إياد بلال.. أحمد الصوفي.. طاقات إنسانية متجددة

إياد بلال.. أحمد الصوفي.. طاقات إنسانية متجددة

ثقافة

الأحد، ٢٢ فبراير ٢٠١٥

ريم الحمش

في دار الأسد للثقافة والفنون أقيم معرض فن تشكيلي للفنانين إياد بلال وأحمد الصوفي, في الفترة الممتدة من 2 ولغاية 10 شباط 2015 وذلك بالتعاون مع مديرية الثقافة في مدينة حمص.
 الفنان إياد بلال
رموز سورية قديمة.. أختام أسطوانية.. تعابير معاصرة.. هياكل معمارية.. بوابات.. الثور والحصان وغيرها، العنوان الأبرز في أعمال الفنان بلال لكن يبقى الإنسان هو الرمز الذي يمثل مفهومه في اختزان الطاقة واحتوائها داخل أعماله، فتنعكس تلك الطاقة على المشاهد بما تحمله في طياتها من تعبيرات إنسانية ترسم ملامح الأعمال، بين فرح وحزن وطموح وتحدًّ ويأس وأمل من خلال اختزال التفاصيل من السطح الخارجي للعمل، محققاً مفهوماً ظل يشغله طوال مشواره الفني متمنياً أن تنصهر الطاقة الإنسانية للمتلقي مع طاقة العمل الداخلية، لكي يرسما معاً ملامح إنسانية لمجتمع أفضل.
عن ذلك قال بلال بأن بحثه عن الإنسان في وجوه أعماله الفنية ترافق مع إشباعه
بمعتركات الحياة اليومية فجاءت أعماله موشحة بالحزن المموج بفرح ما قادم مشيراً إلى أن أعماله ذات طابع إنساني, فالفنان منذور لهويته الإنسانية ومجبول بالفطرة على انحيازه لما هو إنساني التوجه والموقف.
إياد بلال من مواليد حمص 1972, خريج كلية الفنون الجميلة بدمشق 1997, عضو اتحاد الفنانين التشكيليين, حائز على الجائزة الأولى للنحت في معرض الشباب بدمشق 2001, حائز على الجائزة الأولى في مسابقة النصب التذكاري للمجاهد صالح العلي 2002, الجائزة الأولى في مسابقة النصب التذكاري للشهيد أحمد مريود, له العديد من المشاركات في الملتقيات المحلية والعالمية.
 الفنان أحمد الصوفي
لا يؤمن الفنان الصوفي بلوحة ترسم من أجل المتعة والديكور حيث تزدحم الألوان والحركات والضوء، لتنقل محاكاة مشوهة عن واقع هو دائماً غير قابل للإمساك، وإنما تستهويه لوحة تؤسس موضوعها الخاص، وتبني رموزها، وتنفتح على تأويلات شتى، بحيث يلتصق الأسلوب ببنائيته، وتتشكل البنائية من خلال أسلوبه. .فالوجه الذي يرسمه الصوفي لم يكن وجهاً عابراً لإظهار قدرته على الرسم فحسب بل هو مساحة من الألم تحمله هواجسه الإنسانية كمادة تعبيرية ذات بعد إنساني يتفاعل مع المتلقي فنجد أن الوجه هو المساحة الأساسية في العمل, وما يهمه في عمله الفني هو الإنصات للداخل المتأجج بالأسئلة التي لا تنتهي لديه وصولاً إلى الصدق في التعبير والإحساس العالي بالموضوع المطروح في الرسم حيث يقول : خلال فترة تجربتي للرسم كان دائماً التحدي هو الوصول إلى اللوحة النابضة بالإيقاعات المتحركة بأقل قدر ممكن من اللون، وأكثر قدر ممكن من الضوء.. هذه التجربة الطويلة في رسم الوجوه والشخوص حيث الحرص على الملامح التي تحكي حكاية ما قادتني إلى منطقة أخرى فسَرت لي كل ذلك الشغف الساكن داخلي، فأدركت أني لا أرسم الوجه نفسه بل أرسم الهواء الذي يحرك الشظايا الخفية في الروح, إنني أبحث عن ذلك النداء الغامض الآتي من ذاكرتي من الكتب.. الأفلام القديمة لكنه سرعان ما ينساب مع الريح دون الإمساك به, ففي الوجوه التي يرسمها الصوفي جغرافيا كبيرة من الألم والذكريات فيظهر لنا انتصاره الواضح للرسم والبناء القوي للعمل الفني فهو يحاول أن يخوض في أعماق النفس البشرية، باحثاً في ملامحها الإنسانية من خلال شخوصه، ومستفزاً ما بداخلها من طاقات إيجابية مركزاً كثيراً على اللونين الأبيض والأسود ليعبر من خلالهما على حالات مختلفة من الإنسانية، وفي جل لوحاته هناك خيط أبيض بارز وهو خيط الأمل والتفاؤل متعمداً إشراك الحس الشعوري والعنصر البصري للمتلقي، ما يكلفه الكثير من الدقة والمهارة والتوظيف التقني البديع وبالرغم من بساطة التقنيات التي يستعملها إلا أنه نجح في عملية المعالجة وإبراز العمل الفني في رونق وإبداع، ذلك لأنه يستلهم من الفن كل مكوناته وعناصره ومراميه الإبداعية المتطورة، يتضح ذلك جلياً من خلال عدة توظيفات منها المساحة واللون، والجماليات التشكيلية، والحركيات والسكنات والكتل والتركيبات، وكل الأساليب التي تزرع الحياة وتقود إلى إنتاج فني صادق متناسق ومميز يضفي على أعماله الفنية قيمة جمالية فضلاً عن البعد الإنساني الذي يحتل في أعماله الفنية مكانة خاصة وكبيرة وذلك وفق ما قادته إليه تجربته الفنية وحساباته الموفقة للعب دور فعال من خلال التعبير الصادق بكل أشكال البورتريه، وهو ما مكنه فعلاً من اقتحام التشكيل المعاصر بأسلوب حديث.
الفنان أحمد الصوفي من مواليد العام 1969 شارك في العديد من المعارض الفردية، منها معرض غاليري أوركسترا الفن في مدينة اللاذقية عام 2014, كما شارك في عدد من المعارض الجماعية, كملتقى الفن العالمي في باترا في اليونان عام 2010 وملتقى الواسطي الدولي للفنون في بغداد في العراق عام2010, وملتقى إهدن في لبنان عام 2004 إضافة للعديد من المعارض المحلية في المحافظات السورية.
عالمي...
الحنين والزمن معرض لتشكيلي هادي يزبك.. طبيعة لبنان الجبلية بالمائيات
هناك لوحات لا تكشف عن نفسها إلا للمتمعن فيها، كما هو حال النص الأدبي، فكلما استزاد القارئ منه، تكشفت له أبعاد جديدة من الجماليات. ويتجلى هذا القول في زيارة المعرض التشكيلي الفردي «الحنين والزمن» للفنان اللبناني هادي يزبك الذي افتتح أول أمس في منتجع شاطئ دبي مارين.
المعرض يضم 51 لوحة تظهر براعة الفنان يزبك في رسمه لطبيعة لبنان الجبلية وبيوته الحجرية بشفافية المائي، ووجوه البورتريه المعبرة التي تعكس خصوصية بيئتها وتاريخها ويتكشف له خلال تأمله في جزئيات تفاصيلها، جماليات تبهر العين وتشبع الروح، في تداخل الألوان والتكوين كلوحة «نهر إبراهيم» التي تصور جريان المياه بين الصخور تحت ظلال أوراق الشجر، ولوحة «عنب» التي تصور عدداً من العناقيد البنفسجية اللون المتدلية من العريشة المشعة بالنور، والتي تتداخل في عمق ظلالها علاقة من الألوان تأسر شغاف النفس، كما هي الحال مع لوحة التين وحباتها الداكنة اللون بحمرتها المزرقة، وأوراقها التي تُرى في جزء منها أجمل ما في ألوان الخريف. لهوية المميزة التي تؤرخ للذات الفردية المبدعة عبر تأصيلها الجماعي بكل عمقه التاريخي المميز وتجربته الخاصة في مجال الرسم الحديث تشير بوضوح