عبد اللطيف ياسين قصاب.. منهجية البحث العلمي والانتماء إلى العقيدة العربية

عبد اللطيف ياسين قصاب.. منهجية البحث العلمي والانتماء إلى العقيدة العربية

ثقافة

الاثنين، ٢٢ ديسمبر ٢٠١٤

نبوغ أسعد
إنّ الدكتور عبد اللطيف ياسين رجل مثير للجدل وهو طبيب ناجح ورائد بالطب النسائي بامتياز، وبرغم مهنته العلمية انبثق من موهبته وثقافته علم آخر فبحث في كثير من القضايا الفكرية والسياسية والاجتماعية ودرس كثيراً من التداعيات التي اعترت الوطن العربي منذ تعرضه للاحتلال حتى يومنا هذا.
حرص عبد اللطيف ياسين على منهجية البحث العلمي وانتمائه للعقيدة العربية التي تتحلى بإسلام حقيقي.. فرسخ في كتاباته القيم الدينية، التي تهدف إلى التسامح والمساواة ونبذ الصراعات المبتذلة وجعل المجتمع والسياسة والتاريخ في نور يخدم ما يذهب إليه عبر منظوره الواعي.
قرأ عبد اللطيف ياسين كتابات أهم العلماء والفقهاء وأثبت أن الدين الحقيقي لا يتعارض مع السياسة فوصل إلى آراء متطابقة تخدم إنسانية الإنسان وتسعى لتقدم حضاري يسمو بإنساننا العربي.
وقف عبد اللطيف ياسين ضد التطبيع ورفض ما أتى به الكتّاب المتصهينون الذين وافقوا على ذلك وروجوا له ولاسيما سعيد عقل.. الذي كان يشكك في عروبة الوطن العربي، ويسعى لإقامة علاقات طبيعية مع الكيان الصهيوني, وهذا ما جاء في كتابه المرأة عبر التاريخ فرفض في الكتاب ذاته ثقافة الشذوذ والابتذال والإباحية والعولمة التي ترتكز على وهم وخداع.
كما ناقش العلّامة عبد اللطيف ياسين في كتابه الاتجاه القرآني عبر نظريات معتدلة، واكتشافات ذهبت للغرب وظل الإنسان العربي في الخواء فكان منبثقاً من قيم سامية وحضارة عربية عريقة معتبراً أنّ حضارتنا هي أصل الحضارات وأنها لا يمكن أن تتأقلم أو تتلاءم مع الغزو الثقافي.
لذلك قال عنه الروائي حسن حميد:
إنّ العين الرائية إلى تجربة الدكتور عبد اللطيف ياسين حياة وعلماً، توقف المرء عند انتباهه بادية فحواها، إنّ الصفاء والعطاء والتواد والطموح والتواضع والحب علة النبلاء وإنّ الذواكر لا تحتفي إلا بالنفوس الكبار وإنّ النجاح خطوة نادرة لا تصيب إلا من مسته عصا السماء النورانية بسحرها الحلال.. وإنّ التعب وحده عين العمل باليدين.. وهو الذي يملأ الكتب بالعرفانية ويرتبها هنا وهناك مثلما ترتب الأنهار أشجارها وطيورها وقراها على الضفتين.
وقال الدكتور طالب عمران:
قبل نحو ثلاثين عاماً تعرفت عليه وكنت أكتب في صحيفة تشرين مهتماً في الجديد من العلم ألاحقه وأكتب عنه وأنشر خيالاتي حول مستقبله. كان الدكتور يقوم في تلك الآونة بإجراء عملية معقدة وناجحة لأول مرة في سورية وقد أنقذ العديد من الأسر من الانهيار بسبب جرأته وعمق معرفته العلمية.. عالج العقم وحالات التشوه الولادي كما عالج التشوهات الجنسية باقتدار وشجاعة في بيئة لم تكن تتقبل هذه العلاجات من قبل.. وهي بيئة محافظة حيث وصل في إقدامه إلى نتائج فيها قصص تشبه الخيال كما عالج في كتابه منع الحمل ومشاكل الجنس كثيرا من القضايا الخاطئة التي تؤدي إلى تحطيم الحياة الزوجية بسبب سوء فهمها وذكر أهم العلاجات الطبية والعلمية معتمداً على الأسس العلمية الدقيقة كما تحدث في كتاب الذكر والأنثى عن انزلاق المجتمعات الغربية والأميركية في متاهات اللذة والمادة بعيداً عن الروح والقيم الإنسانية النبيلة.
كما بحث في تلوث البيئة الذي صنعته يد الإنسان الجشع بغية الربح الفاحش الذي ينعكس في النتيجة على الإنسان ويسبب انهيار المجتمع وكانت في كتابه الضار والنافع عناوين كثيرة تؤدي إلى الاعتناء بالإنسان ومكافحة المخدرات وما ينجم عنها من ضرر مادي واجتماعي وإنساني إضافة إلى أنه وصل إلى ما يسببه التدخين من أضرار تنعكس مادياً وجسدياً على الإنسان وتودي بحياته وذلك بشكل علمي ارتكز فيه على معطيات ونظريات قد ألم بها خلال رحلته العلمية الطويلة.
وكان للمرأة دور كبير في أبحاث العلّامة عبد اللطيف ياسين فدرس حضوره التاريخي منذ بداية الإنسان وتحولاته التاريخية والإنسانية والبيئية إلى يومنا هذا وذلك عبر شعاب متعددة ومناحٍ حياتية مختلفة سواء كان على صعيد دورها الاجتماعي أو على الصعيد الصحي الذي كان ضليعاً في التوغل به وهذا كان في كتابه المرأة عبر التاريخ.
امتاز عبد اللطيف ياسين قصاب الطبيب الباحث بالجدية والاجتهاد والأمانة العلمية والشرف والثقافة الموسوعية ما جعله واحداً من أهم الدروع الواقية للثقافة العربية وواحداً من الذين أضافوا إلى الطب كثيراً من التحولات الجديدة والجريئة وليس هذا فحسب فإن الوطن كان من أولوياته والتصدي للغزو الثقافي كان هاجساً لا يفارقه مما سبب لاستطراده دائماً في أغلب بحوثه للحفاظ على الثقافة العربية والدفاع عن الوطن.
الدكتور عبد اللطيف ياسين قصاب ولد في اللاذقية عام 1935 حاصل على شهادة الدكتوراه في الطب من جامعة دمشق والدبلوم في التوليد والجراحة النسائية من دبلن وهو عضو الكلية الطبية للمولدين في ايرلندا وزميل الكلية الملكية البريطانية للمولدين والنسائيين شغل مناصب عديدة في مجال الطب وهو عضو اتحاد الكتاب العرب جمعية الدراسات والبحوث تجاوزت كتبه الستين كتاباً أهمها كتاب تنظيم الأسرة وكتاب السرطان أسبابه والوقاية منه والاستنساخ بين العلم والدين والاتجاه القرآني في النظريات العلمية والمرأة عبر التاريخ وهو الآن عضو المكتب التنفيذي في اتحاد الكتاب العرب ومازال يتابع مسيرته في البحث والعلم.
وإنّ أهم التداعيات العلمية التي مرت بحياة الدكتور عبد اللطيف ياسين أنه أجرى وأشرف على أكثر من 27 عملية على الخنثى الحقيقية وتحويلها إلى الجنس المناسب.
وله بحث ميداني حول علاقة الاضطرابات الصبغية بالإجرام نفذ على عينة من المساجين في سجن دمشق للرجال وسجن دوما للنساء.