الجيش السوري يسلب «عاصفة الجنوب» رياحها وقادتها!

الجيش السوري يسلب «عاصفة الجنوب» رياحها وقادتها!

أخبار سورية

الأحد، ٢٨ يونيو ٢٠١٥

 بالسرعة نفسها التي انطلقت بها ما تسمى بـ"عاصفة الجنوب"، التي أعلنها تحالف المجموعات المسلحة التابع لغرفة "الموك" في الأردن، عادت وظهرت كما كان متوقعاً، عاصفة إعلامية تهويلية لا تحمل أي رياح ميدانية قد تبدل معالم الجبهة الجنوبية وخارطة الإشتباك فيها، لتقتصر "متساقطات العاصفة" على جثث الإرهابيين وقادتهم التي تناثرت بين الجبهات الجنوبية بعد تصدي الجيش السوري لمعظم الهجمات التي قادها "جيش الجنوب" بزعامة جبهة النصرة الإرهابية، ثم توجيهه لضربات قاسمة وضعت مصير "جيشهم" وهجومهم، ومشاريع من دربهم وحركهم، في مهب الريح.

وفي آخر مستجدات الجبهة الجنوبية، فقد وجه الجيش السوري ضربة قاسمة لما يسمى بـ"جيش الجنوب" عبر إستهداف إجتماع قيادي  بقصف جوي أدى الى مقتل وجرح معظم القيادات التي كانت تحضر الإجتماع. وأفادت مصادر خاصة بقناة المنار، عن مقتل وجرح غالبية "قيادات" الفصائل المسلحة في العملية التي نفذها سلاح الجو في الجيش السوري ضد مقر قيادة "عاصفة الجنوب" في سجن غرز قرب الصوامع جنوب شرق درعا. وأكدت المصادر الميدانية إصابة شخصية عسكرية من غرفة "الموك" أثناء الاجتماع الذي كان يتمّ التحضير فيه لشن هجوم على درعا. كما ضم الاجتماع قيادات من "جبهة النصرة" و"حركة المثنى" و"الوية العز" و"الجيش الحر"، وغالبية القتلى من "النصرة".

وبحسب ما شرحته مصادر عسكرية لـ"سلاب نيوز"، فإن العملية التي نفذها الجيش السوري، تصنف في خانة العمليات الإستخباراتية النوعية، التي أظهرت حجم الرصد والتتبع الذي ينفذه الجيش السوري على الجبهة الجنوبية خصوصاً، لما تمثله هذه الجبهة من خطورة وأهمية. وأضافت المصادر أن الإستهداف الذي تم، يعكس حجم التنسيق القائم بين الإستخبارات والقيادات الميدانية، إضافة الى التعاون الناجح ما بين سلاح الجو وقوة الإستطلاع التي لعبت فيها الطائرات من دور طيار دوراً محورياً بالغ الأهمية بعد أن باتت نشطة بشكل لافت في الجبهة الجنوبية.

وأشارت المصادر إلى نتائج هذه العملية وأبعادها التي تمثل ضربة مؤلمة ومصيرية لجيش الجنوب وعاصفته، إذ ان خسارة هذا العدد الكبير من القادة الميدانيين المدربين والمحضرين في الأردن من أجل خوض العملية البرية في الجنوب سوري، ستنعكس تشرذماً وتخبطاً في صفوف العناصر المسلحة والألوية المقاتلة التي ستكون مضطرة لإعادة هيكلة قياداتها وما تحمله تلك الخطوة من تراجع ميداني وقد تكون سبباً في تشرذمات وخلافات داخلية، إضافة لكون الضربة ستتسبب بإنهيار معنوي في صفوف المسلحين، لا بد أن ينعكس خللاً وتراجعاً ميدانياً سيصب في مصلحة الجيش السوري وحلفاءه على تلك الجبهة.

وكان الجيش السوري قد أفشل لليوم الثاني على التوالي الهجمات التي أطلقت في إطار "عاصفة الجنوب" حيث تصدى اليوم لهجوم ضخم شنته المجموعات المسلحة على منطقة " حي المنشية" في درعا، واستطاع صد الهجوم وملاحقة المجموعات المهاجمة مكبداً إياها خسائر بشرية قدرت بـ 35 مسلحاً وعشرات الجرحى  إضافة الى تدمير نحو 5 آليات استخدمت أثناء الهجوم.

وبالتزامن، تصدى الجيش السوري لعدد من الهجمات المماثلة في عدد من قرى ريف درعا والقنيطرة والسوريداء، حيث قتل 7 مسلحين وجرح أكثر من 12 إضافة الى تدمير 3 آليات في بلدة "اليادودة” بريف درعا الجنوبي الغربي. كذلك فقد استهدف الجيش السوري مجموعات قادمة من الأردن تابعة لجبهة النصرة في بلدة نصيب القريبة من الحدود الأردنية ما ادى الى مقتل عدد كبير من افرادها من بينهم القيادي كمال الشريف الملقب بأبو حيدر الشريف. وتأتي هذه العمليات بعد يوم من تدمير سلاح الجو السوري، مستودعات اسلحة وذخيرة لإرهابيي “جبهة النصرة” في "ابطع وطفس" وتنفيذ وحدة من الجيش اغارة على إحدى نقاط تمركز التنظيمات الارهابية شمال مزرعة البيطار واحكام السيطرة عليها بعد القضاء على العديد من الارهابيين ومصادرة اسلحة وذخيرة بعضها إسرائيلي الصنع، بحسب ما أوردت وكالة سانا السورية.

وأضافت الوكالة الرسمية، نقلاً عن مصدر عسكري، أن وحدة من الجيش نفذت ضربات مركزة على أوكار إرهابيي “جبهة النصرة” في مزارع خان الشيح التي تعد أبرز معاقل التنظيم المتطرف في ريف دمشق الجنوبي الغربي. كما قضت وحدات الجيش على إرهابيين من تنظيم “داعش” في ريف السويداء الشمالي الشرقي، في عملية نوعية تمت بعد رصد تحركات الإرهابيين في محيط جامع قرية رجم الدولة الواقعة على أطراف البادية السورية، ادت إلى مقتل واصابة العشرات من عناصر داعش وتدمير آليات كانت بحوزتهم.

من جهة أخرى، يبدو أن معركة الزبداني المنتظرة قد بدأت تلوح في الأفق الميداني مع استمرار عمليات القصف التمهيدي التي ينفذها الجيش السوري ضد مراكز تجمعات المسلحين في المدينة. قد استهدفت قذائف الجيش عدة مواقع إرهابية في محيط ساحة الزبداني، ما أدى الى مقتل عدد من المسلحين عرف منهم، "حمزة الكويفي" و "محمد التيناوي".

وفي جرود القلمون على الحدود اللبنانية تتواصل معركة القلمون التي تهدف الى تنظيف كامل الجرود من المسلحين، حيث تابعت وحدات من الجيش العربي السوري والمقاومة اللبنانية ملاحقتها للتنظيمات التكفيرية، تم تدمير 3 آليات بمن فيها من إرهابيين من بينهم “وائل العبد” و”محمد حسن الدرة”عند معبر الزمراني في جرود الجراجير، فيما استهدف سلاح الطيران السوري تجمعات المسلحين في وادي الدب ووادي العوينة في جرود الجراجير السورية بمحازاة جرود عرسال اللبنانية.