خلافات "الأحرار" أسقطت هدنة الزبداني.. والجيش يوسع عملياته لتشمل سهل مضايا

خلافات "الأحرار" أسقطت هدنة الزبداني.. والجيش يوسع عملياته لتشمل سهل مضايا

أخبار سورية

السبت، ٢٩ أغسطس ٢٠١٥

انهيار هدنة الزبداني كان نتيجة طبيعية لخلافات كبيرة بين قيادات ميليشيا أحرار الشام وبقية الميليشيات خاصة لواء شهداء الحق من جهة، وخلافات بين القيادة المركزية لأحرار الشام مع قائد الميليشيا في الزبداني.

المعلومات تؤكد إن قيادة أحرار الشام مصرة على إخراج مسلحيها من الزبداني لوجود شخصيات مهمة يجب أن تخرج بآمان في حين أن زيتون طالب بخروج الجرحى ومن بينهم هذه الشخصيات مقابل دعمه لاستعادة ما خسره في الزبداني من خلال وقف العملية العسكرية في المدينة من خلال اتفاق سياسي، ليتمكن من إعادة هيكلة قوته مستفيدا من تجربة الهدن السابقة في الزبداني.

القوات السورية رفضت بقاء أي مسلح في الزبداني، ومع رفض زيتون الخروج من المدينة كان على أحرار الشام إعادة الضغط لاقتناع بعض الشخصيات ضمن ما يعرف بالمجلس العسكري للأحرار، برأي زيتون وضرورة الحفاظ على ثغرة في حدود مع لبنان.

المصدر أكد أن زيتون طلب أول الأمر خروجه إلى منطقة يكون أميرها ولعدم توافر إمكانية منحه أي منطقة في الشمال خشية من انهيار ميليشيا الفتح، خاصو وإن زيتون غير مرغوب به في الشمال من قبل جبهة النصرة، لذا تحول زيتون نحو خيار البقاء في الزبداني خلال هدنة طويلة الأمد، ليحافظ على أحلامه بإنشاء (إمارة إسلامية) في الغوطة الغربية، تنافس إمارة زهران علوش في دوما بالغوطة الشرقية.

وكنتيجة لسقوط الهدنة، نتيجة لعدم الاتفاق بين ميليشيا أحرار الشام داخلياً، على ما سيتم طرحه على الحكومة السورية في مقابل خروج المسلحين من الزبداني، عملت القيادة المركزية  للميليشيا على إعادة استهداف قريتي الفوعة وكفريا بمقذوفات مدفعي الهاون وجهنم، خاصة وإن الأخير ذو قدرة تدميرية أوسع نتجة لكبر مقذوفه، والهدف من ذلك هو التعمية الإعلامية على الخلاف الداخلي ضمن صفوف الميليشيا، والبحث عن إيجاد مزيد من (الإبتزاز الإنساني) للحكومة السورية من خلال تهديد حياة المدنيين، إلا أن الرد السوري جاء بتوسيع العمليات في منطقة الزبداني لتشمل سهل مضايا، حيث يتواجد الثقل الداعم لميليشيا الأحرار داخل المساحة التي يطبق فيها الجيش الحصار على أبو عدنان زيتون وبقية الميليشيات.

وترجح المصادر أن تقوم الميليشيات غير المنصاعة لأوامر زيتون بالذهاب نحو تنفيذ عملية انسحاب من المدينة إلى مناطق أخرى، خشية من المصير المحتوم أمام العملية العسكرية، خاصة وإن مليشيا (شهداء الحق) المنشقة عن سلطة زيتون لم تعد أي سبب للقتال إلى جانبه في الزبداني، وإنما تقاتل لحفظ نفسها من الهلاك، مع استمرارية البحث عن مخرج، في حين إن المجلس المحلي الذي شكله زيتون في وقت سابق ضمن سلسلة من المجالس التي أرست قواعد سلطته في الزبداني، يبحث عن "أي حل"، وذلك ما أكده المجلس في بيان صدر عقب انهيار الهدنة الأولى في الـ 15 من الشهر الجاري.

مصادر خاصة أكدت سيطرة الجيش العربي السوري بالتعاون مع المقاومة على كتل أبنية خلال عملية عسكرية سريعة، جنوب الزبداني مع استمرار التقدم في المدينة نفسها، الأمر الذي أربك حسابات الميليشيات المسلحة، كما قللت المصادر من احتمال تعمد الميليشيات لقطع المياه من نبع (عين الفيجة) ضمن ما يسمى (نصرة الزبداني)، فالواقع يؤكد إن فشل الاتفاق في الزبدان يريح الميليشيات في المناطق القريبة، بحيث إن العملية العسكرية السورية ستكون بعيدة عن مناطقهم.

ولم تغب عمليات الرد السوري عن الساحة الشمالية، إذ استهدف الطيران السوري المحلق على ارتفاعات منخفضة نسبياً بسبب تشكل الغيوم الأمر الذي يعيق الرؤية في الارتفاعات العالية، واستهدفت عمليات الجيش تجمعات ميليشيا جيش الفتح في محيط مزارع الصواغية الملاصقة لقرية الفوعة، كما استهدف مقرات الميليشيات في مدينة بنش الي تعد المنطلق الأساسي لميليشيا الفتح في هجومها على كفريا والفوعة.