بلبلة بعد قرار وقف توزيع مادة المازوت  في ظل انعدام خيارات وسائل التدفئة البديلة أمام المواطن..

بلبلة بعد قرار وقف توزيع مادة المازوت في ظل انعدام خيارات وسائل التدفئة البديلة أمام المواطن..

الأزمنة

السبت، ٢٠ ديسمبر ٢٠١٤

السويداء- فريال أبو فخر firyaaf14@gmail.com
ليس غريباً أن تعلو الأصوات المطالبة بالإسراع في عملية توزيع مازوت التدفئة من قبل أهالي محافظة السويداء، فنسبة توزيع المادة لأغراض التدفئة وحسب مصدر بالمحافظة لم تتجاوز الـ 35% في محافظة السويداء حتى هذا التاريخ، ما جعل الكثيرون يتوقعون عدم حصولهم على مادة المازوت المدعومة لهذا العام، لكوننا دخلنا في النصف الأخير لشهر 12 ولم يتم الإعلان حتى الآن عن موعد جديد للتوزيع للأسر المتبقية والتي لم تحصل بعد على مستحقاتها من هذه المادة.
منذ قرابة الشهرين قررت اللجنة الفرعية للمحروقات بمحافظة السويداء البدء بتوزيع مادة المازوت لأغراض التدفئة على الأسر في المحافظة، على أن تكون الأولوية في عملية التوزيع للمناطق الجبلية والباردة من المحافظة إلى جانب التوزيع في مدينة السويداء وبمعدل 200 ليتر لكل أسرة، وبعد أن تم التوزيع على بعض الأسر ولعدة أيام معدودة تفاجأ المواطنون بقرار وقف التوزيع لهذه المادة، لتتضارب الآراء فيما بعد عن معلومات تفيد بأنّه تم تقليص كمية التوزيع- حال وصول المادة- إلى 100 ليتر ومعلومات أخرى عن 50 ليتراً، ما أثار بلبلة ضمن المجتمع المحلي في ظل انعدام الخيارات الأخرى أمام المواطن، ومع ارتفاع أسعار وسائل التدفئة البديلة من غاز وحطب وكهرباء وبنزين، وعدم توفرها في كثير من الأحيان.
الأعداد كثيرة وكميات قليلة من مادة المازوت..
أمام هذا الواقع المزري وصل للأزمنة كثير من المكالمات الهاتفية من مواطنين ساقتهم الحاجة للشكوى من عدم توفر أي مادة وقودية لديهم متمنين علينا المطالبة بحقوقهم عوضاً عنهم لأننا صوت الحق كما قال لنا أحدهم، فهم وفي ظل هذا الغلاء المستشري كالوباء عاجزين عن شراء ليتر واحد من المازوت بالسعر الحر، أما أهالي منطقة عريقة بالمقرن الغربي من السويداء فقد عبروا عن حاجتهم هذه باعتصام نفذه أهالي المنطقة منذ أسبوع تقريباً وطالبوا من خلاله بتوزيع مادة المازوت عليهم وقد انتهى الاعتصام بناء على وعد من الحكومة بتأمين 15 ألف ليتر مازوت سيتم توزيعها على أهالي المنطقة، أحد المتصلين ذكر للأزمنة أنّ هذه الوعود لم تتحقق إلا بنسب قليلة، فالأعداد كثيرة مقابل كميات قليلة من مادة المازوت.
طلاب بلا تدفئة!!
أهالي الطلاب في الحي الذي أقطن به أكدوا لي بأنّ بعض المدارس غير مؤمن لها التدفئة في الصف والقاعات التدريسية، وشرحوا للأزمنة كيف أنّ أولادهم يمضون حصتهم الدراسية وهم يعانون من برد شديد ما يؤثر هذا على تركيزهم وتشتيت أفكارهم وعدم استجابتهم للمادة التي تُدرس لهم عداك عن الأمراض التي يتعرضون لها على أثر تلقيهم البرد القارس، إحدى الأمهات أكدت بأنّها ذهبت منذ فترة لتأخذ طفلها من المدرسة بعد اتصال جاءها لتجده في حالة يرثى لها بعد أن تقيأ في الصف إثر تعرضه للبرد كون الصف من غير تدفئة، وتساءلوا: هل من المعقول أنّه وفي ظل هذا البرد الشديد لم تستطع الجهات المعنية تأمين مادة المازوت للمدارس والطلاب؟ وطالبوا بتأمين هذه المادة فوراً وأن تقوم الجهات المسؤولة بواجبها اتجاه طلبتها.
تخفيض الكميات المخصصة للمحافظة للثلث!!
هناك توقعات بحدوث أزمة في الطلب على مادة المازوت خلال الفترة القريبة القادمة، في ظل توقف توزيع المادة على المواطنين لأغراض التدفئة، هذا ما ذكره أحد المواطنين للأزمنة والغريب- والكلام للمواطن- أنّ لجنة المحروقات في المحافظة لم تستطع لتاريخه اتخاذ أي إجراءات بهذا الخصوص لإطفاء فتيل أزمة قد تشتعل في ظل اشتداد البرودة وخاصة في المناطق الجبلية، ليقتصر عملها خلال هذه الفترة على اجتماعات روتينية لتوزيع الكميات الواردة إلى المحافظة من المازوت على الفعاليات المختلفة من صحة وأفران وآبار مياه ووسائط نقل بعد أن تم تخفيض الكميات المخصصة للمحافظة مؤخراً إلى الثلث في وقت أحوج ما تكون فيه المحافظة لزيادة هذه الكميات لتلبية الطلب المتزايد على المادة لزوم التدفئة ولزوم الفعاليات الصناعية والحرفية والسياحية وسواها، واللافت أنّ اللجنة المعنية بالمحروقات ضمن المدينة تبرر عجزها هذا بعدم تواجد مادة المازوت في المحافظة، وإذا كان الأمر كذلك لماذا لا تقوم هذه اللجنة بالمطالبة الحثيثة والدائمة لتأمين هذه المادة؟.. ولماذا هذا التقصير من قبلها اتجاه حاجة المواطنين، لقد بدأ المواطن يتقبل فكرة تقليص الكمية التي توزع عليه من مادة المازوت "فالرمد أهون من العمى" ولكن متى سيتم توزيع هذه الكميات القليلة فالمواطن الآن وفي ظل هذا البرد القارس سيرضى حتى بهذا القليل، لأنّه لا يستطيع شراء ليتر من المازوت بالسعر غير المدعوم في ظل هذا الغلاء لكافة الحاجات والمستلزمات التي يحتاجها المواطن.
نسب التوزيع أقل من 30% في بعض المناطق و0% في مناطق أخرى..
والمتتبع لنسب توزيع مادة المازوت لأغراض التدفئة لهذا العام والتي بدأت منتصف شهر أيار الماضي- لتخفيف الضغط الذي قد يحصل في بداية فصل الشتاء- وتوقفت بشكل مفاجئ في آب المنصرم فإنّه يلاحظ أنّ هذه النسبة وفقاً لمحضر اجتماع لجنة المحروقات بالمحافظة لم تتجاوز في أحسن حالتها الـ30% فيما سجلت النسبة صفراً في عدد من قرى المحافظة مثل(الدور- تعارة- خربا- المشقوق- الأصفر) حيث لم يسجل أي توزيع لأي ليتر من مازوت التدفئة فيها، بينما سجلت 10% في قرى (طربا- ولغا- حبران- سليم- الكفر- الرحى) ومعظم تلك القرى تشهد برودة لا تحتمل في فصل الشتاء وتحتاج كل أسرة فيها إلى حوالي/1000/ ليتر في الشتاء لأغراض التدفئة، فيما توقفت نسبة التوزيع في مدينة السويداء عند الـ 19% وإذا ما أخذنا النسبة في أحسن حالاتها فهذا يعني أنّ أكثر من70% من الأسر في المحافظة لم تحصل على ليتر واحد من مازوت التدفئة لهذا العام.
تخفيض الطلبات إلى 6 طلبات يومياً!!
وحسب مصدر مسؤول بالمحافظة فإنّ وضع المحروقات في المحافظة بحدها الأدنى وخاصة المازوت بعد أن تم تخفيض الطلبات إلى 6 طلبات يومياً حيث تحتاج المحافظة إلى 56 طلباً أسبوعياً لتغطية الفعاليات من مياه وصحة ومخابز ونقل، في حين لا يصل في الأسبوع إلى المحافظة أكثر من 36 طلباً، بالإضافة إلى أنّ تلك الكميات التي جرى ذكرها لا تشمل عملية توزيع مازوت التدفئة والتي تحتاج وحدها إلى 8 طلبات يومياً بالحد الأدنى، أما الخطة الزراعية وحاجتها للوقود في المحافظة فحدّث ولا حرج فهي تحتاج هي الأخرى إلى 700 ألف ليتر يومياً، ولا ننسى المدارس ضمن المحافظة والتي تحتاج إلى مليون و300 ألف ليتر ليتم توزيع 25% فقط من حاجات بعض المدارس، حيث لم يكتمل التوزيع على جميع مدارس المحافظة، ومازالت نسبة الـ 75 من المدارس دون تدفئة لغاية هذا التاريخ.
لا يحق للجنة المحروقات صرف أي ليتر من المخزون!!!!!!
"كل هذا التقصير سببه الجهات المعنية بالمحافظة" هذا ما خلص إليه مواطنو السويداء، فالجهات المعنية لم تسع للعمل الجاد والطلب من وزارة النفط الموافقة على صرف وتوزيع كميات المازوت الموجودة في مستودعات بلدة عريقة للمحروقات، علماً أنّ هذه الكميات الموجودة هي عبارة عن احتياط ومخزون استراتيجي ولا يحق للجنة المحروقات صرف أي ليتر من هذه المادة إلا بعد موافقة وزارة النفط، وتساءل أحدهم لماذا لا يسعون جاهدين للحصول على هذه الموافقة؟ لترد اللجنة بدورها على أنّها قامت بمخاطبة الوزارة بكتاب رسمي لزيادة عدد الطلبات الواصلة إلى المحافظة ولكنها لغاية تاريخه لم تحصل على الموافقة- وبعد المخاطبة- وبدل أن تزيد الطلبات الوقود من 7 إلى 14 في اليوم تم تخفيضها إلى 6 طلبات، كما تم تخفيض البنزين من 14 طلباً إلى 8 طلبات، ليؤكد المعنيون في لجنة المحروقات بالمحافظة من جديد بأنّ قرار التوقف عن توزيع مادة مازوت التدفئة سببه نقص الكميات الواردة إلى المحافظة والتي كانت تصل في مثل هذه الأوقات من العام الماضي إلى 15 طلباً يومياً أي حوالي300 ألف ليتر، بينما تم تخفيضها منذ نحو شهر تقريباً من قبل وزارة النفط والثروة المعدنية إلى 6 طلبات، ومؤخراً إلى 5 طلبات يومياً أي ما يعادل 100 ألف ليتر فقط، أما مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بالسويداء ماهر الشعراني فقد أعلن أنّ حاجة المحافظة من مادة المازوت يومياً هي 12 طلباً لتغطية احتياجات الفعاليات المختلفة من آبار ومحطات ضخ مياه الشرب والصحة والأفران وقطاع النقل، بالإضافة إلى 3 طلبات لتغطية حاجة المواطنين من مازوت التدفئة مبيناً أنّ الواقع الحالي وبعد تخفيض المخصصات دفع بلجنة المحروقات الفرعية إلى توزيع الطلبات الخمسة الواردة إلى المحافظة بواقع طلبين للحرفيين وطلب واحد للفلاحين وطلبين لبقية الفعاليات المذكورة سابقاً كما لفت إلى أن الحل يكمن في زيادة المخصصات الواردة إلى المحافظة وإعادتها إلى ما كانت عليه سابقاً، وبهذه الطريقة فقط نستطيع أن نحل جزءاً من الأزمة التي يعاني منها المواطنين.
كلمة أخيرة
مشكلة لم نجد لها حلاً منذ بدء الأزمة وحتى هذا التاريخ، فالتوزيع غير العادل لمادة المازوت في السنوات الماضية جعل المسؤولين عن هذه العملية يستنبطون حلولاً لاستدراك الهفوات والأخطاء التي وقعوا بها في السنوات الماضية من عمر الأزمة، ما دفعهم لتوزيع هذه المادة وبهدف تأمينها للمواطنين لزوم التدفئة منذ بداية الشهر الخامس الماضي، لتتوقف بشكل مفاجئ في شهر آب الماضي، لتعاود عملية التوزيع بالاستمرار منذ شهرين، لتتوقف حالياً في أحلك الظروف ومع اشتداد نسبة البرودة وخاصة في المناطق الجبلية والباردة وحتى ضمن المدينة، والسؤال الذي يطرح نفسه متى ستجد الجهات المعنية حلاً لقضية نقص مادة المازوت وسائر أنواع الوقود في المحافظة؟ وإذا كان ما يصرح به مسؤولونا بأنّ حاجات المواطنين ومستلزماتهم هي من أولوياتهم وهدفهم الأول والأخير هي تأمين كلّ ما يتطلبه المواطن، لماذا لا يبادرون بالإسراع وبشكل جدي في اتخاذ قرارات تلبي حاجة المواطنين من مازوت التدفئة للمدارس والمناطق الجبلية والباردة على الأقل، وبهذا يجنبون المواطنين طلب الحاجة بشكل مستمر بعد أن أصبحت من عاداتهم اليومية المملة في ظل الضغوطات المادية والنفسية التي يعانون منها، ويجنبون المحافظة أيضاً حدوث أزمة في الطلب على المادة كما يحدث الآن ولغاية إجراء هذا التحقيق في سائر أرجاء ومناطق المحافظة..