جدل الطبيعة في لوحات الفنانة التشكيلية غادة دهني

جدل الطبيعة في لوحات الفنانة التشكيلية غادة دهني

ثقافة

الأحد، ١٢ يناير ٢٠١٤

ريم الحمش
artreem@hotmail.com
تشكل لوحات الفنانة غادة دهني دعوة صريحة للعودة إلى الطبيعة والتأمل، فهناك لا شيء يطفو على المشهد العام سوى الجمال لتختزل في إطار رمزي عميق أصالة المرأة في رحلتها من قلب الطبيعة إلى آفاق الحداثة الرحبة تأسرها الورود والزهور الصغيرة بألوانها المختلفة, متخذة أشكالاً تعبيرية نقطاً وخطوطاً وتراكم الألوان، وتشابك الخطوط، وتعدد الألوان الباردة تارة والألوان الساخنة تارة أخرى، في فوضى أنيقة، لتوجد بذلك نوعين متباينين يعتمدان على البناء اللوني الجميل كما يخيل للمشاهد الذي يتابع أعمالها كأنه في حديقة، إذ يشكل المرور على لوحاتها ما يشبه العبور في حدائق ملونة، فهي مصدر التوازن في الحياة تخلّص البشر من المتاعب وتكون المصدر الأول للمشاعر الجميلة والهدوء هذا التوجه إلى الطبيعة توجده الفنانة بطريقة تأخذنا إلى تفاصيل الزهور لتفصح عن لغة قائمة بذاتها، لغة تعبر عن حالات إنسانية متفاوتة، إذ تبدأ من الحب لتصل إلى أكثر المشاعر تعقيداً.
تقول عن سبب استخدامها لمفردة الزهور: من الممكن تشبيه الزهور بالأنثى وبالوطن الأم، فهي جميلة رقيقة ومعطاءة، والزهور كالوطن ترمز للطبيعة والخير والجمال، وأنا أستخدم الزهور كرمز للموضوعات التي أطرقها، ومن يدقق في اللوحات يكتشف أن كل لوحة تخفي قصة المعاناة والألم والأمل الذي تعيشه المرأة، وفي الوقت نفسه أشرت بوضوح إلى السلام والنقاء الذي تأمُل به, ثم إن اختلاف لوحة عن أخرى يأتي مرتبطاً باختلاف الانفعالات والمشاعر بين زمن وآخر, فالفن رسالة أقدمها للمتلقي عبر اللون بأحاسيسي ومشاعري وفلسفتي الخاصة.
أما الألوان فهي عالم مليء بالمتعة ولولا الألوان لما كانت اللوحات،عادة أحب أن أستخدم الألوان بعكس مدلولاتها؛ فمثلاً اللون الأزرق يدلّ على الهدوء والراحة ففي بعض الأعمال أحب أن أستخدم اللون الأزرق على إنه لون عدائي أو لون غاضب فأنا أستمتع بإخراج اللون عن طبيعته ربما يرجع ذلك لطبيعة الفنان المتمردة دوماً وربما لأنني أعاني من تمردي على كل ما يدور حولي.
يذكر أن الفنانة غادة دهني من مواليد حلب، بدأت الفن التشكيلي منذ الطفولة، وفي مرحلة الشباب كان لها متابعة شخصية من الفنان التشكيلي طالب يازجي والراحل "لؤي كيالي صاحب الأثر الأكبر في حياتها كفنانة، وبعد تخرّجها من معهد إعداد المدرسين عملت على تدريس مادة الرسم حتى 18عاماً في ثانويات حلب وفي المغرب والسعودية، أما معرضها الشخصي الأول فقد أقيم عام 2001 في صالة نصير شورى بدمشق، ومعرضها الثاني أقيم في باريس عام 2005 ولها العديد من المعارض المشتركة داخل وخارج سورية.

. عالمي...
ثلاثة أنماط فنية مصرية في معرض تشكيلي بدبي
جمع المعرض الفني الذي أقيم في مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية ثلاثة أنماط فنية بدأت مع الكبتوغراف أو الخط التصويري الذي قدمه الفنان محمد طوسون، لتصل إلى الوجدان الذي يربط الإنسان بالأرض والطبيعة من خلال لوحات الفنان عبدالوهاب عبدالمحسن، وصولاً إلى الكاريكاتير الساخر مع الفنان جورج البهجوري.
 ويأتي هذا المعرض جزءاً من فعالية «ليالي المحروسة» التي أقامت مجموعة من الأنشطة، ومنها ندوة حول القضايا العربية في السينما المصرية، وأخرى حول الرواية العربية بعد نجيب محفوظ، كما استضافت فرقة الإسماعيلية للفنون الشعبية، والفرقة القومية العربية للموسيقى.

الفنان محمد طوسون
قدم الفنان محمد طوسون الحروف العربية والكتابة ضمن أسلوب يقوم على الجمع بين التصوير والخط والتشكيل، فتبدو النصوص التي يضعها كأنها جزء من مشهد تتداخل فيه الكواكب والمخلوقات البرية والبحرية ضمن دلالات روحية تميل إلى الصوفية, ثم لا يلبث أن يلبس اللوحة رداء الحروفية باللون الأصفر الذي يمنحها الإيحاء بأنها حروف مذهّبة وفق تركيبات معقدة.

الفنان عبد الوهاب عبد المحسن
يقدم الفنان عبد الوهاب عبد المحسن تكوينات الطبيعة بأسلوب تعبيري قائم على علاقة متينة تجمع الفنان بالأرض محاولاً تقديم هذه العلاقة من خلال التضاريس الطبيعية المتباينة يأخذ تارة من مياه البحر ثم الأعشاب، ثم لا يلبث أن يصور المساحات الواسعة في الطبيعة مع الاعتماد على التكرار في الكثير من المشاهد التي قدمها.

فنان الكاريكاتير جورج البهجوري
حصل البهجوري على دبلوم في الفنون الجميلة في القاهرة عام 1955، ثم درس الفنون الجميلة في باريس عام 1971, أقام وشارك في أكثر من 100 معرض, فاز بجوائز عديدة في مجال الكاريكاتير قدم مجموعة من الأعمال حملت بعض الاسكتشات التي رسمها على أعمال لبيكاسو، وإلى جانب بعض الأعمال الفنية، وكذلك بعض الرسومات من المجموعة التي قدمها في معرض خاص في مصر حول أم كلثوم، لا يتوجه البهجوري إلى المتلقي بثوب رسام الكاريكاتير العادي، فهو يلبس أعماله بعض الدراما ليجعلها أكثر التصاقاً بأفكاره وتصوراته عن القضايا التي يتناولها، لا يستخدم البهجوري الرسم وسيلة للنقد وإنما للتعبير، وكذلك لتقديم هذا الفن برؤية خاصة.