إحباط هجوم للمسلّحين في حلب.. واشتباكات الزبداني مستمرة

إحباط هجوم للمسلّحين في حلب.. واشتباكات الزبداني مستمرة

أخبار سورية

الجمعة، ٣ يوليو ٢٠١٥

أحبط الجيش السوري هجوماً واسعاً شنه تجمع جديد من الجماعات المسلحة يضم "جبهة النصرة" وفصائل أخرى، مساء الخميس والجمعة، على حي جمعية الزهراء الاستراتيجي في مدينة حلب في شمال سوريا، فيما شن سلاح الجو الحربي غارات كثيفة على مواقع المسلحين في مدينة حلب وحولها.

وفي تطور أمني لافت، قتل خطيب الجامع الكبير في مدينة التل في ريف دمشق سليمان أفندي، جراء عبوة ناسفة وضعت تحت المنبر، اليوم الجمعة، فيما اصيب العشرات بجراح.
وذكر الإعلام السوري الرسمي أن الجيش أحبط هجوم المسلحين، فيما ذكر مدير "المرصد السوري لحقوق الإنسان" رامي عبد الرحمن، لوكالة "فرانس برس"، أن "مدينة حلب شهدت ليلة نارية جراء الاشتباكات والقصف المتبادل بين قوات النظام والفصائل لم تعرف لها مثيلاً منذ دخول مقاتلي المعارضة إليها" صيف 2012.
وأضاف عبد الرحمن أن "فصائل غرفة عمليات أنصار الشريعة، تمكنت من التقدم إلى أطراف حي جمعية الزهراء حيث مقر فرع المخابرات الجوية، والسيطرة على مبان عدة" في غرب مدينة حلب.
ولفت الانتباه الى "معارك عنيفة استمرت طوال الليل حتى ساعات الصباح بين مقاتلي الفصائل وقوات النظام مدعوماً من حزب الله اللبناني ومسلحين عند أطراف حي جمعية الزهراء وعلى محوري الخالدية والأشرفية في شمال وشمال غربي حلب، وعند خطوط التماس الفاصلة بين الأحياء الواقعة تحت سيطرة النظام وتلك التي تسيطر عليها فصائل المعارضة".
وأعلن 13 فصيلاً، الخميس، إطلاق "غرفة عمليات أنصار الشريعة" بهدف "تحرير مدينة حلب وريفها". ومن أبرز مكوناتها جبهة النصرة وجماعات مقاتلة غالبيتها إسلامية بينها "حركة أحرار الشام" و"جبهة أنصار الدين" و"حركة مجاهدي الإسلام".
وأسفرت الاشتباكات بين الطرفين ليلاً، بالإضافة إلى الغارات الجوية التي استهدفت مواقع الفصائل، عن مقتل 35 مسلحاً على الأقل، فيما قتل وجرح العشرات في صفوف الجيش من دون توافر حصيلة محددة، بحسب المرصد.
وقتل تسعة مدنيين، منذ الخميس، جراء سقوط مئات القذائف على أحياء تحت سيطرة الجيش مصدرها مواقع المسلحين.
في غضون ذلك، نقل التلفزيون السوري الرسمي أن "الجيش أحبط محاولات تسلل المجموعات الإرهابية على عدة محاور في حلب".
وقال كريم عبيد من "مركز حلب الإعلامي" الذي يضم ناشطين في المدينة، لوكالة "فرانس برس"، ان "الهجوم بدأ باستهداف نقاط تمركز قوات النظام في كتيبة الدفاع (مقر المخابرات) بصواريخ محلية الصنع، قبل تسلل المقاتلين إلى داخل الكتيبة وخوضهم اشتباكات عنيفة استمرت حتى الصباح".
وأضاف أن "أهمية هذا الحي أنه يضم كتيبة للدفاع للجوي وكتيبة مدفعية تتولى القصف باستمرار على الأحياء السكنية الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة وقرى وبلدات ريف حلب الشمالي والغربي".
وأوضح ان السيطرة على الحي من شأنها أن "تؤمن الطريق الدولي الواصل بين حلب ومدينة غازي عنتاب التركية".
وتستخدم جماعات المسلحين هذا الطريق للتنقل وللإمداد من تركيا إلى مناطق سيطرتها في ريف حلب، وفي القسم الشرقي من المدينة. كما أن السيطرة على الحي تضع الأحياء الغربية التي يسيطر عليها الجيش في مرمى نيران المسلحين.
وحاولت المجموعات المسلحة، في السنتين الأخيرتين، اقتحام الحي مرات عدة كان آخرها في نيسان الماضي.
وتشهد مدينة حلب معارك مستمرة منذ أكثر من سنتين، وتسيطر قوات الجيش على الأحياء الغربية من المدينة، فيما تسيطر المجموعات المسلحة على الأحياء الشرقية التي تتعرض منذ كانون الأول العام 2013، لقصف منتظم جواً وبراً، ما أوقع آلاف القتلى، وأثار تنديداً دولياً.
في ريف دمشق، يشهد المدخل الشرقي لمدينة الزبداني، اليوم الجمعة، اشتباكات بين المسلحين والجيش مدعوما بقوى مؤازرة.
وقال عبد الرحمن إن "الاشتباكات اندلعت ليلاً بعد هجوم لمقاتلي المعارضة على حاجز الشلاح شرق المدينة، ومقتل خمسة من عناصره"، مضيفاً أن "الطيران الحربي التابع للنظام شن أكثر من عشرين ضربة جوية على المدينة وألقى نحو 44 برميلا متفجراً، ما أدى إلى مقتل ثلاثة مقاتلين معارضين".
وتعد مدينة الزبداني واحدة من آخر المناطق الحدودية بين سوريا ولبنان الواقعة تحت سيطرة المسلحين، لاسيما بعد العملية المشتركة بين الجيش السوري ومقاتلي "حزب الله" في منطقة القلمون التي حصلت خلال الشهر الماضي، ونجحت في إبعاد الفصائل المسلحة عن الحدود اللبنانية.
سياسياً، وفي أنقرة، قال رئيس الحكومة التركية أحمد داود أوغلو إن بلاده لا تنوي شن عملية عسكرية بين ليلة وضحاها في سوريا لحماية حدودها.
وقال في مقابلة تلفزيونية، إن "تركيا لن تنتظر حتى الغد في حال وجود تهديد لأمنها الداخلي"، ولكن وفقاً للوضع الحالي "فإن التدخل العسكري الآحادي الجانب ليس مطروحاً"، مضيفاً: "لن ننجر أبداً إلى مغامرة فليطمئن شعبنا".