سالم عكاوي .. نرسم الحياة .. كي تكون أجمل

سالم عكاوي .. نرسم الحياة .. كي تكون أجمل

ثقافة

الثلاثاء، ١ أكتوبر ٢٠١٣

الأزمنة- ريم الحمش
 artreem@hotmail.com
لوحاته تجمع خاصية الخط العربي والتصوير الملون المُحاكية لجماليات ومفردات التراث الشعبي التي فيها الكثير من العفوية والاستخدامات الزخرفية؛ حيث الانفعال والعاطفة والعقل واللون والنغم الحزين وطابع تسجيليتها الجاهزة المؤطرة بمناخات الدعوة الملحة لصياغة متميزة بشهادة طقوس البيئة الشعبية وروح الزمان والمكان والطبيعة في روح المحتوى الإنساني المحلي الذي نستشفه عبر تصاويره الناقلة للفكر الشعبي وواقع جماليات رموزه الواقعية في عمق دلالاتها المستقبلية؛ مأخوذاً بروح التبسيط المساحاتي والرمزية في تعابير تعبيريته الواقعية حيث ينطلق الفنان من واقع الحال والأحوال إلى ذلك التكوين المنفتح على منطلق بناءات اللوحة؛ حيث المساحات اللامتناهية والأرابيسكية والتي توحي بالديمومة لتقول: إن العناصر التشكيلية المستخدمة في لوحة الفنان التشكيلي سالم عكاوي ما هي إلا بعض جماليات الحياة الشعبية من إنسان ريفي وحلي وأزياء وبسط وكل ما يحمل طابعاً فلكلورياً تعكس حقيقة درايته وخبرته، وتضعه على طريق طموحاته الشخصية الصحيح.
يعيد الفنان عكاوي ترتيب الأشياء من حوله, يصوغها بلغته ومفرداته كي تكون أجمل, فالفن لديه هو قصة حياة في لوحات لا تنتهي؛ ومنذ الطفولة وهو شغوف بالبيئة الفراتية وجمال الطبيعة وألوانها المتنوعة؛ فالألوان تنسج الحياة, والعالم من حولنا ليس لوناً واحداً بل هو ذلك الطيف الجميل من الألوان يحتاج منا أن نمزج الألوان، اللون الأبيض بصفائه والأزرق بسحره والأحمر باشتعاله والخط الأسود باتزانه ما يؤلف الموضوع ويقدم إسقاطات فنية تتواصل مع لون فطري معبر.
بدأ اهتمام الفنان سالم بالحرف العربي بعد أن أنهى دراسته في كلية الإعلام بدمشق, وعاد إلى بلده ليعمل في تخصصه الذي أحب، فحملت مضامينُ عباراته الموصوفة والمكتوبة مصفوفات متوالية ومتناسقة في مسارات الأحرف وحركتها محمولة بالتناظر والتكرار ومجبولة على البنائية المعمارية لهندسة حروفها داخل إيقاع اللوحات وتلمّسها لسطوح الورق لتخلق رؤى جمالية تعكس حالة التزاوج والعناق التشكيلي ما بين العناصر الرئيسة المتجلية بالعبارات والخلفيات الملونة والمتممة لروح النص وصوفيته وإحالاته الرمزية وطبيعته الوصفية.
وعن بدايته مع الخط العربي يقول: البداية كانت مع الخط العربي إلى أن تطورت وأصبحتُ مسكوناً بهذا الفن العظيم, ولطالما أحببت خط الثلث الذي يزين دور العبادة بالزخارف والأشكال الهندسية, وتعرفت على بعض أسراره إلى أن أصبحت أرسم بحروفه أشكالاً وعوالم، وفي كل يوم أتعرف على شيء جديد في الفن وبقدر ما تبحث وتتخيل وتفكك الأشياء وتركّبها تصبح أمام معطى جديد يضاف إلى ما خطه الفنانون من قبل, ومن خلال العمل والتجريب بدأت تتبلور في داخلي فكرة التجديد، بكل صبر وأناة، ومحاولة تطويع الحرف العربي في الرسم الذي أعشقه, وما إن نجحت في كتابة أول لوحة مرسومة حتى أصبح الخط العربي عشقي الأول والأخير, ومن ثم دخلت في حقل الإعلان التجاري والذي كان في حينه يعتمد على إبداع الفنان ورؤيته الفنية؛ أما الآن نستطيع القول: لقد تراجع الفنان بعطائه الإبداعي؛ فبدخول التكنولوجيا الرقمية, وعالم الصورة ووسائل الاتصال الحديثة أصبح كل شيء جاهزاً وما يحتاج من المصمم أو الغرافيكي سوى الإلمام بالعمل على الحاسوب وإتقان البرامج الفنية الجاهزة والتي لا يحصى عددها، فالخطوط العربية بأنواعها جاهزة على الأقراص ,وكذلك أشكال الحروف اللاتينية وعدد لا منتهٍ من الخلفيات اللونية والتصاميم أصبحت بمتناول يد البعض الذي لا يوجد لديه حسّ جمالي وأيّ بعد فني؛ والدليل ما نشاهده في الشوارع والمحال التجارية والأماكن السياحية من فوضى إعلان غير مدروس يؤذي العين والذائقة الفنية لدى العامة.
 الفنان التشكيلي سالم عكاوي من مواليد الرقة 1968, خريج كلية الإعلام جامعة دمشق, عضو اتحاد الفنانين التشكيليين فرع دمشق,عضو اتحاد الفنانين التشكيليين العرب، عضو جمعية العاديات للثقافة والفنون عضو مؤسس جمعية ماري للثقافة والفنون, مفرّغ بوزارة التربية للعمل الفني, له مشاركات عديدة في الأنشطة الفنية والمهرجانات والمعارض الفردية والجماعية.

عالمي
جان أونوريه فراجونار (1732 – 1806)

آخر الرسامين الفرنسيين العظماء في القرن الثامن عشر، عبّرت لوحاته عن النواحي الأخلاقية والإصلاح الاجتماعي وتميزت بالمناظر الشاعرية التي يمتزج فيها بشكل رائع الأشخاص مع الضوء, وباللون الأحمر الذي كان يضفيه على المناظر الطبيعية بشكل متقن ,كما ظهرت ضربات ريشته العريضة عند رسم السماء الملبّدة بالغيوم التي تنذر بعاصفة بالإضافة إلى أنه رسم صوراً داخلية للعديد من الكتب الشهيرة مثل أساطير لافونتين ورواية دون كيشوت لسرفانتس, وكان أول من استخدم الألوان المخففة الشفافة ليضفي الرقة والانسجام على اللوحة.