بين وبين..بعد أكثر من عام على طرحه..هل كسر الفروج المجمد أجنحة أسعار الفروج المحلي؟

بين وبين..بعد أكثر من عام على طرحه..هل كسر الفروج المجمد أجنحة أسعار الفروج المحلي؟

الأزمنة

السبت، ١٦ أغسطس ٢٠١٤

وسيم وليد إبراهيم
قامت الحكومة بطرح الفروج المجمد في سبيل كبح جماح أسعار الفروج في أسواقنا المحلية، حيث عملت على استيراد الفروج المجمد وطرحه في صالات المؤسسة العامة للخزن والتسويق، وذلك بهدف توفيره للمستهلك بأسعار معقولة بعد أن بلغت أسعار الفروج المحلي العنان وأصبح أصغر فروج من حيث الوزن لا يقل سعره عن ألف ليرة سورية.
وبالطبع طَرحُ الفروج المجمد عملت عليه الحكومة خلال العام الماضي وإلى الآن لا تزال تسعى لطرح المزيد، حيث أرسلت مؤخراً مديرية التسويق الحيواني في المؤسسة العامة للخزن والتسويق، كتاباً إلى المؤسسة العامة للتجارة الخارجية، أوضحت فيه حاجة المؤسسة لاستكمال استيراد الكميات المتبقية من عقد الفروج المجمد بموجب الخط الائتماني الإيراني، لافتة إلى أنه لا يزال هناك حوالي 4800 طن يمكن استيرادها على دفعات حسب الحاجة.
المديرية أفادت أيضاً أن قرار استيراد الفروج المجمد لا يلقى قبولاً من لجنة مربي الدواجن لتأثيره المباشر على المنتج الوطني، خاصة أن المربين لحقت بهم أضرار كبيرة جراء الأزمة الراهنة على نحو تسبب في خروج بعضهم من الخدمة، لكن في المقابل استيراد الفروج المجمد سيكون له دور كبير في كسر حدة أسعار الفروج وانخفاضها ما يمكن المستهلك من شرائه.
وبناء على ما سبق لا بد من طرح سؤال في غاية الأهمية، وهو هل حقاً استطاع الفروج المجمد أن يعمل على خفض أسعار الفروج المحلي بعد نحو أكثر من عام على طرحه في الأسواق.. وهل حقاً شهد إقبالاَ من قبل المستهلكين؟...
خبير: الفروج المجمد لم يحقق غايته لعدة أسباب...
خبير اقتصادي لفت لـ"الازمنة" أن تجربة الفروج المجمد كانت غير مجدية كونها لم تحقق الغاية المرجوة منها وهي كسر أسعار الفروج المحلي، كما أن الفروج المجمد لم يتم طرحه في السوق وإنما تم حصره في صالات مؤسسة الخزن والتسويق وهذا من شأنه أن لا يحقق الغاية المرجوة منه في كسر أسعار الفروج المحلي، حيث إنه لا يوجد في كل مناطق المحافظات صالات لمؤسسة الخزن والتسويق، وهي تنتشر في مراكز المدن وليس كل المدن، كما أن الكميات التي طرحت في صالات الخزن والتسويق غير قادرة على تحقيق نوع من المنافسة بينها وبين الفروج المحلي، حيث لم يتم طرح سوى 1200 طن من الفروج، في حين أن الفروج المحلي أكثر انتشاراً في الأسواق على الرغم من ارتفاع أسعاره وضعف الإنتاج مقارنة مع الأعوام السابقة للأزمة.
وأشار الخبير أن الفروج المجمد أصبح ملاذاً لبائعي الوجبات الجاهزة والسريعة للأسف، حيث يتم شراؤه بسعر رخيص من صالات المؤسسة والذي يباع بـ400 ليرة للكيلو إلا إنه يباع في محلات الوجبات الجاهزة على أنه فروج محلي وبأسعار تصل إلى 1500 ليرة للفروج الجاهز سواء البروستد أو المشوي، كما أن الكثير من الفروج المجمد ضبط يباع على البسطات وبشروط غير صحية وهذا ما أثار الريبة لدى المستهلك من الفروج المجمد.
ونوّه إلى أن الفروج المجمد الذي يباع في صالات الخزن والتسويق يعتبر جيد المنشأ, إلا إنه لا يعتبر منافساً للفروج المحلي، كون الفروج المحلي حاصلاً على ثقة أكثر لدى المستهلك، مشيراً إلى أن الفروج المجمد حصل على ثقة المستهلك ولكن ليس بالدرجة المطلوبة كون المستهلك السوري اعتاد على الفروج المحلي مهما ارتفع سعره.. مع الإشارة إلى أن المستهلك خفض كميات الشراء التي كان يشتريها من الفروج المحلي، كما أنه لم يقبل كثيراً على الفروج المجمد إلا في بدايته لتجربته، مع الإشارة إلى أن أي مادة يتم حفظها في برادات ستفقد قيمتها الغذائية مع الزمن، مشيراً إلى أن المستهلك هو من أعطى هذه النتيجة وقد برهنت التجربة على أنها لم تحقق الغاية المطلوبة منها، ولكن حين جاءت حرصاً من الحكومة على توفير المنتج لصالح المستهلك وبأسعار مناسبة، إلا أن ذلك لم يحدث حيث لا يزال الفروج المحلي محلقاً وموضوعاً على اللائحة السوداء لدى المستهلك.
ونوّه الخبير إلى أن اللحوم المجمدة كانت خير دليل على عدم تحقيق الغاية المرجوة منها، ويمكن سحب ذلك أيضاً على الفروج المجمد، حيث ارتفعت أسعار اللحوم المستوردة والمجمدة متأثرة بأسعار اللحوم العواس المحلية.
ووجد الخبير أنه يمكن تحقيق منفعة أكثر عندما يتم توجيه القطع الأجنبي المخصص لشراء الفروج المجمد لدعم المربين المحليين.
مستهلك: الفروج المجمد كان ملاذاً لذوي الدخل المحدود ولكن..
مصدر في مؤسسة الخزن والتسويق فضّل عدم ذكر اسمه أكد أن الفروج المبرد لا يختلف عن الفروج المحلي من حيث الحجم والخلطة العلفية كما أنه يشبهه بنوعية الغذاء لأن الغذاء يعتبر واحداً في جميع مداجن العالم.
وأشار إلى أن الفروج المجمد يُعتبر فروجاً طازجاً ولا يختلف عن الفروج المحلي كما أن طريقة تسويقه تعتبر أفضل كونه لا تمسه الأيدي حيث يتم ذبحه وتبريده لتنظيفه من الدماء ومن ثم صعقه وتجميده بدرجة ناقص 40 لمدة معينة وتغليفه، فهو مراقب ومحلل من قبل مخابر الحكومة.
وأكد على أن التجميد من شأنه أن يقتل الجراثيم ويزيد من صلاحية المادة، كما أنه فروج يربى لمدة 45 يوماً ويذبح وفق المنهج والشريعة الإسلامية، كما يوضع على خطوط إنتاج متطورة وذلك وفق المواصفات العالمية.
وقال أحد المستهلكين: إن الفروج المجمد كان في بداية طرحه ملاذاً للأسر ذات الدخل المحدود حيث أقبلت على شرائه وبكثافة لدرجة أنه تم تحديد الكميات التي يتم شراؤها من قبل الشخص وذلك بشراء فروجين على الأكثر لكل شخص من الصالة.
ورأى أن الفروج المجمد يعتبر تجربة ناجحة إلا أن المستهلك لا يجده بشكل دائم في صالات الخزن والتسويق, كما أن الصالات غير منتشرة في جميع المناطق حيث إنها تقتصر على أماكن التجمعات السكنية, في حين أن الأرياف والبلدات تفتقر لمثل هذا النوع من الصالات على الرغم من الكثافة السكانية في تلك المناطق أيضاً.
ووجد أن الفروج المجمد حالياً أصبح أفضل من الفروج المحلي, وذلك لكثرة الغش في الفروج المحلي، حيث تعرض الكثير من المستهلكين لعمليات غش مثل أن يشتري كيلو من الفروج في حين بعد أن يطبخه يصبح نحو نصف كيلو ويكون محقوناً بالماء، كما أن الفروج المحلي حالياً لا يزال مرتفع السعر حيث بلغ مؤخراً 559 ليرة للكيلو أي إن أصغر فروج سعره لا يقل عن 1100 ليرة، وبالطبع كان الفروج المجمد هو الملاذ من هذا الارتفاع.
وطالب المستهلك بأن تقوم الحكومة بتوفير الكميات المطلوبة من الفروج المجمد وعلى مدار الساعة في صالات الخزن والتسويق وأن يتم تسويقه في الأسواق أيضاً وذلك لكسر حدة أسعار الفروج المحلي.
تعليق: أين الميزة التدخلية للفروج المجمد وقت ارتفاع الأسعار؟..
يبقى القول بعد عرض السابق إن الفروج المجمد يصبح نادراً جداً لدى ارتفاع أسعار الفروج المحلي، وبالتالي فقد ميزته التدخلية.. فلماذا لا يتم توفيره وقت ارتفاع أسعار الفروج المحلي؟.. ويمكن القول بأن الفروج أو ذا الجانحين بقي على اللائحة السوداء لدى مستهلكي ذوي الدخل المحدود, وبقيت معدته تغرد منتظرة أن يعود الفروج لسعره المعهود منذ زمن.