حجم أضرار بقيمة 1,240 مليار ليرة سورية طالت المنشآت والمباني الحكومية بالسويداء نتيجة الاعتداءات الإرهابية المسلحة!!.

حجم أضرار بقيمة 1,240 مليار ليرة سورية طالت المنشآت والمباني الحكومية بالسويداء نتيجة الاعتداءات الإرهابية المسلحة!!.

الأزمنة

السبت، ٤ أبريل ٢٠١٥

السويداء- فريال أبو فخر firyaaf14@gmail.com
شهد الاقتصاد السوري خسائر كبيرة خلال أربعة الأعوام الماضية من عمر الأزمة، في ظل استمرار الأعمال الإرهابية التي دمرت المعامل والمصانع الحيوية لبلدنا، بالإضافة لفرض عدة دول عقوبات اقتصادية أحادية الجانب، ما تسبب في توقف آلاف المنشآت الاقتصادية، وارتفاع معدل التضخم والبطالة بشكل كبير، وبالرغم من أن السويداء تعتبر من المحافظات الهادئة والآمنة نسبياً وتعيش حياتها الطبيعة- كذلك نسبياً- إلا أنها لم تكن بمنأى عن كل ما يحدث إذ واجهت وبطرق مختلفة الكثير من هذه الأعمال الإرهابية وإن كانت بنسب أقل بالمقارنة مع المناطق الأخرى والأهم من كل هذا فإن الجهات المعنية ولتلافي الخلل الذي يحدث جراء أي عمل تخريبي كانت تبادر إلى إعداد الخطط الإسعافية لمعالجة جميع الأضرار الناتجة عن هذه الأعمال التخريبية، ما يعني أن حجم هذه الأعمال الإصلاحية والترميمية ستكون على حساب ميزانيات واعتمادات هذه الجهة والتي توضع بالأساس لإنشاء مشاريع خدمية جديدة تهم المواطن وحاجاته ما ولد نقصاً حاداً بالنسبة للخدمات التي يجب أن تُقدم.
تقرير عن حجم الأضرار بالمنشآت العامة بالسويداء..
وقد بيّن التقرير الصادر عن محافظة السويداء أن الاعتداءات الإرهابية المسلحة على المنشآت والمباني الحكومية ألحقت أضراراً مادية كبيرة ببعض المنشآت الخدمية والصحية والتعليمية والاستثمارية، وبقطاعات واسعة تهم المواطنين وحاجاتهم الأساسية كالماء والكهرباء والاتصالات، وأشار التقرير إلى أن قيمة الأضرار وصلت إلى 1,240 مليار ليرة سورية للمنشآت العامة في السويداء.
ويعد قطاع الكهرباء من أكثر القطاعات تأثراً بالمحافظة سواء أكانت هذه الأضرار قد طالته من داخل المحافظة أو خارجها، وقد وصلت الأضرار التي لحقت بقطاع الكهرباء حسب مدير عام الشركة العامة لكهرباء محافظة السويداء المهندس نضال نوفل نتيجة الاعتداءات الإرهابية منذ بدء الأزمة وحتى تاريخه أكثر من 30 مليوناً موضحاً أن الاعتداءات الإرهابية على قطاع الكهرباء في المحافظة استهدفت المولدات والأبراج والشبكات الكهربائية ما أدى إلى خروج معظمها عن الخدمة، إضافة إلى إقدام الإرهابيين على سرقة عدد من الكابلات النحاسية مبيناً أن الاعتداءات الإرهابية طالت 15 محولة كهربائية باستطاعات مختلفة منها 7 محولات باستطاعات تتراوح بين /50-200 ك. ف. أ/ تعرضت لثقوب كبيرة و5 محولات باستطاعة تتراوح بين /25-100ك. ف. أ/ تعرضت للسرقة و3 محولات أخرى باستطاعات تتراوح بين /25-200ك. ف. أ/ تعرضت للتلف بشكل كامل فيما تعرض كابلان نحاسيان رئيسيان يخدمان مشتركين للسرقة أحدهما بطول واحد كم والآخر بطول 110 أمتار، وبيّن نوفل أن الاعتداءات الإرهابية أدت إلى تلف مركزي تحويل هوائيين بشكل كامل بالإضافة لتلف برجين للتوتر المتوسط وأربعة أعمدة للتوتر المتوسط أيضاً، وسرقة ثلاثة عدادات ثلاثية منخفضة وأربعة قواطع توتر منخفض وسيارة دبل كبين، وساق مثالاً بأنه وخلال شهرين فقط فإن الاعتداءات الإرهابية نجم عنها إلحاق خسائر في هذا القطاع تتجاوز قيمتها خمسة ملايين ليرة حيث تسببت تلك الاعتداءات في تقطيع أوصال خطوط الكهرباء بين قريتي نجران وعريقة نتيجة نسف عمود وبرج للكهرباء بين القريتين المذكورتين وإعطاب محولة كهرباء وبرج في كل من قريتي داما ودير داما نجم عنها حدوث /5/ فتحات كبيرة في شبكة الكهرباء كما أدت الاعتداءات في قريتي بكا وبرد في الريف الجنوبي الغربي لمحافظة السويداء إلى نسف عمود كهربائي وحدوث /9/ فتحات كبيرة في الشبكة بالإضافة لانقطاع التيار الكهربائي عن كامل المحافظة لحوالي أربع وعشرين ساعة في شهر تموز الماضي جراء اعتداء إرهابي على الخط الرئيسي الواصل بين محطة تشرين والمحافظة، ولا ننسى زرع الإرهابيون عبوة ناسفة بالقرب من أحد أعمدة التوتر العالي بين قريتي داما وجرين على الحدود الإدارية بين محافظتي درعا والسويداء ما أدى إلى إلحاق أضرار مادية بالشبكة الكهربائية وانقطاع التيار الكهربائي عن القريتين المذكورتين.
قطاع المياه والموارد المائية ليسا أفضل حالاً..
ولا يقل تأثر قطاع المياه عن قطاع الكهرباء إذ وصلت قيمة الأضرار للموارد المائية إلى حوالي 29 مليون ليرة سورية بعد أن قام الإرهابيون بتفجير بئرين زراعيتين في كل من عريقة وعرى الأمر الذي أدى لخروجهما من الخدمة، أما بالنسبة لمؤسسة المياه فقد أدت الاعتداءات الإرهابية على آبار ومحطات الضخ إلى خروج محطة المزيريب والحراك وخروج آبار الرشيدة والرياثة وخربا وعرى من الاستثمار إذ وصلت قيمة الأضرار إلى 67 مليون ليرة سورية، وقد واجهت مؤسسة المياه ومشتركيها من الموطنين كثيراً من الصعوبات والتحديات عن طريق خروج بعض الآبار الواقعة في المناطق الساخنة وغير الآمنة عن الخدمة بسبب الاعتداءات المتكررة عليها، وعدم تمكن الفنيين من الوصول إلى تلك المواقع، إضافة إلى خروج مشروع المزيريب في محافظة درعا عن الخدمة بشكل نهائي بسبب الاعتداءات المتكررة من العصابات الإرهابية على محطات الضخ وخط الجر، علماً بأن المشروع كان يؤمن نحو50% من الاحتياج اليومي لمدينة السويداء من مياه الشرب أي(عشرة آلاف متر مكعب يومياً) حيث يبلغ الاحتياج اليومي لمحافظة السويداء من المياه 95 ألفاً و616 م3 بينما يبلغ العجز المائي اليومي 36 ألفاً و116م3، كما تم ضرب محطة الحراك والتي كانت تقوم بضخ المياه من مشروع  المزيريب  بمحافظة درعا إلى مدينة السويداء وأدى هذا إلى توقف عمل المحطة وإحداث نقصٍ بالوارد المائي إلى مدينة السويداء, ووقوع المواطنين بحاجة ماسة للمياه، بالإضافة للاعتداءات على مجموعة آبار الثعلة البالغ عددها حوالي 13 بئراً ارتوازية التي تقع في منطقة بساتين الزيتون شرق قرية الثعلة، إضافة لسرقة عدد من الكابلات الكهربائية المغذية للمضخات الغاطسة في هذه الآبار، الأمر الذي أدى إلى خروجها عن الخدمة وكذلك إحداث نقصٍ كبير في كميات المياه التي يتم ضخها باتجاه المدينة، عدا إيذاء بعض العاملين في هذه الآبار، كل هذه التعديات ولدت أضراراً مادية كبيرة ما أرغم المؤسسة في حينها على إجراء الإصلاحات اللازمة وتنفيذها، وبالطبع فإن هذه المبالغ التي صرفت كانت من رصيد وميزانية المشاريع التي من المفروض أن تقوم بها المؤسسة لإنشاء مشاريع جديدة لخدمة المواطنين، كما تعرضت آبار ومحطات المياه في قرية الرشيدة والواقعة في أقصى السويداء( جبل العرب) من جهة الشرق- بمحاذاة البادية السورية- إلى اعتداء إرهابي، كان نتيجته خروج المشروع عن الخدمة بعد تدمير محطة الضخ الثانية بالكامل وحرق ثلاث آبار لمياه الشرب وخزان الوقود، وإلحاق أضرار كبيرة بالمشروع الذي يغذي المنطقة الشرقية من المحافظة بمياه الشرب، واختطاف أحد العمال في هذا المشروع، كما كان لصعوبة صيانة المضخات الغاطسة أثرا كبيراً نظراً للظروف الراهنة إضافة إلى الحاجة الماسة لتأمين عدد من المضخات الغاطسة الضرورية لتشغيل واستثمار المشاريع الجديدة أو استبدال المضخات المتعطلة عن العمل وتأمين الاعتمادات المالية اللازمة لذلك.
تخريب وسرقة وأعطال طالت قطاع الاتصالات..
أما قيمة الأضرار التي لحقت بقطاع الاتصالات فقد وصلت إلى 22 مليون ليرة سورية وبحسب المهندس غصوب أبو شديد مدير اتصالات السويداء فإن الصعوبات والمعوقات التي تواجه العمل كثيرة وتتمثل في البطء التقني في بعض البرامج والأضرار والتعديات التي تقع على الشبكات الأرضية الرئيسية والفرعية نتيجة الأعمال التي تقوم بها الجهات الخدمية، وعدم توافر شريط الميدان ما يؤدي إلى انخفاض نسبة التركيبات وزيادة نسبة الأعطال لدى المشتركين بسبب الأعمال التخريبية وخاصة في المناطق الحدودية وأشار أبو شديد إلى أن المعوقات والصعوبات التي تعترض سير العمل ازدادت مؤخراً بسبب التعديات المستمرة على الكابلات الهوائية وسرقتها، حيث تجاوزت قيمة الأضرار الناجمة عنها بنسب كبيرة، ما أدى إلى أن تأخذ صيانتها جهداً ووقتاً كبيرين كان يمكن وضعهما في المشاريع الجديدة، مضيفاً أن ظاهرة سرقة الكوابل الهاتفية ليست وليدة اللحظة إنما كانت تقع في السابق وبفترات زمنية متباعدة وفي أماكن متفرقة من المحافظة ولكن زادت حدتها خلال الفترة الأخيرة نتيجة الظروف الراهنة حيث استغل حفنة من اللصوص الأوضاع السائدة لاقتناص الفرص وغياب الذمة والضمير لديهم بالإقدام على سرقة الكوابل الهاتفية دون أي وازع من الأخلاق والضمير، حيث قامت هذه المجموعات من اللصوص بحرقها في أماكن بعيدة عن الأعين واستخراج النحاس الموجود بداخلها وبيعه بهدف الحصول على الربح المادي، وهذه المسروقات كبدت الفرع خسائر مادية كبيرة عدا انقطاع الخدمة عن المواطنين بين الفينة والأخرى وقد طالت هذه التعديات والسرقات جميع المراكز أو أغلبها على الإطلاق‏، حيث قامت مديرية اتصالات السويداء بإبلاغ الجهات المعنية عن وقوع هذه التعديات والسرقات في حينها، مطالبة بتكثيف الدوريات في المواقع المذكورة آنفاً، واتخاذ التدابير اللازمة والإجراءات الكفيلة للقبض على الفاعلين ومراقبة الآليات العابرة ليلاً لكونها تكررت لأكثر من مرة في بعض المواقع، ومن المعروف أن غرف التفتيش الهاتفية والبالغ عددها بالمئات منتشرة على مساحة المحافظة وليس هناك إمكانية لمديرية الاتصالات وضع حارس على كل غرفة تفتيش وقد أجريت ضبوط نظامية بجميع السرقات، ولكن للأسف أن معظم هذه السرقات سجلت ضد مجهول لعدم إلقاء القبض على الفاعلين ولم يتم العثور إلا على بعض المواقع التي كان يقوم السارقون بحرق الكوابل بداخلها واستخلاص مادة النحاس منها لبيعها.‏
 تعديات وأضرار طالت مختلف القطاعات..
كما طالت هذه الأضرار قطاع التربية بسرقة أثاث وتجهيزات مدرسة الشياحة والمقوس ومدرسة علي البداح ومدرسة سكاكي ولبين ومدرسة عرى المهنية، وقد وصلت قيمة الأضرار التي لحقت بها إلى 415 مليون ليرة، أما بالنسبة للوحدات الإدارية فقد شملت الاعتداءات سرقة دراجة نارية تابعة لبلدية الثعلة إضافة لتخريب الطرق في قرية الثعلة وسرقة أمراس كهربائية وسيارتين من مدينة السويداء، كما أدى انفجار عبوة ناسفة بالقرب من مرآب مجلس مدينة السويداء إلى إلحاق أضرار مادية بالمرآب وسرقة أثاث ومعدات وصهريج من بلدية خربا، إضافة لما خلفته الأزمة من أضرار على عمل الوحدات الإدارية، إذ وصلت التكلفة التقديرية لهذه الأضرار إلى 535 مليون ليرة، أما قيمة الأضرار التي لحقت بقطاع المحروقات فبلغت 9 ملايين ليرة سورية، والتنمية الزراعية 50 مليون ليرة سورية، أما الأضرار التي لحقت بأمانة سر المحافظة خلال الأزمة فقد وصلت إلى 124 مليون ليرة سورية، كما طالت هذه التعديات القطاع الصحي بسرقة سيارتين وبتخريب المركز الصحي في المجدل والأصفر وإصابة 6 أشخاص من طواقم التمريض، وفي ظل الظروف الراهنة فقد وقع مربو الثروة الحيوانية في شباك المبتزين وقناصي الفرص وتجار الأزمات إلا وهم تجار القطاع الخاص، خاصة بعد أن شرعت الأبواب نتيجة لغياب عنصر المنافسة عن الساحة ألا وهي مؤسسة الأعلاف، وهذا وبكل صراحة شكل ضربة موجعة ومؤلمة لهؤلاء المربين ولاسيما إذا علمنا أن أسعار مادة العلف لدى القطاع الخاص أصبحت ناراً كاوية ولم يعد بمقدور المربين تحملها، وبالنتيجة وأمام هذا الواقع العلفي المزري والذي مازال رهين القطاع الخاص لم يعد أمام المربين سوى الإقلاع عن تربية المواشي(أبقار – ماعز – أغنام) لكونها لم تعد مطعمة للخبز حسبما ذكر عدد منهم جراء عدم قدرتهم على تموينها من أعلاف القطاع الخاص التي(أمحلت) صوبهم وأثقلت كواهلهم الأمر الذي أدى إلى تراجع أعداد هذه الثروة بشكل ملحوظ والأهم من ذلك أن نوعية الأبقار المقتناة اعتمادها الأساسي على الأعلاف وغير معتادة على الرعي، أما بالنسبة للأغنام والماعز فكثيراً من المراعي لم تعد آمنة مثل اللجاة والتي كانت من المراعي الأساسية للأغنام والماعز أما الآن وبعد استباحتها من قبل المجموعات المسلحة لم تعد مكاناً آمناً للرعي ما أجبر عدداً كبيراً من مربي منطقة اللجاة على بيع قطعانهم ما أدى إلى تقهقر الثروة الحيوانية على أرض المحافظة.