قطاع الدواجن في حالة تعافٍ وارتفاع أسعار الدولار أسهم في رفع سعر البيض!!

قطاع الدواجن في حالة تعافٍ وارتفاع أسعار الدولار أسهم في رفع سعر البيض!!

الأزمنة

السبت، ٢٧ سبتمبر ٢٠١٤

الأزمنة |بسام المصطفى b.almustafa381@gmail.com

ارتفعت أسعار مادة البيض في أسواقنا المحلية مؤخراً بشكل غير مسبوق, حيث وصل سعر صحن البيض إلى 750 ل.س فيما كانت تتراوح أسعاره بين 625ـ 650 ل.س، الأمر الذي جعل أصوات المستهلكين ترتفع مطالبة بتخفيض أسعار هذه المادة الغذائية الضرورية لحياة الأسر السورية، عقب إحجام العديد من الأسر عن شراء البيض لارتفاع أسعاره، خاصة مع بدء العام الدراسي إذ يقبل الأطفال على تناول البيض بكثرة.
مبررات ارتفاع أسعار البيض كثيرة، والإجراءات التي تتخذها الجهات المعنية للسعي أكثر لتوفير المادة للمستهلكين بأسعار مناسبة بحسب ما أوضحه سراج خضر "مدير عام مؤسسة الدواجن "للأزمنة" عبر لقاء خاص..
 عرض وطلب!!
حيث أوضح سراج خضر أنّ الفترة الحالية شهدت الأسواق فيها ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار البيض كون هذه المادة يحكمها قانون العرض والطلب، وحصل خلال هذه الفترة طلباً متزايداً على هذه المادة مع بدء العام الدراسي والجامعات ما زاد من معدلات الاستهلاك فضلاً عن أنّ فترة تخزين البيض تزيد في مثل هذا الفصل مع انخفاض درجة الحرارة، ما دفع العديد من التجار لزيادة تخزين البيض في مستودعاتهم.
 ارتفاع سعر الدولار
 ولم ينف خضر دور ارتفاع سعر صرف الدولار في رفع سعر مادة البيض التي أدت إلى رفع أسعار مستلزمات الإنتاج (ذرة ـ صويا) بالإضافة إلى قيام البعض "بتسريب " المادة إلى دول الجوار. ولدى سؤالنا عن دور المرسوم المتعلق بتمديد إلغاء الضميمة على مستوردات الذرة حتى أيلول 2015 أجاب مدير عام الدواجن : قامت الحكومة مشكورة بخطوة ايجابية تصب في صالح المربين، وانطلاقاً من وعي كامل وحس بالمسؤولية بأنّ دعم المنتج هو دعم للمستهلك في آن معاً ولذلك أقدمت على تمديد إلغاء الضميمة على مستوردات الذرة حتى أيلول 2015، منوهاً أنّ قرار التمديد جاء تلبية لمتطلبات الظروف الراهنة ورغبة من الحكومة في مساعدة مربي الدواجن على اعتبار أنّ مادة الذرة الصفراء هي إحدى المواد الأساسية التي يعتمد عليها في إنتاج الأعلاف، وبالتالي فإنّ صدور هكذا قرار يأتي بمثابة تخفيف الأعباء المترتبة على المربين والمنتجين، ومن جهة أخرى لما لهذا القرار من أثر إيجابي على أسعار البيض والفروج في السوق المحلية، حيث إنّه يساهم بطريقة أو بأخرى في انعكاسه على الأسعار ويساعد على تخفيضها، لافتاً إلى أنّ الغاية الأساسية من صدور قرار تمديد الإلغاء يصب في نهاية المطاف في مصلحة المستهلك الذي يعتمد بشكل أساسي في معيشته اليومية على البيض والفروج باعتبار أنهما مادتان لا يمكن الاستغناء عنهما ضمن قائمة المواد الغذائية الأساسية. وأضاف خضر أنّ الدعم الحكومي الكبير للقطاع الزراعي سيكون له الدور الكبير في عودة عجلة الإنتاج في قطاع الدواجن إلى ما كانت عليه سابقاً وذلك كخطوة أولى والانتقال بعد الانتهاء من مرحلة التعافي الكامل وإعادة الأعمار إلى الموقع المميز الذي كان يشغله قطاع الدواجن السوري على خارطة الإنتاج العربي كماً ونوعاً.‏
 قطاع الدواجن في حالة تعافٍ..
وبيّن سراج خضر أنّ قطاع الدواجن في حالة تعافٍ رغم ما لحقه من دمار وخراب والذي طال المنشآت، والدليل على ذلك عودة المستثمرين لكن قابل كل ذلك إصرار على دوران عجلة الإنتاج إذاً الهدف هو" لقمة المواطن والبوصلة هي هم المواطن " كما أنّ هناك مربين "جدات " كانوا خارج العملية الإنتاجية وعادوا للعمل. وأكد المهندس سراج خضر أنّ الحكومة ماضية في دعم المؤسسة على محورين الأول في مجال التربية وبما يحافظ على توافر لحم الفروج وبيض المائدة واستمرار الاستقرار السعري، أما المحور الثاني والذي انطلق مؤخراً وفرضته ظروف الأزمة والمتمثل بدور المؤسسة في تأمين بيض أمّات البيّاض، مشيراً بهذا الصدد إلى استيراد 90 ألف بيضة تفريخ أمّات بيَّاض حيث من المقرر وصولها إلى مدجنة صيدنايا في 17 الجاري.‏
وأوضح المهندس خضر أنّ الكمية المستوردة ستشكل القطيع الثاني لمدجنة صيدنايا وتؤمن 25 ألف فرخة أم بيَّاض وهو القطيع الثاني وسبق تأمين قطيعين لمدجنة حمص وفي السياق نفسه أضاف: أنّه تمَّ التعاقد مع شركة وطنية لتأمين قطيع وطني من أمّات الفروج على أن يبدأ التسليم في الشهر التاسع, موضحاً أنّ الاتفاق يقضي باستلام 60 ألف طير من الأمّات سنوياً وبما يغطي حاجة المؤسسة وبذلك حسب تعبير المهندس خضر لا تعود المؤسسة بحاجة لتأمين الأمّات عن طريق الاستيراد. ولفت المهندس خضر إلى أنّ تأمين الأمّات عبر التفقيس المحلي يقلِّص التكاليف ويبعد المخاطر المرافقة للاستيراد إن كان لجهة الحظر المسلط على البلاد أو النفوق خلال عمليات النقل.‏ واستكمالاً لتوفير البنية التحتية لعملية التفقيس فإنّ المؤسسة بصدد التعاقد على استيراد ثلاث حضانات وجهاز تفقيس لمصلحة مدجنة حمص لتأمين الأمات، مشيراً إلى أنّ هذه الخطوة تأتي بعد نجاح عمليات التفقيس في مدجنة صيدنايا. وتتمثل الخطوة الجديدة للمؤسسة في الدخول في عملية تربية الأمّات والمساهمة في تأمين صيصان الفروج والبياض حاجة المؤسسة وجزء من حاجة السوق المحلية في حين هناك شركات وطنية تقوم بتربية الجدات من الفروج وهذا يؤسس حسب رأي المهندس خضر إلى عودة الاستقرار لقطاع الدواجن الوطني الذي تعرض لضربات قاسية من قبل المجموعات الإرهابية.‏
الفروج مستقر
وقال مدير عام مؤسسة الدواجن: يباع الفروج بـ450 ليرة سورية بدمشق والوضع مستقر على صعيد الأسعار، ولكن هناك تخوف من التربية خلال فترة الشتاء، ولاسيما أنّ التكلفة ترتفع مع دخول عنصر التدفئة والأمراض التي قد تصيب الدواجن فترة الشتاء وهي عوامل تؤثر في ارتفاع أسعار الدواجن، كما تؤثر في كمية الإنتاج وإقبال المربين على التربية بهذه الفترة.
وأضاف خضر: كثيراً ما نؤكد أنّ مهنة تربية الدواجن وخاصة الفروج تتميز بأنّها تتسم كثيراً من الأحيان بعدم التنظيم أو السيطرة عليها، حيث لا يوجد جهة منظمة للمهنة، وأنّ عملية التربية تحكمها الموسمية ومزاجية المربين، مشيراً إلى أنّ التربية تزيد في بعض الأشهر وتقل في أشهر أخرى وهذا يؤثر في العرض وينعكس الأمر في نهاية المطاف على السعر أيضاً، أي تقل التربية فترة الشتاء نتيجة لوضع التدفئة والمازوت والفحم الحجري.
 حجم الضرر كبير..
ونوّه خضر إلى أنّ الضرر الذي تعرضت له فروع المؤسسة العامة للدواجن كبير خاصة في المحافظات الشرقية "الحسكة.. الرقة..حلب "ومعرة النعمان حيث خرجت 150 مليون بيضة من دائرة الإنتاج، وتجاوز حجم الضرر 5 مليارات بين خسائر مباشرة وفوات إنتاج. ومن هنا تقوم المؤسسة بتعويض الفاقد من خلال مشاريع عدة منها مشروع منشأة طرطوس التي ستضاعف الإنتاج ثلاثة أضعاف وسيصل إنتاج المنشأة إلى 50 مليون بيضة عوضاً عن 19 مليون بيضة وهناك منشأة صيدنايا حيث يجري العمل على تحسين نسب الفقس بنسبة 10% وستطبق هذه الخطوة في منشأة دواجن حمص ضمن خطة وضعتها المؤسسة لإعادة تأهيل الحضانات بطريقة حديثة ومتطورة تسهم في تخفيف الهدر.
 التدخل الايجابي
وأوضح مدير عام الدواجن أنّ من أولى أولويات عمل المؤسسة حالياً تقديم الدعم "اللوجستي " للجيش والقوات المسلحة، وحاجات المواطنين من البيض والفروج، أما على صعيد التدخل الإيجابي فالفائض من البيض يطرح في الأسواق من خلال السيارات التابعة للمؤسسة وهناك صالة جديدة سيتم افتتاحها خلال أيام في ضاحية حرستا، فضلاً عن التنسيق الدائم مع مؤسسات التدخل الايجابي الأخرى مثل (الخزن والتسويق الزراعي، سندس، المؤسسة الاستهلاكية) لطرح مواد مؤسسة الدواجن.
الخطة الإنتاجية لعام 2015
وأوضح مدير عام مؤسسة الدواجن سراج خضر أنّ الخطة الإنتاجية للمؤسسة خلال عام 2015 تشمل إنتاج 201 مليون بيضة، و6 ملايين صوص فروج، و3 ملايين صوص بياض، ومليون و200 ألف فروج و2220 طن فروج حي. مضيفاً أنّ خروج منشآت المعرة وحلب والرقة والحسكة وقسم آمات البياض في منطقة مرج السلطان، والذي يتبع لمنشأة دواجن صيدنايا في محافظة ريف دمشق من العملية الإنتاجية أثر سلباً على إنتاجية المؤسسة لعام 2015، لكن هذا التأثير سرعان ما تم العمل على معالجته، عن طريق المنشآت التابعة للمؤسسة والموزعة في محافظات القنيطرة والسويداء وحمص وحماة واللاذقية وطرطوس وريف دمشق، التي ضاعفت من طاقتها الإنتاجية، ونجحت في تعويض جزء كبير من الكميات التي خسرها السوق (بيض المائدة ـ الفروج). مشيراً إلى أنّ المؤسسة تعمل على تقديم كل ما يلزم من تسهيلات لتذليل كافة الصعوبات والمعوقات التي تعترض ديمومة العملية الإنتاجية في هذا القطاع، من خلال مساهمته في الأمن الغذائي، وتوفير حاجة السوق المحلية من منتجات الدواجن بما يخدم أكبر عدد ممكن من المربين.‏ لافتاً إلى أنّ الدعم الحكومي الكبير للقطاع الزراعي سيكون له الدور الكبير في عودة عجلة الإنتاج في قطاع الدواجن إلى ما كانت عليه سابقاً، وذلك كخطوة أولى والانتقال بعد الانتهاء من مرحلة التعافي الكامل وإعادة الأعمار إلى الموقع المميز الذي كان يشغله قطاع الدواجن السوري على خارطة الإنتاج العربي كماً ونوعاً.‏