حملة المرحمة الثانية، عن الظروف والأهداف.. ومذكرة تفاهم وتنسيق مع الأمانة السورية للتنمية

حملة المرحمة الثانية، عن الظروف والأهداف.. ومذكرة تفاهم وتنسيق مع الأمانة السورية للتنمية

الأزمنة

السبت، ١٤ فبراير ٢٠١٥

هي المرة الثانية التي تحط "حملة المرحمة" رحالها في دمشق، ولكن هذه المرة في ظروف قاسية عاشتها إدارة الحملة نتيجة الخطر الداهم الذي تعرض له أعضاء الوفد والمرافقون لهم في مدخل مخيم اليرموك حين سقطت قذيفة هاون بالقرب منهم مصدرها العصابات المسلحة وأفرادها الذين ينشرون الخراب والرعب الذي تفوح منه رائحة الموت أينما حلّوا، وكان أن حمل بعض أفراد الوفد أغراضه وقفل راجعاً، وليتصل مكتب رئيس الوزراء الماليزي بالمتطوعين الماليزيين ليطمئن عن أحوالهم.
إن ما حدث لم يمنع القافلة من الوصول إلى أهدافها وتوزيع المساعدات الإنسانية في أكثر المناطق تضرراً كما لم تمنع الهجمة الشرسة التي يشنها المسلحون من رؤية حقيقة ما يجري على الأرض والاطلاع على الواقع المرير الذي يعيشه المتضررون وعلى الحاجات المتزايدة التي تتطلبها الظروف الراهنة.
سبق أن قلنا إن للقائمين على قافلة المرحمة تجربة سابقة في فك الحصار عن غزة عن طريق شرائهم سفينة مرمرة كما أن عدداً منهم جزائريون عاشوا ويلات الإرهاب، وعانوا التهجير وعسف الأيام التي تضع الآمنين في مهب الريح ليعيشوا قلق الأيام والحاجة المقرونة بذل السؤال بعد أن كان الجميع آمنين في بيوتهم لا يعكر صفو حياتهم شيء، وليحكي لنا جزائريون قدموا مع الحملة عن ظروف مماثلة عاشوها في السنوات العشر الحمراء الدامية التي ذهبت بأكثر من /250/ ألف جزائري كانوا ضحية التطرف والإرهاب اللذين ينموان في سرادق الغرب وخلف كواليس أجهزته الأمنية وبمباركة من حكومات الاستعمار القديم التي لاتزال تمّول وترعى كل حركات التطرف والإرهاب في العالم حتى نكاد نقول إن الإرهاب هو الوليد الشرعي لتلك الدول.
قافلة المرحمة تهدف وفق تصريحات القائمين عليها إلى التخفيف من معاناة السوريين والإنسان بشكل عام، وكان أحمد الإبراهيمي من الممولين الجزائريين للحملة قد قال قبل أشهر من الآن: إن هذا ديدننا في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها سورية، ولأننا عشنا مثل هذه التجربة في الجزائر، فسيعرف السوريون أن الحل بيدهم وحدهم، وهم من يستطيعون إعادة الحياة إلى سابق عهدها وإلى وضعها الطبيعي، والشعب السوري قدم الكثير للأمة العربية، ونحن أمة واحدة وشعب واحد وعندما نرى ما يعانيه إخوتنا نتيجة الفتنة لا يسعنا إلا أن نقدم لهم العون، والقافلة هي رسالة بأننا أمة نحتاج بعضنا وعدونا لا يرحم.
رشاد الباز فلسطيني من هولندا جاء هذه المرة رئيساً للحملة وهو يعمل في مؤسسة إغاثية منذ 25 عاماً والمؤسسة الجديدة عمرها خمس سنوات وهو يقول: إن الهدف من القافلة هو الوصول إلى حاجات المتضررين الملحّة وكل ذلك بالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية التي نحقق معها الكثير من النجاح، والدور على صغر حجمه يلامس حاجات الناس الأساسية من مأكل وملبس وبعض الحاجات الطبية، وسبق له أن صرّح في القافلة الأولى ووجه نداء إنسانياً لمساعدة النازحين عن بيوتهم نتيجة الضرر الذي لحق بها لأنهم كانوا آمنين وجاء الظلام ليعكر صفو حياتهم، ووعد بأن قافلة المرحمة ستعمل على جلب المزيد من المساعدات، ليس تمنناً على أحد، فسورية كانت تفتح أبوابها لكل عربي، وتؤوي الكثير من المهجرين والمشردين العرب، ولم تبخل حتى على الأجانب الذين كانوا يعانون في بلدانهم.
اتفاقية شراكة
الدكتور مصطفى العماوي المنسق الخاص لحملة المرحمة قال: هذه القافلة الثانية وفيها تم توقيع اتفاقية شراكة وتنسيق من قبل الحملة التي يترأسها السيد رشاد الباز من هولندا مع الأمانة السورية للتنمية لتسيير قوافل مساعدات للمتضررين من جراء الأحداث في سورية ومن ضمن المناطق مخيم اليرموك وحاولنا مراراً التوزيع في مدخل المخيم ولكننا لم نستطع بسبب الاشتباكات وإطلاق النار، وحين اقترب الوفد في آخر مرة من مكان التوزيع تم إطلاق قذيفة هاون من قبل المسلحين نزلت بجانب الوفد، فتأكدنا أنه يستحيل التوزيع من مدخل المخيم.
ويتابع العماوي: اقترحت على رئاسة الحملة الدخول إلى المناطق الجنوبية من قبل المناطق التي تم فيها مصالحات وطنية (يلدا - ببيلا) تشجيعاً لمنهج المصالحات، وحتى تصل القافلة إلى أهلنا المدنيين حصراً في مخيم اليرموك أو غيرها من المناطق المتضررة، ومن جهته رحب الأمين العام للأمانة السورية للتنمية بالمقترح وشجع عليه، وفعلاً تم اتخاذ القرار وتحدد موعد للدخول صادف يوم قَصف المسلحون الذين يتواجدون في الغوطة الشرقية مدينة دمشق بالصواريخ الحاقدة وتأجل الدخول إلى يوم الجمعة وفعلاً دخلت القافلة المكونة من خمس شاحنات كبيرة مع الوفد إلى المنطقة الجنوبية عبر طريق "سيدي مقداد" بتسهيل ومساعدة من الجهات المختصة وبتنسيق مع فريق المتطوعين التابع للأمانة السورية.
تقسيم السلال
يقول العماوي: عندما وصلنا إلى يلدا كان أهالي اليرموك قد تجمعوا بأعداد كبيرة في يلدا وتم تقسيم السلال الكبيرة إلى سلال متوسطة ليشمل التوزيع أكبر عدد ممكن من أهلنا المدنيين المتضررين في مخيم اليرموك فصار مجموع السلال ما يقارب ثلاثة آلاف سلة متوسطة وأكثر من /2000/ ربطة خبز وحرام وصندوق ماء وتم التوزيع عبر فريق المتطوعين التابع للأمانة والحملة، وكان التوزيع عبر بطاقات وإيصالات للمدنيين فقط وانتهى التوزيع يوم الخميس 9/2/2015م بشكل منظم وموثق.
وأخيرا قال العماوي: نشكر الأمانة السورية للتنمية على حرصها الشديد في إيصال المعونات للمتضررين ونشكر الجهات المختصة المعنية على كل التسهيلات التي قدمتها للقافلة والحملة.
إسماعيل عبد الحي
esmaeel67@live.com