هل بدأت بشائر التسوية تلوح في سورية؟

هل بدأت بشائر التسوية تلوح في سورية؟

أخبار سورية

الاثنين، ٦ يوليو ٢٠١٥

"إن بشائر التسوية لإنهاء الأزمة السورية، بدأت تلوح في الأفق، وكذلك هناك فرصة جدية لعقد مصالحة بين دمشق والرياض وطهران، لكن لم تنضج ظروفها حتى الساعة" .. هذا ما نقله مصدر سياسي سوري عن مرجع في المعارضة السورية. ويرجّح نشوء نظام أمن أقليمي جديد، تكون دمشق أحد أبرز مكوناته، لمواجهة الخطر التكفيري الذي يتهدد الأمن العالمي، لاسيما بعد سلسلة التفجيرات الدامية التي ضربت، فرنسا وتونس والكويت.
ووفقاً للمصدر المذكور أعلاه، لا يمكن للرعاة الإقليميين والدوليين للتنظيمات الإرهابية الاستمرار في دعمها، لاسيما بعد عجزها عن قلب موازين القوى على الأرض السورية، وإسقاط الدولة التي صمدت في الحرب الكونية المقامة ضدها على نحو خمس سنوات. ويؤكد أن المضي في دعم هذه التنظيمات، سيؤدي فيما بعد حتماً الى تآكل الدول المحيطة بسورية لا محال، ما يثّبت صوابية رأي المرجع المعارض.
ويلفت المصدر الى أن السلطة في دمشق تلقت "بلين ومرونة" الطرح الروسي الداعي قيام حلف بين سورية والسعودية وتركيا، لمواجهة الإرهاب، رغم الانزعاج الشعبي من هذا الطرح، جراء مدى تورط كل من الرياض وأنقرة بالدم السوري، وإسهامها الكبير في تدمير سورية على حد ما يشير المصدر.
وفي هذا السياق، لا يمكن لموسكو أن تقدم على إعلان هكذا طرح من دون ان يكون لديها معطيات عن إمكان نجاحه، خصوصا أنه جاء بعد زيارة ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لروسية، وفي ضوء المشاورات الدائمة بين وزيري الخارجية الروسية سيرغي لافروف والاميركي جون كيري.
ولاريب أن هذا الطرح سيأتي ضمن سلة متكاملة لحل المشاكل العالقة في المنطقة، أبرزها الغرق السعودي في الرمال اليمنية، لاسيما في ضوء اقتراب توصل الدول الكبرى الى توقيع اتفاق تاريخي مع إيران في شأن برنامجها النووي، فبالتأكيد ستساعد موسكو الرياض على الخروج من أزمة اليمن، مع احتفاظ الأولى بشيىء من ماء الوجه. وبطبيعة الحال أن نشوء حلف عربي لمكافحة الإرهاب سيؤدي حتى الى انتهاج السعودية سياسية تكاملية مع باقي المنطقة، ستحد في شكلٍ غير مباشر من تنامي الدور الإيراني فيها، الذي تتخوف منه دول الخليج كما تدعي، كذلك قد يؤدي هذا الحلف الى عقد تفاهمات مع طهران في شأن الحلول الملائمة للأزمات في الدول العربية، بعدما أصحبت لاعباً اقليمياً بارزاً، وهي على وشك دخول "نادي الدول الكبرى".
ولكن يبقى العائق الكبير والأساسي في وجه قيام هذا الحلف، هو الدور التركي المرتقب فيه، خصوصاً بعد إقدام أنقرة على دعم المجوعات الإرهابية المسلحة ورعايتها، التي قامت بسرقة النفط السوري وتهريبه الى الداخل التركي، وكذلك إدخال البضائع التركية الى الشمال السوري بدون رسوم وبيانات جمركية، الامر الذي يدفع الى طرح هذا السؤال: "هل ستندلع مواجهات بين السلطات التركية و"مافيات الحدود" المرتبطة فيها التي اوكلت اليها أنقرة مهمة نقل المسلحين والسلاح الى سورية والعراق؟