ربط آبار الموارد المائية مع شبكات التوزيع!! هل يسهم في زيادة الوارد المائي وتخفيف الفجوة بين الاحتياج وكمية المياه المنتجة؟؟..

ربط آبار الموارد المائية مع شبكات التوزيع!! هل يسهم في زيادة الوارد المائي وتخفيف الفجوة بين الاحتياج وكمية المياه المنتجة؟؟..

الأزمنة

الاثنين، ١ ديسمبر ٢٠١٤

السويداء- فريال أبو فخر firyaaf14@gmail.com
يعاني سكان بعض أحياء السويداء من مشكلة نقص مياه الشرب حيث تتعدد أوجه المعاناة بالنسبة لكل حي، وتتجلى مشكلة بعض السكان من سوء التوزيع وعدم وصول الماء إليهم مع أنهم يقطنون في الطوابق السفلى حيث يمضون النهار كاملاً لتلقف بعض كميات المياه لسد حاجتهم، عن طريق سحبها بالمضخات الكهربائية لملء خزاناتهم، بالوقت الذي تصل فيه المياه بشكل غزير إلى المناطق المرتفعة والمنازل ذات النظام الطابقي (الدور الرابع والخامس) نتيجة قوة الضخ لهذه المياه.
زيادة عدد المشتركين بالمحافظة..
ونظراً لخروج العديد من مصادر التزويد الأساسية من الخدمة لأسباب أمنية (مثل مشروع المزيريب ومشروع آبار الدياثة ومشروع آبار الرشيدة ومشروع آبار عرى / خربا) بالإضافة لخروج كافة محطات التصفية المقامة على السدود السطحية من الخدمة لأسباب تتعلق بتراجع معدلات الهطول خلال موسم الشتاء الماضي (مثل مشروع سد الروم – مشروع سد جبل العرب – مشروع سد المشنف – مشروع سد حبران) ما جعل الآبار هي المصدر الوحيد لتأمين مياه الشرب في المحافظة.
وإذا أخذنا بعين الاعتبار التزايد الكبير لعدد السكان المطلوب تخديمهم بسبب الوافدين إلى المحافظة من بقية المحافظات والعائدين من أبناء المحافظة والعمالة الوافدة للمحافظة كونها تعتبر من المحافظات الآمنة نسبياً حيث يقدر عدد الوافدين بـ200 ألف وافد، ونتيجة لذلك زاد عدد المشتركين في المحافظة من 79000 مشترك في بداية عام 2011 إلى ( 108000) مشترك في نهاية الشهر العاشر لعام 2014 أي بنسبة زيادة 37 % ما أدى إلى زيادة الطلب على المياه بشكل كبير في الوقت الذي تخضع فيه المحافظة إلى برامج التقنين الكهربائي التي تصل في بعض الأيام إلى 18 ساعة يومياً.
ماذا قالوا؟..
أحد المواطنين ذكر للأزمنة أنهم قاموا بتقديم العديد من الشكاوى للتخفيف من معاناتهم ودائماً كان الرد أنه نتيجة لقلة الهاطل المطري فقد تشكلت لدى المحافظة مشكلة كبيرة من حيث جفاف العديد من الينابيع الجوفية، مع ضعف تصريف البعض الآخر منها، إلى جانب خروج بعض الآبار عن الخدمة، بالإضافة لزيادة عدد الوافدين من المناطق الساخنة إلى المدن الآمنة، والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي الذي يعد من الأسباب الرئيسية لنقص مياه الشرب، ناهيك عن الظروف الحالية التي تمر بالبلد والتي انعكست سلباً على عمل وحدة مياه السويداء من حيث التأخير في تنفيذ المشاريع الهامة، واقتصار أعمالهم فقط على صيانة الخطوط والشبكات وتركيب العدادات، إضافة إلى عدم التزام المتعهدين، وعدم استقرار الأسعار وارتفاعها، وتساءل ساخراً إذا كانت هذه الردود صحيحة لماذا تأتي المياه إلى أحياء أخرى وبقوة ضخ عالية!! بينما في الحي الذي نسكنه نعاني ما نعانيه من نقص شديد بكمية المياه، وأضاف هناك سوء بالتوزيع بين حي وآخر ونحن من ندفع الثمن بالنهاية من وقتنا ومالنا حيث نضطر أحياناً لشراء الصهاريج بأسعار مرتفعة.
المحافظة.. محدودة المصادر المائية
تبلغ مساحة محافظة السويداء 5500 كم2 وقد أصبح عدد سكانها مع قدوم الوافدين 637000 نسمة ومعدل التزايد السكاني فيها 1,7% وتعتبر محافظة السويداء من المحافظات محدودة المصادر المائية وقد أدى التزايد السكاني المطرد وزيادة عدد الوافدين من بقية محافظات القطر والعائدين من أبناء المحافظة إلى زيادة الضغوط على الموارد المائية خاصة بعد تراجع الهاطل المطري لمدة تزيد عن عشر سنوات ما سبّب انعكاسات سلبية بعيدة المدى على إمكانية استدامة تلك الموارد، وتعتمد المحافظة في تأمين مياه الشرب على عدة مصادر أهمها المياه الجوفية (الآبار) حيث يوجد حالياً 260 بئراً تابعة للمؤسسة العامة لمياه السويداء، بالإضافة إلى 31 بئراً تابعة للموارد المائية (يتم استثمار الفائض عن حاجة مديرية الموارد لصالح المؤسسة، أما المصدر الآخر فهي المياه السطحية (السدود) حيث يوجد ست محطات تصفية مقامة على السدود السطحية بالمحافظة وهي لا تعتبر مصدراً ثابتاً وموثوقاً حيث تتفاوت نسبة الاستفادة منها من عام إلى آخر حسب الهطولات المطرية في كل عام، بالإضافة للمصدر الثالث وهو مشروع المزيريب الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 11000 – 15000 م3 / يوم وهو خارج الخدمة منذ بداية عام 2012.
وبناء على كل هذا فإنّ هناك الكثير من الصعوبات التي تواجه عمل المؤسسة العامة لمياه السويداء وهي خروج عدد من مصادر التزويد الأساسية من الخدمة إما لأسباب أمنية أو لأسباب تتعلق بانخفاض الهاطل المطري خلال العام الماضي ومنها (مشروع المزيريب– مشروع آبار خربا – مشروع آبار الرشيدة – مشروع آبار الدياثة– محطات التصفية المقامة على السدود) وهذه المصادر كانت تؤمن جزءاً كبيراً من الاحتياج اليومي للمحافظة من مياه الشرب، ولا تقتصر الصعوبات التي تواجه عمل المؤسسة على خروج هذه المصادر من الخدمة، فحسب مصدر في المؤسسة العامة فإنّ عدم إمكانية تشغيل المصادر المائية المتاحة بكامل طاقتها الإنتاجية بسبب برامج التقنين الكهربائي التي تصل إلى/18/ ساعة باليوم في بعض الأيام، بالإضافة إلى الانقطاع العام المتكرر للتيار الكهربائي بسبب الاعتداءات الإرهابية المسلحة، كانت إحدى أهم الصعوبات العديدة، إضافة إلى زيادة الطلب على مادة المازوت بمعدل (27000- 30000 ليتر/ باليوم) حالياً بسبب برامج التقنين الكهربائي والضرورة لتشغيل مجموعات التوليد المتوفرة بكامل طاقتها مع العلم بأنّ الاعتماد المرصود في خطة عام 2014 لمادة المازوت/85/ مليون ليرة سورية فقط مما يتطلب إضافة اعتماد حتى نهاية العام بقيمة تقديرية 100 مليون ليرة سورية، ولا يغفل المصدر التكلفة العالية لحفر الآبار العميقة وصعوبة الحفر والاستثمار والصيانة في هذه الأعماق بالإضافة لزيادة كلف التشغيل الناجمة عن ارتفاع أسعار الكهرباء والوقود الأمر الذي يزيد العبء على الموازنة التقديرية للمؤسسة وبالتالي زيادة العجز فيها، مع عدم كفاءة العدادات وكثرة أعطالها وعدم توفر قطع التبديل اللازمة للعدادات المقدمة من مؤسسة معامل الدفاع وعدم جودة تصنيعها، كلها عوامل ساعدت بمواجهة مزيد من الصعوبات لعمل المؤسسة، والذي زاد التقرير عليها صعوبات أخرى منها عدم وجود محطات معالجة في المحافظة، وقلة شبكات الصرف الصحي في ريف المحافظة والذي قد يسبب تلوث الأودية والأحواض الصبابة المغذية لهذه السدود وخاصة في مواقع هامة مثل حبران– سالة – تل اللوز– أبوزريق– الطيبة– مياماس– سهوة الخضر، وعدم انتظام التيار في الشبكة الكهربائية المغذية لمشاريع الآبار أحياناً ما يؤدي إلى حالة عدم استقرار عملها وتوقفها عن العمل وزيادة نسبة الأعطال في التجهيزات الكهربائية والمضخات، بالإضافة إلى عدم توفر عدد كاف من المولدات الكهربائية التي تعمل على الديزل لتشغيل كامل الآبار ومحطات الضخ في حال انقطاع التيار الكهربائي مع صعوبة أخرى وهي قدم بعض الآليات العاملة في المؤسسة وقلة عددها والتي تحتاج إلى صيانة وإصلاح دائمين، وعدم توفر حفارات الآبار الدورانية التي يمكنها أن تحفر آباراً عميقة تصل إلى 700 م لدى القطاع العام والخاص باستثناء الشركة السورية الليبية، وعدم توفر الروافع التي يمكنها سحب الآبار العميقة في المحافظة والأهم هو عدم وجود الكوادر الفنية المختصة لصيانة المضخات الغاطسة لدى القطاع العام والخاص بالمحافظة.
ما الحل لكل تلك المشكلات؟..
وبحسب المدير العام لمؤسسة المياه بالسويداء المهندس بسام أبو علوان فإنّ المؤسسة قامت بمعالجة هذا الواقع الصعب من خلال إجراءات عديدة أهمها تجهيز واستثمار كافة الآبار المحفورة سابقاً وربطها مع شبكات التوزيع، بالإضافة إلى حفر مجموعة من الآبار الجديدة المنتشرة في كافة أرجاء المحافظة ووضعها في الخدمة حيث بلغ عدد الآبار التي وضعت في الخدمة خلال عام 2013 وعام 2014 حتى تاريخه 27 بئراً بطاقة إنتاجية وسطية 16000 م3 / يوم بمعدل تشغيل 20 ساعة/ يوم، مع ربط مجموعة من آبار الموارد المائية مع شبكات التوزيع للمساهمة في زيادة الوارد المائي وتخفيف الفجوة بين الاحتياج المائي وكمية المياه المنتجة حيث بلغ عدد هذه الآبار 31 بئراً وتوجد مجموعة من الآبار قيد الحفر حالياً عددها 15 بئراً يتوقع إنجاز جزء منها قبل نهاية هذا العام، وأضاف أبو علوان: نظراً لنفاذ مخازين المياه من السدود التي أقيم عليها محطات تصفية قامت المؤسسة بدعم بعض هذه السدود من السدود التي يتوفر فيها مخزون ولا يوجد عليها محطات تصفية حيث تمّ دعم سد حبران من سد سهوة الخضر وتمّ من خلال هذا الإجراء تأمين مياه الشرب خلال أشهر لمجموعة من القرى البالغ عدد سكانها 40 ألف نسمة وكذلك تمّ ضخ المياه من سد الطيبة إلى سد المشنف بمعدل 700 – 800 م3 / يوم وتمّ من خلال هذا الإجراء تأمين جزء من احتياج القرى الشمالية الشرقية من المحافظة التي خرجت كافة مصادرها من الخدمة، بالإضافة لقيام المؤسسة بصيانة وتشغيل كافة مجموعات التوليد الاحتياطية المتوفرة لديها وتمّ إصلاح بعض مجموعات التوليد المنسقة منذ أكثر من عشرين عاماً وإعادتها إلى الخدمة مثل (مجموعة الصورة– مجموعة بريكة) كما قامت المؤسسة خلال عامي 2013 و2014 بتأمين 15 مجموعة توليد وتوزيعها على مشاريع المؤسسة بالإضافة إلى الإعلان عن 14 مجموعة جديدة سيتم توريدها خلال الأشهر القادمة و/5/ مجموعات توليد تم شراؤها من قبل مديرية الموارد المائية سيتم استثمارها بالتنسيق بين المؤسسة ومديرية الموارد المائية حسب مناطق الاختناق بالمحافظة وتحديث وتطوير محطة تصفية سد حبران وزيادة كمية المياه المنتجة منها من 1800 م 3/ يوم إلى 3500 م3 / يوم، بالإضافة إلى تحسين نوعية المياه المنتجة. ونظراً لخروج مشروع المزيريب الذي كان يعتبر مصدر التزويد الأساسي لمدينة السويداء بمياه الشرب من الخدمة من بداية عام 2012 واعتماد مدينة السويداء بعد ذلك على الآبار الجوفية، ونظراً لتطبيق برنامج تقنين كهربائي يصل أحياناً إلى 16 – 18 ساعة قطع يومياً قامت المؤسسة بالتنسيق مع الشركة العامة للكهرباء في السويداء مشكورة وبتوجيه من السيد محافظ السويداء بربط مجموعة من الآبار الواقعة غرب مدينة السويداء وعددها 25 بئراً (آبار الثعلة) ضمن خلية كهربائية مستقلة واستثنائها من برامج التقنين وتمّ تطبيق نفس الإجراء لاستثناء الآبار التي تخدم مدينة صلخد من برامج التقنين وكذلك تمّ تطبيق هذا الإجراء بالنسبة للآبار التي تخدم قرى (قنوات– مفعلة– عتيل) واستطاعت المؤسسة من خلال هذا الإجراء تأمين المياه لمدينتي السويداء وصلخد والقرى المذكورة بشكل مقبول، كما قامت المؤسسة بتوزيع المياه على القرى والأحياء العطشى بواسطة صهاريج المؤسسة وصهاريج خاصة تمّ التعاقد معها لتوزيع المياه على المشتركين حيث بلغ وسطي نقلات التوزيع المجانية على مستوى المحافظة خلال أشهر الصيف 15000 نقلة شهرياً، مع تنفيذ مجموعة من خطوط الجر الرئيسية والفرعية واستبدال وتوسع في شبكات المياه لتخديم مناطق التوسع واستبدال الخطوط القديمة والحد من الهدر ورفع كفاءة الشبكة وسويتها الفنية منذ بداية عام 2013 وحتى تاريخه بطول إجمالي 150 كلم وأقطار مختلفة من 50 ملم وحتى 200 ملم.