تفتيق وترقيع.. صفحة نقدية ساخرة ..إعداد: نضال خليل

تفتيق وترقيع.. صفحة نقدية ساخرة ..إعداد: نضال خليل

الأزمنة

الاثنين، ٢ مارس ٢٠١٥

تموين دبلوماسي
التفاوت الكبير في الأسعار وخاصة الخضار والفواكه بين منطقة وأخرى يدعوك للدهشة، ولاسيما أن كل تلك المحلات تتفاخر بوضع لائحة أسعار (بحجم الملحفة) على أساس أنها تسعيرة التموين وأنها تتقيد بها رغم الأزمة وخدمة للأخ المواطن.. ولعل وقاحة بعض البائعين و(بجاحتهم تثير) في نفسك الاشمئزاز، فإذا لم يعجبك اذهب واشترِ من عند غيرهم، هناك أرخص وأوفر لك، وإذا لم يعجبك السعر أو الكلام فسوف يصدمك كلامهم الواثق "روح اشتكي" وقد يعطونك رقم التموين كنوع من التأكيد.. أما جماعة التموين فلديهم أسلوب دبلوماسي و"طولة بال" في الاستماع إليك ومبادلتك الشعور والتعاطف مع مكالمتك الغالية والحريصة على قلوبهم، لكن الجواب على حدّ تعبير أحد المشتكين "تكرم عينك لكن مو طالع بإيدنا شي"..

راشيتة معطرة
لا تزال أصابع الاتهام توجه من طلاب الجامعة ضد الأساتذة باستهدافهم أثناء تصحيح أوراق الامتحانات ومحاباة زميلاتهم صاحبات الحسن والغنج والدلال، حتى إن الأستاذ يعطي العلامة وعلى ذمتهم (ع العمياني)، وهو ما دفع البعض للاستعاضة عن إدخال الراشيتة إلى الامتحان واستبدالها (ببارفان نسواني).. يبخبخ بمنه قليلاً ع ورقة الإجابة تاركاً لأنف الأستاذ تقدير العلامة..

فوارق حرامية
السرقة سلوك اجتماعي أزلي مرتبط بالغريزة، فالإنسان وبحسب عمنا فرويد شرير بطبعه وطماع يكره الخير لغيره، وهو ما يحفزه على تملكه لأشياء غيره.. والحرامي في القانون حرامي سواء سرق بيضة أو جملاً ويجب معاقبته ودكه في بيت خالته، وهنا بيت القصيد، فالفقير تمتد يده للسرقة بفعل زقزقة عصافير بطنه وغالباً ما تكون طموحاته وآفاقه الإجرامية إن جاز التوصيف الجنائي تحت سقف رغيف الخبز لإسكات تلك العصافير له ولأسرته، تظل صفة الحرامي تلازمه طيلة حياته وأسرته وتتفنن السير الشعبية في سردها باعتبارها من الكبائر.. أما الحرامي الكبير فسرقاته تكون ميزة تصبغ أفراد عائلته، فكونه لم يقع في المصيدة أو ما زال (يهبش) فحلال عليه، فهو بنظر العامة حرامي ابن حرامي وهذه الأخيرة نوع من المفاخرة أيضاً طالما الحرامي كبير ولا أحد يراه مع كل كبره..

إنت وساكت
 يزداد جشع وطمع التجار يوما بعد يوم في ظل عدم المحاسبة الجدية وانعدام الضمير والأخلاق لدى هؤلاء، فتلتهب الأسعار وتكوي بنارها من يرون في الراتب خط الدفاع الأخير، حيث يعيدون حساباتهم من جديد ويسقطون من يومياتهم ما يعتبرونها كماليات ولاسيما أن سعرها أيضاً أصبح كاوياً.. فقبل فترة سقط السمن والزيت وبعده تهاوى حلم تناول لحمة مرة في الشهر وقبله تحطم مشروع طنجرة الرز واليخنة بعدما أصبح كيلو الرز باـلشيء الفلاني ليرة.. حتى الفول والفلافل أصبحت الوجبة لأسرة مغامرة أكلة تهدد الأمن الاقتصادي للأسرة.. بحيث لم يبق للدرويش بعيداً عن الحسابات ونار الأسعار سوى أن يأكل..... هوى ويسكت؟!