بين وبين ..مونديال كأس العالم 2014.. بين الاستغلال و الرقابة

بين وبين ..مونديال كأس العالم 2014.. بين الاستغلال و الرقابة

الأزمنة

الأحد، ٢٢ يونيو ٢٠١٤

وسيم وليد إبراهيم
استغلال جديد يتعرض له المواطن وخاصة محبي المستديرة، مع بدء مونديال كأس العالم 2014، لاسيما بعد أن قامت قناة سورية أرضية بنقل المونديال مجاناً، كاسرة احتكار بث المونديال الذي يكلف السوريين ما يقارب 75 ألف ليرة وذلك كلفة شراء البطاقة الذكية لفك إشارة التشفير الخاصة بالقنوات الفضائية التي تبث المونديال عدا عن شراء الرسيفر الخاص بها.
وتمثل الاستغلال من قبل الباعة الذين قاموا برفع أسعار لاقط الإشارة أو ما يسمى بالعامية بـ"الأنتين"، الذي تضاعف سعره كثيراً خلال مدة قصيرة جداً لا تتجاوز 12 ساعة، حيث كان سعره لا يتجاوز 50 ليرة حتى أصبح بـ 500 ليرة.
ولجأ الكثير من المواطنين إلى المقاهي أيضاً لحضور فعاليات كأس العالم وخاصة مع انقطاع التيار الكهربائي إلا أن ذلك كلّفهم الكثير لأن الشخص سيدفع ما لا يقل عن 500 ليرة أيضاً وبشكل يومي.
وهنا طرحنا سؤالاً: هل استغل الباعة حقاً هذه المناسبة ورفعوا الأسعار وهل استغلت المقاهي هذه المناسبة ورفعت أسعار خدماتها؟..

مواطنون: تعرضنا لاستغلال المقاهي والبائعين
الكثير من المواطنين أكدوا على أنهم تعرضوا لاستغلال البائعين وخاصة في دمشق وريفها، حيث عمد الكثير من البائعين على رفع أسعار لاقط الإشارة وبشكل سريع بعد أن رأوا إقبال المواطنين على شرائه.
وقال أحد المواطنين: "اشتريت لاقط إشارة بـ 50 ليرة ولكن فوجئت من أحد أقاربي أنه اشتراه بحدود 300 ليرة بعد عدة ساعات من نفس المكان الذي اشتريت فيه اللاقط، مما يؤكد أن هناك استغلالاً لحاجة المواطن من قبل الباعة".
في حين أكد مواطن آخر أنه اشترى لاقط الإشارة بحدود 500 ليرة في ريف دمشق، بالرغم من أن سعره الحقيقي لا يتجاوز 100 ليرة، لافتاً إلى أن تعرض المواطن للاستغلال يحمل مسؤوليته الجهات الرقابية التي يجب أن تكون على دراية تامة بأنه سيحدث إقبال على جميع سلع المونديال لذا كان من الأجدى أن تعمل على مراقبة أسعارها ومنع الاستغلال، إلا أن ذلك لم يحدث أبداً.
وأشار بعض المواطنين إلى أن الكهرباء شكلت تحدياً كبيراً لهم، حيث عمدوا إلى الذهاب إلى المقاهي والمطاعم لحضور فعاليات كأس العالم وشكل ذلك عبئاً مادياً عليهم، حيث استغلت بعض المقاهي هذه المناسبة وخاصة في ريف دمشق، فعمدت على رفع أسعار خدماتها بحجة أنها تقدم خدمة مشاهدة المونديال مجاناً للمشاهدين، فرفعت أسعار الأركيلة والأشربة على اختلاف أنواعها، إذ يبلغ ثمن النرجيلة 175 ليرة، والقهوة 70 ليرة، والشاي 60 ليرة، والعصير 140 ليرة، لافتين إلى أن متابعة المونديال في المنزل لا يعتبر جميلاً بقدر ما يكون هناك تجمّع من قبل محبي المستديرة، إلا أن عامل الوقت المتأخر في بث بعض مباريات المونديال كان عائقاً في ذلك.

بائع: لم نرفع أسعار اللواقط وهنالك مبالغة
في حين قال بائع للأجهزة الإلكترونية، إن الباعة لم يقوموا برفع أسعار "لاقط الإشارة" حيث أن سعره المتعارف عليه يتراوح ما بين 200 و300 ليرة، مشيراً إلى أن معظم أسعار الأدوات الكهربائية والإلكترونيات ارتفعت في الأسواق منذ مدة طويلة، فلم يعد هناك أي قطعة تقل عن 100 ليرة مهما صغرت، منوهاً إلى أن أسعار اللواقط ربما قد شهدت ارتفاعاً بعض الشيء وذلك نتيجة زيادة الطلب عليها، إلا أن الارتفاع لم يبلغ 50 ليرة، وهناك مبالغة بما ذُكر بأن سعر اللاقط وصل إلى 500 ليرة.
وقال: "أعتقد أن مبلغ 300 ليرة لا يعتبر كبيراً، أمام ارتفاع أسعار معظم أسعار المواد والسلع الأخرى وحتى الأجهزة الكهربائية، ومن يرِد مشاهدة فعاليات المونديال لن يتأثر بدفع هكذا مبلغ ضئيل جداً مقارنة مع ما كان يدفع المشاهدون من أجل حضور المونديال؛ حيث تصل قيمة الاشتراك في قنوات "خاصة بمشاهدة المونديال" حوالي 45 ألف ليرة وربما أكثر، كما تصل تكلفة تعديل جهاز الرسيفر من أجل مشاهدة المباريات لنحو 11 ألف ليرة، لذا أعتقد أن مبلغ 300 ليرة لا يشكل شيئاً أمام المبالغ السابقة، وهو لا يتعدى سعر كيلو ونصف من الموز".
وأشار بائع آخر أن لاقط الإشارة الأرضية كان منسياً بشكل تام، وزاد الطلب عليه بشكل مفاجئ مما رفع سعره بعض الشيء حيث بلغ سعره نحو 300 ليرة، مع العلم أن سعره سابقاً هو بين 200 و250 ليرة، لافتاً إلى أن ما يثار عن ارتفاع أسعاره بحدود كبيرة وبسرعة هو ليس دقيقاً فقد يكون بعض الباعة قد استغلوا هذه المناسبة ورفعوا أسعاره إلا أن سعره المتعارف لا يتجاوز 300 ليرة، وهو ليس بمبلغ كبير، ولا يشكل أي عائق على أي مواطن.

الرقابة يجب أن تكون استباقية
هذه القضية رغم عدم أهميتها الكبيرة إلا أنها مؤشر على أن الجهات الرقابية لا تقوم بإجراء خطوات استباقية لضبط الأسواق حول أي سلعة قد تشهد زيادة في الطلب، فكما ذكر أحد المواطنين فإنه كان يجب على الجهات الرقابية أن تركز حملاتها على سلع المونديال سواء لواقط الإشارة وحتى الألبسة الخاصة بالمونديال وغيرها من السلع، قبل أن يقبل عليها المواطنون، لذا فمن الأهمية البالغة أن تعمل على دراسة السوق وتوجهات المستهلك في المناسبات التي تطرأ على الأسواق سواء المونديال أو اقتراب رمضان أو حتى المواسم الصيفية للألبسة واقتراب العيد وغيرها من المناسبات وتضع أولويات للرقابة على سلع كل مناسبة حسب جدولها الزمني.


.