د.أحمد بدر الدين حسون: سورية الأرض التي بارك الله فيها للعالمين..المطران آرماش نالبنديان :السلام لوطننا سورية

د.أحمد بدر الدين حسون: سورية الأرض التي بارك الله فيها للعالمين..المطران آرماش نالبنديان :السلام لوطننا سورية

الأزمنة

الثلاثاء، ٦ يناير ٢٠١٥

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى إخوانه النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين.
عام آخر يمر على سورية الحبيبة الغالية، وهي تنزف دمها ودم بنيها الكرام، وتنزف أرضها ألماً وحسرة لما فعل الحاقدون عليها فيها..
عام آخر يمر وكان أملنا أن يمرّ في ظروف أفضل، وقد عادت البسمة إلى الشفاه، ورضي الذين ضحوا بدمائهم وأرواحهم، وقنعوا بأنهم استشهدوا لتعيش سورية حياة أفضل، لكن أنهار الحقد والتآمر على العزيزة سورية، وعلى شعبها الأصيل المغرق في القدم والأصالة لاتزال تترى وتشتد يوماً بعد يوم، ولكن أنّى لهم أن يستأصلوا روح الحياة التي زرعها الله سبحانه وتعالى في الأرض والإنسان..؟!
عام آخر يمر، والأعياد تفقد بهجتها، ويكتشف المحبون المنتمون أن العيد والأعياد كلها لا تكون إلا بالحياة الإنسانية الكريمة، وبعزة الأوطان وتحررها من كل ما يخالف طبيعتها وأنفتها..
في مثل هذه الأيام، تحدثنا ودعَونا، وفي هذا المكان، وكان أملنا كبيراً في أن تنزاح الغمة عن سورية وشعبها والمخلصين من أبنائها، وأن يعود إلى جادة الصواب أبناؤها الذين غطت بصائرهم غشاوات شتى، وأن يخاف الله أولئك الذين أشعلوا النار في جنبات الوطن بعد أمان وهدوء وسكينة خصّ الله بها سورية.
منذ أيام مرّ عيد ميلاد رسول المحبة السيد المسيح عليه السلام، وفيه دعونا ورجونا، واليوم نأمل وندعو، ولا ننفك ندعو الله سبحانه أن يكون العام القادم على سورية عام هدوء وطمأنينة وسلام.
قدمت سورية دماء أبنائها، وجادت بكل ما تملك، ولاتزال قادرة على العطاء، ومن أجل كرامتها وعزتها وحريتها يرخص كل غالٍ.. إنّ ما يحزّ في النفس أن نجد هذا الدم الزكي يراق بين الإخوة، ومكانه الحقيقي في مواجهة العدو الصهيوني الذي استباح أرضنا، وهجّر أهلنا.. هناك تحلو الشهادة، وهناك يكون الموت فرحاً وسعادة في مقارعة العدو، وشتان ما بين استشهاد واستشهاد..
مع هذا العام.. أرفع الدعاء بين يديك سيدي يا رسول الله لتذكرنا بين يدي الله وأنت القائل: (اللهم بارك لنا في شامنا) الشام التي سعد فيها إبراهيم عليه السلام، وأمن فيها كليم الله موسى، ومن تربتها الطاهرة نبت جسد عيسى عليه السلام، ومن أرضها صعدت يا حبيبنا المصطفى إلى السماء، وعلى قمة قدسها عقدت أول قمة جمعت كل الأنبياء، هذه سورية، نرجو من الله أن يكلأها برحمته، وأن يلبسها ثوب الأمان والعزة والكرامة ليبقى الأمن والإيمان في الشام إلى يوم القيامة.
كل عام وأنتم بخير، وسورية بشرائعها ومذاهبها وطوائفها وقومياتها وأعراقها بألف خير، ورحم الله شهداء سورية الذين قضوا على ترابها من أجل عزتها وإبائها..
المفتي العام للجمهورية العربية السورية
رئيس مجلس الإفتاء الأعلى
الأستاذ الدكتور الشيخ
أحمد بدر الدين حسون


المطران آرماش نالبنديان مطران الأرمن الأرثوذكس -
 أبرشية دمشق وتوابعها
يقول نيافة المطران: "يصادف هذا العام 2015 مئوية الإبادة الجماعية التي تعرض لها الشعب الأرمني على يد الأتراك إبان الاحتلال العثماني للعديد من دول المنطقة، ومنها أجزاء من أرمينيا التاريخية أو ما يُعرف بأرمينيا الغربية، وقد خسر الشعب الأرمني من جراء تلك الجريمة اللاإنسانية ما يزيد عن مليون ونصف المليون من النفوس البريئة وتهجير ما تبقى من الشعب الأرمني من أرض أجداده التي سكنها منذ آلاف السنين. وهذا ما يبرّر تسمية هذه الجريمة اللاإنسانية بإبادة جماعية عنصرية وليس بمجزرة، لأن الغاية منها كانت القضاء على الشعب الأرمني برمّته ومحو تاريخه وإرثه القومي والثقافي واغتصاب وطنه، وإلغاء حضوره في أرض أجداده. أما نحن، أبناء الطائفة الأرمنية في سورية اليوم، الذين نمثل الجيل الثالث والرابع من أبناء أولئك الذين نجوا من هول الإبادة، ووجدوا في أرض هذا الوطن الملاذ والملجأ وفي شعبه النبيل الأخ والمجير. فسورية بالنسبة لنا باتت مغارةَ ميلاد، لأن شعبنا الأرمني ولد من جديد على أرضها الطاهرة بعد أن كادت الإبادة تنال من وجوده برمته. فسورية بالنسبة لنا مساوية لمعنى القيامة والحياة، لأنها جسر مرّ منه أجدادنا من براثن الموت إلى أحضان الحياة". وفي رسالته الميلادية يقول نالبنديان: "اسمحوا لي أن أقف أمام مغارتي السورية وأصلّي وأطلب من الطفل يسوع أن ينعم على سورية بالسلام. وأن يعطي الرحمة للشهداء، والشفاء العاجل للمرضى والمصابين، والأمل برجوع المخطوفين ليفرح قلوب ذويهم، والعمل لمن فقد عمله، والدفء للذين بردوا، والأمل للأهل، والفرح للأطفال، والنجاح للطلاب، والسلام لوطننا سورية".