عمليات إدلب نحو التصعيد.. ماذا يحدث في الريف؟

عمليات إدلب نحو التصعيد.. ماذا يحدث في الريف؟

أخبار سورية

الثلاثاء، ٤ أغسطس ٢٠١٥

لا تزال مختلف مناطق ريف ادلب مسرحاً للعمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش السوري واللجان المساندة له انطلاقاً من القرى والبلدات الفاصلة بين ريف جسر الشغور وسهل الغاب في محافظة حماه والتي عادت فيها الأحداث إلى الواجهة بعد فشل "جيش الفتح" في معركته على قريتي الفوعة وكفرية المحاصرتين وسحب جميع أرتاله التي توجهت إلى مناطق سهل الغاب، والتي كانت تتحضر القوات السورية فيها لبدء الهجوم المعاكس منذ انكفائها عن تلك المنطقة قبل شهرين.
تنظيمات "جيش الفتح" التكفيرية بقيادة "جبهة النصرة" الإرهابية حاولت استباق العمليات العسكرية للقوات السورية فنجحت خلال فترة قصيرة منذ خمسة أيام بالسيطرة على عدد من القرى الواقعة على الحدود الإدارية بين محافظتي ادلب وحماه، من بينها تل أعور وتل واسط وخطاب والزيارة وزيزون.
قبل أن تشن القوات السورية هجومها المعاكس والذي أسفر خلال يومه الأول عن استعادة قسم كبير من تلك النقاط أبرزها المحطة الحرارية في زيزون بالإضافة للقرية وقرى أخرى مجاورة وعدد من التلال الحاكمة وتابعت طريقها لتشن هجوماً من محورين تل حمكة وقرية فريكة الاستراتيجية المهمة.
معارك طاحنة عاشتها المنطقة أمس مكنت الجيش السوري من تحقيق المزيد من التقدم في القرى والبلدات الواقعة شرقي جسر الشغور بالإضافة لسيطرتها على تل حمكة والسيطرة النارية على قرية فريكة الاستراتيجية، وفق ما أشار أحد المصادر الميدانية المشاركة في عمليات الجيش السوري في المنطقة في اتصال هاتفي مع وكالة أنباء "آسيا"، مؤكداً أن القوات السورية تصدت لهجوم عنيف بعد منتصف ليل أمس حاولت خلاله المجموعات التكفيرية المسلحة إيقاف تقدم القوات السورية باتجاه فريكة بالإضافة لهجومين آخرين باتجاه قريتي البحصة والمنصورة.
وباءت جميع تلك المحاولات بالفشل بحسب المصدر الذي أشار إلى أن سقوط بلدة فريكة مسألة وقت، في حين أكد وجود تقدم كبير على محور السرمانية وسط صعوبة بالغة في الاتصالات باستثناء الخطوط التركية التي تعتمد عليها التنظيمات التكفيرية.
الهجوم السوري أربك نلك التنظيمات التي وجهت العديد من النداءات لطلب مؤازرات للتوجه على الفور إلى مناطق الاشتباك، وتولى سلاح الجو السوري استهداف عدد كبير منها حيث شوهدت النيران تتصاعد من عدد من المواقع داخل مدينتي أريحا وادلب وفي عدد من قرى جبل الزاوية، فيما وجهت صفحات "التنسيقيات" التابعة للتكفيريين على مواقع التواصل الاجتماعي نداءات للتبرع بالدم وأخرى تدعو لفتح جبهات حلب لتخفيف الضغط عن مناطق الاشتباك.
مصادر من داخل مناطق سيطرة التنظيمات التكفيرية أشارت في اتصال هاتفي مع "آسيا" إلى أن عدد من قادة "جبهة النصرة" غادروا مدينة جسر الشغور باتجاه ادلب برفقة عائلاتهم من بينهم المدعو "عبد الله المحيسني" أحد قادة النصرة والذي كان قد ظهر قبل يومين في شريط فيديو من داخل محطة زيزون الحرارية متوعداً بالوصول إلى الساحل السوري.
وبالتوازي مع ذلك سقط عدد من صواريخ الغراد على مواقع سكنية داخل بلدتي كفريا والفوعة ما أدى إلى اصابات في صفوف المدنيين قامت على اثرها مدفعية الجيش السوري بالرد على مصادر تلك النيران.
وفي سياق متصل أفاد بعض المواطنين عن انفجار عنيف هز أحد المواقع القريبة من قرية حارم ناجم عن سيارة مفخخة استهدفت اجتماعاً لعدد من قادة الفصائل التكفيرية المسلحة، ما أدى لمقتل عشرة منهم على الاقل وجرح آخرين بينهم قياديون، فيما أشارت المصادر إلى وقوع اشتباكات عنيفة في قرية سلقين على الحدود التركية بين مجموعتين مسلحتين لم تعرف أسبابها.
وأشارت مصادر القوات السورية إلى أن التقهقر السريع في صفوف "النصرة" وحلفائها والخسائر الكبيرة التي تلقوها من شأنه أن يساعد في إنجاز المرحلة الأولى من العملية الواسعة التي تعد لها القوات السورية في المنطقة.
حيث رجحت المصادر أن تشهد مدينة جسر الشغور أعنف تلك المعارك خلال الساعات والأيام القليلة المقبلة بعد أن باتت القوات السورية على مشارف المدينة.