«أوامر عليا» أوقفت النزف.. «الحلفاء» يُقاتلون في سهل الغاب!

«أوامر عليا» أوقفت النزف.. «الحلفاء» يُقاتلون في سهل الغاب!

أخبار سورية

السبت، ١ أغسطس ٢٠١٥

إنحصر تراجع الجيش السوري في منطقة سهل الغاب بريف حماة الغربي. الجيش الذي أعاد ترتيب أوراقه إنتقل من مرحلة الإنكفاء إلى إستعادة زمام المبادة بعد إشارة “غضب” أتت من جهاتٍ عليا في القيادة العسكرية السورية.
الجهات هذه التي صُعقت من سيناريو النزف الحاد في صفوف للجيش السوري على جبهات ريف إدلب الغربي وسقوط التلال الحاكمة الفاصلة مع سهل الغاب من المقلب الشرقي من ريف جسر الشغور، رمت بغضبها على القادة العسكريين الميدانيين مطالبة بـ “تفسيرات وإيضاحات” حول أسباب التراجع، خاصةً وانها تفتح خطوط الإمداد من الساحل السوري إلى القوات المرابطة في سهل الغاب بشكلٍ كامل، وبالتالي، سقوط التلال الحاكمة بالشكل الذي ظهر فيه “أمر مرفوض” خاصةً وأنها هذا التراجع لا يُعد الأول!.
تغييرات طرأت بعد ما حصل أخيراً على الجسم القيادي العسكري الميداني على تلك الجبهات. تغييرات دُعّمت بمؤازرات عسكرية ضخمة أرسلت من قوات النخبة في الجيش السوري إلى سهل الغاب من مناطق الساحل السوري مدعومةً بأفواج من “قوات الدفاع الوطني” فيما وصلت أخرى من قوات التدخل التخوبية في حزب الله إلى المنطقة وبشكلٍ علني مطعّمة بمقاتلين سوريين من ما يسمى “قوات الرضا” و “الوعد الصادق” المدربين على أيدي المقاومة من أجل المؤازرة في عمليات القتال. التغييرات هذه التي إمتدت على مسافة أيام، أتت بشكلٍ سريع بعد النزف الذي حصل في التلال الحاكمة شرقي المنطقة، ما سمح بفتح ثغرات مكّنت المسلحين من إحتلال قرى يعتبر وصول هؤلاء اليها “خط أحمر”، ما فرض تحركاً على حلفاء سوريا لصد الثغرات.
العمليات التي بدأت فور تجميع القوات بعيداً عن التلال التي سيطر عليها مسلحي “القاعدة” رُفعت وتيرتها في الساعات القادمة، حيث تمكنت وحدات الجيش السوري والمقاومة عبر عمليات هجوم واسعة من أحكام السيطرة اولاً على مجموعة قرى تقع في شرقي سهل الغاب هي المنصورة وخربة الناقوس مضافاً إليها السيطرة على “منطقة صوامع الحبوب” القريبة من بلدة “المنصورة” ما مكّن القوات من توفير خطوط مؤازرة لقوات أخرى بدأت العبور نحو “تل خزرم” الذي يفصل بلدة القاهرة والمنصورة.
العمليات التي تتم عبر ضغطٍ ناري يستهدف التلال الشرقية بهدف شلّ قدرت المسلحين عليها وإخراجها عسكرياً من المعركة، تأتي بظل إسنادٍ ناري كثيف بدأه الجيش نحو قرية “القاهرة” الاستراتيجية من أجل العبور نحوها وإخراج هذه الورقة من ايدي المسلجين.
توازياً مع ذلك، بدأ الجيش السوري والحلفاء معركة لفتح خط إمداد يؤمن عبور القوات للسيطرة على تلتي “واسط” و “الزيارة”. فتخ خط الإمداد الذي تحقّق يوم أمس الجمعة وتمّ تأمينه، مكّن الجيش من إستعادة السيطرة على بلدة “الزيارة” المتاخمة بعد معارك عنيفة جداً إستمرّت حتى ساعات بعد الظهر، في في وقتٍ حشد الجيش وبدأ التقدم من محور آخر نحو بلدة فريكة شرقي جسر الشغور، ومن ثم التلال الواقعة في محيطها.
وتخلّل السيطرة على بلدة “الزيارة” عمليات اخرى في محيطها نجحت قوات “الحلفاء” بالسيطرة على قرى “الزيادية وزيزون ومحطة زيزون الحرارية”.
ويظهر اسلوب الجيش السوري انه بدأ الهجمات على محاور عدة مستهدفاً إسقاط التلال الحاكمة التي تؤمنها نارياً ما يُمهّد لعبور القوات نحوها ومن ثم التفرغ لاستعادة التلال وإرجاع المسلحين أولاً إلى منطقة ريف إدلب الغربي التي سيطروا على اجزاء واسعة منها، ومن ثم الانقضاض عليهم هناك لاستعادة خطوط التماس السابقة التي وفرت التثبيت في منطقة قريبة إلى حدٍ ما من مدينة جسر الشغور المحتلة.
ما برز في الساعات الماضية هو التقدم الجديد الذي انجز، والذي عزّز من سيطرة الجيش وأعاد شيئاً من الذي فقد. تجلى هذا التقدم بالسيطرة الكاملة على قرى الزيارة والزيادية وزيزون ومحطة زيزون الحرارية في سهل الغاب، حيث اتى ذلك بعد عمليات كسر دفاعات عبر موجات هجومية مدعومة بالنار من المدفعية الميدانية وعبر سلاح الجو الذي نشط بالاغارة على مواقع المسلحين في داخلها مسهماً بإسقاطها نارياً وتشتيت قواهم.
التنسيقيات تحدثت عن أكثر من 200 غارة نفذها سلاح الجو على القرى التي تدور في محيطها او فيها المعارك، لا سيما مجموعة قرى “الزيارة والزيادية” ومحيطهما الذي امطر بالغارات والصواريخ على مدار ساعات. التنسيقيات وصفت الغارات وعمليات القصف بـ “الأمر الذي لم يُشهد مثيله حتى خلال معارك ريف إدلب”.
وقال مركز حماة الإعلامي، إن ريف حماة الشمالي يشهد معارك عنيفة بين القوات الجيش وفصائل المعارضة، لاسيما أن الأخيرة تمكنت من السيطرة على كافة أجزاء ريف محافظة إدلب الغربي المتاخم لمحافظتي حماة واللاذقية مع وجود العديد من القرى والبلدات الموالية.
الكثافة النارية وتقدم قوات الجيش السوري دفعت بمسلحي جيش الفتح للتراجع عن القرى آنفة الذكر مخلفين عشرات القتلى. تراجعهم هذا ترافق مع عمليات قصف عنيفة بالمدفعية والصواريخ قاموا بها على المحاور التي إستعادها الجيش أو على القرى هذه محاولين عدم تمكينه من التثبيت ومحاولة شن هجمات معاكسة فشلت بظل ترصّد الطائرات لاي حركة على الأرض.
ولغاية الآن، يستمر عمل قوات الجيش السوري ومن معها من أجل إستكمال السيطرة على المنطقة الشرقية من سهل الغاب وإستعادة التلال ولتأمين وتثبيت خط الدفاع مجدداً في هذه المنطقة.