على وادي بردى

بعد فشله في القلمون والغوطة عيون داعش على وادي بردى

أخبار سورية

الجمعة، ٤ سبتمبر ٢٠١٥

وسام الطير
صراعات كبرى يشهدها الريف الدمشقي انطلاقاً من الغوطة الشرقية التي لا يخفى على أحد حجم الخلافات التي وصلت إلى مواجهات كبرى كالتي حصلت في الرابع من كانون الثاني بين جيش الإسلام وجيش الأمة وانتهت بغلبة جيش الإسلام وأسر 2500 مسلحاً أودعوا في سجن التوبة بينهم أبو صبحي طه متزعم جيش الأمة وأبو علي خبيّة متزعم لواء شهداء دوما والذي أصدر زهران علوش قراراً بإعدامه مع أربعة من مقاتليه الذين كان يعتمد عليهم في قيادة فصيله أما حديث الصراعات فكانت في مدينة الضمير التي اعتقل لواء أحرار الشام 50 مسلحاً لزهران علوش بعد معارك استمرت لـ 48 ساعة كانت نتيجتها تطهير المدينة من جيش الإسلام حسب وصف أحد مقاتلي الضمير التي حاول علوش فيما بعد استعادتها لكنه فشل في ذلك وبدأ يوزع مقاتليه بين الضمير لمنع تمدد خصومه إلى عمق الغوطة وإلى مشارف سقبا وحرستا لمراقبة حركة خصومه الذين بات لا يأمن طرفهم بعد أن اعتقلوا 10 من مسلحيه مطلع الشهر السابق وتفجير عدة عبوات ناسفة في سيارات قادة مجموعاته بل حتى اغتيال عدد منهم بواسطة كواتم صوت منهم من أعلن عن مقتلهم ومنهم لم يعلن عنه كأبو أحمد الصيراتي وأبو عمر سلمان أحد مساعدي علوش في مجلسه العسكري .
داعش سعى جاهداً خلال العام والستة أشهر السابقة على تثبيت ‫#‏موطـئ‬ قدم له لتهديد العاصمة دمشق وبدأ بانشاء "جيش ولاية دمشق" وقد تركزت محاولاته في الريف الدمشقي على النحو التالي :
المرحلة الأولى : استطاع التنظيم ضم عدد من الشبان له في الغوطة الشرقية انطلاقاً من بلدة سقبا وبدأ المبشرون يحاولون كسب وضم عدداً من المقاتلين سراً حتى وصل عدد مقاتليه لـ 300 مقاتلاً توزعت بين سقبا وعربين وكفر بطنا وصولاً إلى النشابية ومزارعها حتى سقطت قرية ميدعا بالكامل بيد التنظيم وبدأت قرى على وشك السقوط في الشيفونية والأشعري و ميدعا ومرج السلطان ولكن زيادة عدد المقاتلين ومبايعة أبو بكر البغدادي خليفةً وصلت معلوماتها إلى القيادة الموحدة في الغوطة الشرقية بقيادة علوش الذي بدأ حرباً لتسعة أيام أعلن بعدها بأن الغوطة الشرقية خالية من تنظيم الدولة الإسلامية .
المرحلة الثانية : بعد فشل تنظيم الدولة الإسلامية في فرض نفسه ضمن معادلات توازن القوى في الغوطة الشرقية أمر عناصره في الغوطة الشرقية بالإنسحاب والتوجه نحو القلمون الشرقي بالتزامن مع بدء نشر الدعوة في ريف القنيطرة من العدنانية إلى القحطانية وصولاً إلى رسم شولي حيث حصل تحالف فصائل جيش الإسلام و جيش اليرموك و "جبهة النصرة و الجيش الأول و فرقة أحرار نوى و حركة أحرار الشام الإسلامية وأعلنت الحرب ضد "جيش الجهاد وكانت النتيجة مع نهاية الشهر الخامس من العام الجاري حيث تم الإعلان عن القضاء على مجموعات تنظيم الدولة في القحطانية آخر نقاط التنظيم في ريف القنيطرة بالتزامن مع معارك جبال القلمون التي انتهت بتشتت التنظيم بين جبال القلمون والأراضي اللبنانية حيث بدأ حزب الله والجيش اللبناني بملاحقته في الطرف اللبناني ووقف تمدده .
المرحلة الثالثة : لجأ التنظيم إلى إغراء المسلحين في يلدا وببيلا وبيت سحم ومخيم اليرموك والقدم ودعمهم مالياً حيث أعلنت عدة مجموعات انشقاقها عن الجيش الحر وجبهة النصرة ومبايعة التنظيم في تلك البلدات ومالبث التنظيم أن امتد إلى مخيم اليرموك واندلعت اشتباكات في الرابع عشر من شهر نيسان السابق انتهت بوقف جماح التنظيم مع انطلاق معارك بين جيش الإسلام والتنظيم في يلدا وببيلا وبيت سحم انتهت بطرد مسلحي التنظيم من تلك البلدات وبدأ التنظيم في إعادة تجميع قواه في الحجر الأسود وأجزاء من مخيم اليرموك ليعلن معركة منذ أيام في حي القدم انتهت ببسط سيطرته على عدة نقاط في العسالي قُدرت بنصف مساحة الحي حيث أن الحي يقع على أطراف الحجر الأسود المعقل الأساسي للتنظيم جنوب العاصمة دمشق في حين اندلعت اشتباكات بين التنظيم ولواء أبابيل حوران على أطراف التضامن ومازالت مستمرة وحصيلتها الغير نهائية مقتل 25 مسلحاً من الطرفين عدا عن الإصابات التي قدرت بالعشرات .
داعش إذاً يبحث اليوم عن موضع قدم آمن له في محيط العاصمة حيث أفادت مصادر خاصة لدمشق الآن بأنه تم إعفاء علاء زاهدة من قيادة التنظيم في وادي بردى وتم تعيين أبو عبد الهادي أردني الجنسية بدلاً عنه وحسب المصادر بأنه صدرت أوامر لمسلحي التنظيم ‫#‏المتشتتين‬ في القلمون ‫#‏والغوطتين‬ الغربية والشرقية بالهجرة إلى وادي بردى لتشكيل قوة جديدة للتنظيم في محيط العاصمة دمشق ويأتي هذا مع إمكانية إعلان جبهة النصرة في وادي بردى بيعتها للتنظيم وهذا ما سيعطي زخماً بالعدد لمسلحي داعش الذي يبدو بأن منبع مياه عين الفيجة سيكون الهدف الأول له بعد رص صفوفه ووصول العدد الكافي من مقاتليه للقضاء على مناوئيه في المنطقة وهذا من شأنه بأن ينهي المصالحة الوطنية في وادي بردى بالكامل وسيكون له نتائج كارثية في حال عدم تحرك المجموعات المسلحة في وادي بردى لمواجهة التنظيم قبل أن تقوى شوكته وأيضاً الجيش السوري يراقب عن كثب المنطقة التي لابد من عملية عسكرية تنطلق من الزبداني بعد تحريرها إلى وادي بردى لبسط السيطرة على قرى الوادي وكسر شوكة التنظيم في القرى المذكورة حيث أن هذه المنطقة بما تحويه من خزان مائي هائل لإرواء العاصمة دمشق يتطلب وضع خطط سريعة لتأمين المنطقة من خطر قد لايبدو بعيداً إذا سارت الأمور بما تشتهيه سفن داعش .
دمشق الان