تجارب جيل الشباب في الآرت هاوس.. لطفي الرمحين... ضيف شرف

تجارب جيل الشباب في الآرت هاوس.. لطفي الرمحين... ضيف شرف

ثقافة

الأحد، ١٥ فبراير ٢٠١٥

ريم الحمش
أقيم في صالة الآرت هاوس بدمشق معرض جماعي لثمانية فنانين من الشباب, وهم: هشام المليح، أروى الخضور, أمجد الحرك، بهزاد سليمان, جوليا وهبي, سيماف حسين, علي المير, منتجب يوسف ضم عدداً من أعمال النحت على الخشب، تميزت بالإتقان وإظهار الهدف منها, وإن اختلفت مواضيعها, أوصلها الفنانون بإيحاءات عاطفية وأحاسيس مرهفة من منظور فني معاصر ومنفتح على العالم.
قدم النحات هشام المليح مدرس مادة النحت في المركز التربوي للفنون التشكيلية،
عضو اتحاد الفنانين التشكيليين, مشارك بالعديد من المعارض المحلية والدولية,
ثلاث منحوتات بخشب الصنوبر والزيتون العمل الأول اسمه اسبروسا يجسد أسطورة آلهة هندية ترمز للرقص والموسيقا والعمل الثاني وهو العشاء الأخير والعمل الثالث هو آلهة الريح مشيراً إلى أنه يحب أن يعكس من خلال لوحاته الأساطير القديمة, وذلك وفق رؤية حسية تجعل من المعنى الدلالي شيئاً متخيلاً يقبل التأويل, أي تحويل مجمل الفعل الدلالي إلى أحداث ذات طابع أسطوري, وهو يعمل على فكرة التوازن القلق المتأرجح والمستقر لكونه يمثل شخصيته, ويقول: الكتلة القلقة تريحني حيث نعومة انسياب الخطوط الداخلية والخارجية للكتل المشذبة الممشوقة، انتقالاً إلى التأليف الدائري على المادة (رخام، خشب, برونز) فكل مادة لها متطلباتها التي تفرض طرائق معالجاتها، ومعها تطلّ التجارب والاختبارات, فأنا عاشق للمجسمات التي أقوم بعملها وشديد النرجسية لها.
بلمسات أنثوية تقدم الفنانة أروى الخضور خريجة كلية الفنون الجميلة /الاتصالات البصرية/2013, عملاً واحداً من خشب الزيتون حيث لعبت بخطوط عفوية ورشيقة, وإيقاع موسيقي متماوج, على جسد المرأة التي تمثل بالنسبة لها الأرض والعطاء والوعاء الإنساني الأساسي لولادة الحياة واستمرارها.
الفنان بهزاد سليمان، منظم المعرض، طالب سنة رابعة في كلية الفنون الجميلة قسم النحت, له مشاركات فنية عديدة, يقول إنه حاول جمع مجموعة من الفنانين الشبّان لعرض أعمال مقدمة على الخشب مع أعمال للفنان لطفي الرمحين الذي يشارك بأربعة أعمال كضيف شرف.
أما النحات منتجب يوسف الحائز جائزة لجنة التحكيم في معرض الشباب السابع 2012، والجائزة الثانية للنحت في مهرجان دمشق للثقافة 2004، قدم منحوتتين للحصان والحرباء، عبارة عن تكوين نحتي فيه التوازن، والفراغ، والناحية الجمالية ويعمل به بأسلوب السطوح والقطوع الحادة مع وجود نوع من الانسجام لخلق جو خاص يعطي للعمل هويته مع حرصه الدائم على إضفاء مدلولات غير صريحة لأعماله.
أمجد الحرك خريج كلية الفنون الجميلة /نحت/ لعام 2010, طالب ماجستير في الكلية, الذي يعتبر دخوله مجال النحت لم يكن عن طريق الصدفة، ولكنه وسيلة تعبير صادقة وجد فيها ذاته أكثر من غيرها من وسائط التعبير الفنية الأخرى، ولقد جاء اختياري لها بعد ممارسة العمل التشكيلي المسطح وشبه المجسم.. حتى توصلت إلى ما يمثل إحساسه في الأعمال النحتية.
وشاركت النحاتة جوليا وهبة بسبعة أعمال عكست رؤى مختلفة عن تجارب حياتية مختلفة, وعن مادة الخشب تقول إنها مادة نبيلة, النحت متعة الحياة وللمنحوتة إيقاعات مجسمة ومتوازنة مع الفراغ، كما في الموسيقا نعزف عبر السلم الموسيقي ألحاناً متفاوتة الشدة واللين، صعوداً وهبوطاً لاستخلاص لحن جميل يتقبله المتلقي. أما الفنان منتجب يوسف فشارك من خلال عملين يجسدان تشكيلات حيوانية مختلفة فالأول جاء على شكل حصان والثاني حرباء مؤمناً بأن الفنان الحقيقي رغم الضغوطات والسلبيات المفروضة أخذ موقع الصدارة في الفن لأنه إنسان قبل التحدي منذ الأزل صانعاً من اللاشيء أشياء خالدة.
وشارك الفنان علي المير من خلال عمل وحيد يمثل بورتريه وهو أول تجربة له على خشب عكست وضع السكون الذي نعيش فيه بأسلوب تعبيري مشحون بالانفعال ليصبح التعبير في النهاية كالموسيقا التي تخفي خفاياها عبر العصور من أجل اقتراح بنية غياب تحمل مضامين مقرونة بالصدق لأن الحضور لا يقوم إلا بالغياب.

عالمي....

مطر في داخلي... معرض لرفيق مجذوب
يقيم الفنان رفيق مجذوب معرضاً جديداً لأعماله في غاليري Art on 56th الجميزة بلبنان بعنوان: مطر في داخلي بدا من خلاله أقل جنوناً ودماراً وتمزقاً، فقد هدأت ريشته قليلاً، وربما كانت اللوحة الأولى التي صوّر نفسه فيها مع القبعة الجميلة التي طالما استخدمها، ومع الجاكيت الأنيقة والألوان الهادئة والقليل القـــــليل من الضربات العنيفة، مثالاً على التحول، بل إن القـــــبعة بدت كأنها تمطر ألواناً عــــلى وجهه فالمطر، رمزياً، أتى هنا ليغسل الماضي، ليغسل الوجــــــوه، ويهــــدئ توتر شـــــخوصه الذين كثيراً ما يشبهون الفــــنان نفسه بالشكل، بل يعبر بهــم عن توتره الداخلي من خــــــلال تفاصيل الحركة والخلــفيات والإشارات التعبيرية المكثفة والرموز والألوان.
لوحات كثيرة من أعمال المعرض الـ15 مثلت حركة الغسل أو المطر، أي رش الماء على ألوان الإكريليك الحية لتسيل على اللوحة بشكل منسرح، من أعلى إلى أسفل، وفي لوحة استخدم مظلة لإدخالنا في فضائه الماطر، بل إن بعض اللوحات ذهب فيها إلى التخفيف من الضربات العنيفة أو المسامير اللونية والأشكال الجارحة، لينحو أكثر في اتجاه تعبيرية أكثر هدوءاً من دون أن يعني ذلك أن لوحات المعرض كلها باتت «نظيفة» من جنون ماضٍ، يرسم مجذوب أشكاله عموماً بخطوط غير صريحة أو أنيقة، ذلك أن حركة الخط بفوضاها وتفلتها تتحرر من مهمة تأكيد الشـــكل، لتدخل أكثر في هيصة التعبيرية التي أداها الفنان منذ البداية وإذا كان يُدخل الألوان في جديد مجذوب لم يخسر من قوة تعبيريته، ومن قدرته على تصوير ذاته، ومن اللعب بحرفية واضحة بالوجوه كمرايا يتحطم عليها الداخل... وهو يبرّد، في معرضه هذا، بالمطر النظيف الذي يهطل في داخله، صراع الأفكار أو نيران الكوارث والحروب.