السيناريو الأخطر تجاه دمشق.. انتهت اللعبة

السيناريو الأخطر تجاه دمشق.. انتهت اللعبة

أخبار سورية

الخميس، ٣٠ يوليو ٢٠١٥

على وقع المستجدات الميدانية التي لفتت الجبهات الساخنة في المنطقة عقب توقيع الاتفاق النووي بين إيران والغرب، متوَّجة بالتحرّك العسكري التركي المفاجئ عبر البدء بتسديد ضربات لـ"الحليف الداعشي" داخل الأراضي السورية، تلقّفت دوائر استخبارية حليفة لدمشق رسائل أمنية تكشف عن سيناريوهات خطيرة تمّت دراستها بين السعودية و"إسرائيل" حيال سورية للمرحلة القريبة المقبلة، رداً على الاتفاق "الأسوأ" و"الأخطر"، وفق توصيف مسؤولي الجانبين، وكشفت عن خطط وُضعت على طاولة كبار الأمنيين السعوديين و"الإسرائيليين"، بعد لقاءات "استثنائية" متلاحقة، كان آخرها اجتماع وُصف بـ"الهام" بين وفد استخباري سعودي رافق وزير خارجية المملكة عادل الجبير إلى عمّان منتصف الشهر الجاري، ورئيس "الموساد الإسرائيلي"؛ تامير باردو، وأفضى إلى الإيعاز بتدخُّل قوات عسكرية أردنية بشكل مباشر في الجنوب السوري، وفرض معادلات ميدانية جديدة تقود بـ"ضربة استراتيجية كبرى" هذه المرة إلى اختراق أسوار دمشق، كورقة "ترضية" أميركية للسعودية و"إسرائيل"، مقابل إنجاز توقيع الاتفاق النووي مع إيران.
وتزامناً مع بدء المقاتلات التركية تنفيذ ضربات ضد أهداف لتنظيم "داعش" في الداخل السوري، وسط جملة من التساؤلات حيال الأهداف المبيَّتة لتحرُّك أنقرة العسكري تجاه "حليفها الداعشي" في هذا التوقيت بالذات، وما إذا كان أردوغان انتزع أخيراً موافقة واشنطن على إقامة "المنطقة العازلة" التي تريدها تركيا في الشمال السوري، مقابل سماحها لطائرات التحالف بقيادة أميركا باستخدام قاعدة "انجرليك" التركية، مررت أجهزة استخبارية حليفة لدمشق معلومات إلى القيادة العسكرية السورية، تشير إلى أن ضباطاً استخباريين سعوديين رافقوا وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى العاصمة الأردنية عمّان في الثاني عشر من الجاري، للقاء رئيس "الموساد الإسرائيلي" تامير باردو، أعقبتها سريعاً زيارة لرئيس هيئة أركان الجيش الأردني مشعل الزبن إلى السعودية، بطلب أميركي، بهدف إتمام خطة تتيح لقوات عسكرية أردنية التدخل العسكري في الجنوب السوري. ورغم الهجوم الاستباقي الضخم الذي قادته غرفة عمليات "موك" الأسبوع الماضي على درعا تحت عنوان "إعصار 5"، بتعداد مسلّح وصل إلى 2000 عنصر، إلا أنه التحق بفشل الهجمات السابقة، واستطاع الجيش السوري وحلفاؤه تصفية قادته الميدانيين، مُرفقة بضربة استخبارية نوعية أعقبت صد الهجوم، وأفضت إلى أسر مجموعة مسلحة تتبع للمدعو خالد نصار؛ العميل في وحدة "504" الاستخبارية "الإسرائيلية"، وفق إشارة أحد مراسلي محطة "سكاي نيوز"، الذي أكد ومصادر أمنية أخرى استنفاراً "إسرائيلياً" قضى سريعاً برفد الجماعات المسلحة بكميات ضخمة من صواريخ "تاو"، أوصلها ضباط "إسرائيليون" إلى الأردن ومنه إلى مسلحي الجبهة الجنوبية.
وفي السياق، كشف أحد مساعدي السفير الروسي في دمشق الكسندر كينشاك، أن طهران أرسلت عبر دبلوماسي من سلطنة عُمان، رسالة إلى من "يهمّهم الأمر"، تفيد بأن منطقة الجنوب السوري - تحديداً - خط أحمر ليس فقط لدمشق، إنما لطهران أيضاً، ونبّهت من أن أي تدخّل عسكري لأي جيش عربي مجاور في تلك المنطقة، سيُجابه بردٍّ قاسٍ، سيتخلله دخول صواريخ إيرانية نوعية على خط المواجهات المقبلة، مجددة التحذير بأن أي سيناريو حيال العاصمة السورية سيرتدّ زلزالاً على منفذيه "في عقر دارهم".
وحسب معلومات نقلتها وكالة "نوفوستي" عن كينشاك، فإن موسكو تدرك جيداً إلى أين يمكن أن يقود الحنق السعودي - "الإسرائيلي" الشديد رداً على توقيع الاتفاق بين إيران والغرب في الميدان السوري تحديداً. وعليه، فإن الدعم العسكري الروسي لدمشق، خصوصاً في هذه المرحلة بالذات، كافٍ لرفع مستوى القدرات القتالية للجيش السوري في مواجهة "الاستحقاقات" المقبلة، بمواكبة معلومات مصدر عسكري روسي أشارت إلى قرب وصول أسلحة نوعية روسية إلى دمشق، بينها تلك القادرة على تغيير قواعد اللعبة تماماً في الميدان السوري للقادم من الأيام.
في المحصلة، وبمواجهة استماتة الصقور الجدد في العائلة السعودية الحاكمة لكسب أوراق ميدانية "استراتيجية" في المنطقة تمكّنهم من "صرفها" على طاولة التسويات المقبلة، يشير تقرير صدر عن موقع "ديلي بيست" الأميركي إلى قرار هام اتخذته حركة "أنصار الله" اليمنية، لن يخلو من مفاجآت في طيات الرد المقبل على عمق الداخل السعودي، بالتزامن مع تواتر معلومات استخبارية إقليمية لفتت إلى أن الأردن قادم على استحقاقات إرهابية وصفتها بـ"الخطيرة جداً"، ربطاً بتنامي الخلايا "الداعشية" النائمة في مناطق أردنية عديدة، وتسلل المئات من مقاتلي التنظيم من سورية إلى المملكة، في وقت تتجه تركيا إلى حرب أهلية لأسباب داخلية عديدة؛ حسب إشارة الكاتب الفرنسي تيري ميسان، وباتت المراكزالسياحية والأمنية في الداخل التركي ضمن دائرة الخطر الشديد، من دون استبعاد ضربات "جهادية" قادمة في قلب أنقره، وفق ما كشف مؤخراً موقع "انتيليجانس أونلاين" الاستخباري الفرنسي، مُلحقاً بكلام نُقل عن موقع الرئيس بشار الأسد ردّ فيه على سؤال وفد أمني غربي حيال سيناريوهات الحلف المعادي لسورية للمرحلة المقبلة اقتضبه بكلمتين: اللعبة انتهت.. راقبوا القادم من الأيام.
ماجدة الحاج - الثبات